ارتكب جيش الاحتلال "الإسرائيلي" مجازر جديدة بحق أهالي قطاع غزة استهدف خلالها خيام ومدارس لإيواء النازحين رافقتها غارات طالت أماكن متفرقة مع تصاعد استهداف المجوعين في أماكن ونقاط توزيع المساعدات في الوقت الذي ارتفعت فيه أعداد الشهداء إلى نحو 100 خلال ال24 ساعة الماضية.

أفادت المصادر الطبية بارتقاء 28 فلسطينياً على الأقل منذ فجر اليوم الخميس 26 حزيران/ يونيو، في ظل تفاقم الأوضاع الإنسانية ومنع إدخال المساعدات وتحذيرات أممية من خطر العطش الشديد الذي يتعرض له سكان القطاع.

وأعلن المكتب الإعلامي الحكومي في غزة عن ارتفاع حصيلة الشهداء الذين ارتقوا أثناء تجمعهم في مراكز توزيع المساعدات إلى 549 شهيدا، إضافة إلى أكثر من 4,000 مصاب، ما يعكس حجم الكارثة الإنسانية المتفاقمة.

وقال الإعلامي الحكومي في بيان له: إن المدنيين الفلسطينيين الذين يعانون من الجوع في قطاع غزة يستهدفون ويقتلون بدم بارد أثناء محاولتهم الحصول على الغذاء والمساعدات الإنسانية، في مشاهد مروعة تتكرر يوميا.

وأكد المكتب أن بعض الهجمات التي نفذها الاحتلال بحق الفلسطينيين أثناء تجمعهم لتلقي المساعدات، تظهر بوضوح أن "الجوع يستخدم كسلاح وأداة للقتل الجماعي المتعمد"، وهو ما يشكل انتهاكا صارخا للقانون الدولي الإنساني.

وأوضح المكتب أن الفرق الطبية وثقت حالات بتر وتهتك شديد في أنسجة أجساد الضحايا الذين تعرضوا للاستهداف خلال انتظارهم للمساعدات، ما يعكس حجم الفتك المقصود الذي يلحق بالمدنيين العزل.

وفي مدينة غزة وقع قصف "إسرائيلي" على مدرسة عمرو بن العاص التي تؤوي نازحين بحي الشيخ رضوان بمدينة غزة أسفر عن ارتقاء 9 شهداء وفقاً لمصدر طبي.

في حين أفاد مصدر في المستشفى المعمداني بارتقاء شهيدين ووقوع ومصابين في قصف "إسرائيلي" على حي الزيتون جنوب شرقي مدينة غزة، بينما ارتقى 4 شهداء وسقط مصابين في قصف "إسرائيلي" على جباليا البلد شمالي قطاع غزة.

وجنوبي قطاع غزة، استهدف جيش الاحتلال خيمة تؤوي نازحين في منطقة المواصي غرب خان يونس مما أسفر عن شهداء ومصابين.

وأفاد الدفاع المدني بأن 12 شهيدا وعددا من المصابين وصلوا إلى مستشفى ناصر الطبي منذ بداية الغارات، التي استهدفت خيام اللاجئين في منطقة المواصي، والمعسكر الغربي، بالإضافة إلى استهداف مباشر للفلسطينيين قرب عمارة جاسر.

وفي بلدة بني سهيلا شرق خانيونس جنوبي القطاع، أسفر قصف "إسرائيلي" عن استشهاد أربعة مدنيين في منطقة "ارميضة".

بينما في مدينة رفح أفاد الدفاع المدني في قطاع غزة باستشهاد فلسطيني برصاص قوات الاحتلال "الإسرائيلي" قرب مركز توزيع المساعدات الأميركية.

ووسط القطاع، أفاد مصدر في مستشفى العودة باستشهاد فلسطيني وإصابة آخرين من منتظري المساعدات بنيران قوات الاحتلال قرب محور نتساريم شمال مخيم النصيرات.

وخلال الساعات الـ24 الماضية، استشهد 100 فلسطيني على الأقل، وأصيب العشرات في سلسلة من الغارات "الإسرائيلية" التي طالت مناطق متعددة في قطاع غزة، بينهم 14 شهيدا من منتظري المساعدات في المناطق الوسطى.

مراكز المساعدات تتحول لبؤر خطر وغزة على حافة الجفاف

في سياق متصل أعلن مدير المركز الفلسطيني للمفقودين والمخفيين قسرًا أن طواقم المركز تمكنت حتى الآن من إحصاء 39 مفقودًا في محيط مراكز توزيع المساعدات الأميركية-الإسرائيلية داخل القطاع، مشيرًا إلى أن عملية التوثيق والإحصاء لا تزال جارية مع ورود بلاغات جديدة من ذوي المفقودين.

وأوضح المدير أن غالبية الحالات سُجلت في المناطق التي شهدت قصفًا مباشرًا أو إطلاق نار أثناء تجمع المواطنين للحصول على المساعدات، ما يثير مخاوف حقيقية من أن بعض المفقودين قد يكونوا ضُحايا دُفنوا تحت الأنقاض أو تعرضوا للاختطاف في ظروف غامضة.

وتأتي هذه الأرقام في وقت تتزايد فيه المخاوف من تحول مراكز توزيع المساعدات إلى بؤر خطر بدل أن تكون ملاذًا إنسانيًا، وسط استمرار الاعتداءات "الإسرائيلية" ومنع فرق الإنقاذ والإغاثة من الوصول إلى المناطق المستهدفة.

وفي السياق ذاته، أكد رئيس شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية في غزة أن الوضع في القطاع وصل إلى أشد مراحله سوءًا على الإطلاق. وأشار إلى أن غياب المحاسبة الدولية يشجع الاحتلال على مواصلة جرائمه دون رادع، مضيفًا أن سيطرة الاحتلال على المساعدات الإنسانية تشكّل "هندسة للتجويع" تستهدف إضعاف السكان.

وأوضح أن آلية توزيع المساعدات الأميركية تسهم بشكل غير مباشر في قتل المدنيين من خلال منع وصول المساعدات بشكل عادل وفعّال، محذرًا من منعطف خطير يلوح في الأفق بفعل أزمة العطش التي تفاقمت بفعل تدمير البنى التحتية ووقف دخول الوقود.

كما دعا إلى تدخل عاجل من الأطراف الفاعلة دوليًا لمنع انهيار الوضع الإنساني في القطاع.

من جانبها، أطلقت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" تحذيرًا شديد اللهجة من خطر العطش الحاد الذي يهدد سكان غزة بسبب انهيار أنظمة تزويد المياه، نتيجة القصف الإسرائيلي المستمر ومنع دخول الوقود منذ شهر آذار/مارس الماضي.

وأكدت "أونروا" أن 40% فقط من مرافق إنتاج المياه تعمل حاليًا، وهو ما يضع القطاع على حافة جفاف من صنع الإنسان.

وأشارت إلى أن كمية المياه المتوفرة تراجعت إلى النصف حتى خلال فترة الهدنة، بسبب الظروف الصعبة، داعية إلى وقف فوري لإطلاق النار للسماح بإصلاح البنية التحتية وتأمين وصول المياه إلى السكان.

وكالات

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد