كشفت مصادر عسكرية "إسرائيلية" عن مقتل 5 جنود وإصابة 14 آخرين، بينهم اثنان في حالة حرجة، في كمين معقد نفذته كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، مساء الاثنين في بلدة بيت حانون شمالي قطاع غزة.
وبحسب التحقيقات الأولية للجيش "الإسرائيلي"، فإن الكمين استهدف قوة راجلة من كتيبة "نتساح يهودا" التابعة للواء كفير، كانت تقوم بعملية تمشيط في المنطقة.
وأوردت إذاعة الجيش "الإسرائيلي" بأن عبوتين ناسفتين زرعتا على الطريق وانفجرتا بشكل متتالٍ عند مرور الجنود، مما تسبب في سقوط قتلى وجرحى.
وأوضحت المصادر أن عملية الإجلاء تعقدت بعدما فتح مسلحون النار من كمين آخر على قوات الإنقاذ التي كانت تحاول انتشال المصابين، ما أدى إلى مزيد من الإصابات، واستدعى إرسال تعزيزات إضافية لإخلاء الموقع تحت النيران.
وفي أعقاب الحادثة نشر الجيش "الإسرائيلي" صورًا وهويات لاثنين من القتلى، وهما: الرقيب أول مئير شمعون عمار (20 عامًا)، الجندي موشيه نسيم فرش (20 عامًا).
كما أشارت إذاعة جيش الاحتلال إلى أن ضابطًا كبيرًا كان بين المصابين، دون الكشف عن رتبته أو اسمه.
من جهتها، تبنّت كتائب القسام العملية، ووصفتها بأنها "ضربة مركبة" ضد وحدات الجيش الإسرائيلي، معتبرة أنها "ضربة إضافية لهيبة الجيش الإسرائيلي الهزيل".
وفي بيان للناطق باسم القسام، أبو عبيدة، أكد أن مقاتلي الحركة نفذوا العملية في "ميدان ظنّه الاحتلال آمناً"، وتوعد بمزيد من الأسر والكمائن المعقدة مستقبلاً.
وقال أبو عبيدة: "لئن نجح العدو مؤخراً في تخليص جنوده من الجحيم بأعجوبة؛ فلربما يفشل في ذلك لاحقاً ليصبح في قبضتنا أسرى إضافيون".
وأضاف أن معركة الاستنزاف التي يخوضها مقاتلو القسام من شمال غزة إلى جنوبها "تُكبد الاحتلال خسائر يومية"، مشدداً على أن "القرار الأكثر غباء الذي يمكن لنتنياهو اتخاذه هو الإبقاء على قواته داخل القطاع".
وفي سياق متصل، أعلنت القسام أنها قصفت تجمعات عسكرية "إسرائيلية" في منطقة السطر شمال خان يونس بقذائف الهاون، ضمن سلسلة من عملياتها المتصاعدة ضد قوات الاحتلال في القطاع.
تأتي عملية بيت حانون وسط تصاعد لافت في وتيرة عمليات المقاومة الفلسطينية، التي أسفرت خلال الأسابيع الأخيرة عن مقتل وإصابة عشرات الجنود الإسرائيليين، خصوصاً في خانيونس وجنوب القطاع.
وتشير بيانات الجيش "الإسرائيلي" إلى أن شهر يونيو/حزيران الماضي كان الأكثر دموية منذ بداية العدوان، حيث قُتل خلاله 20 جنديًا وضابطًا، وارتفع عدد القتلى في صفوف الجيش منذ بداية عام 2025 إلى 50 قتيلاً على الأقل، و118 مصاباً.
أما منذ بدء الحرب الشاملة على غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، فقد قُتل 888 جنديًا وضابطًا إسرائيليًا، بينهم 444 خلال العمليات البرية داخل القطاع. كما تشير المعطيات إلى إصابة 6060 جنديًا، منهم 2768 أصيبوا خلال المعارك في غزة.