وسط ظروف استثنائية فرضتها الحرب "الإسرائيلية" الأخيرة على لبنان، واستمرار الاعتداءات "الإسرائيلية" على مناطق الجنوب، تقدّم آلاف الطلاب الفلسطينيين، اليوم الأربعاء 9 تموز/ يوليو، لامتحانات الثانوية العامة الرسمية في لبنان، وذلك في اليوم الأول للامتحانات بفروعها الأربعة: العلوم العامة، علوم الحياة، الآداب والإنسانيات، والاجتماع والاقتصاد، إلى جانب زملائهم اللبنانيين.
وفي جنوبي لبنان جرت الامتحانات في 30 مركزاً، وسط تدابير لوجستية متباينة، وقلق متصاعد لدى الطلاب وذويهم، في ظل استمرار الانتهاكات "الإسرائيلية" على الحدود، وذكريات الدمار والتهجير التي خلفتها الحرب التي اندلعت في أيلول/ سبتمبر 2024 وتوقفت بهدوء هشّ في تشرين الثاني/ نوفمبر من نفس العام، دون أن تنتهي تداعياتها.
موقع "بوابة اللاجئين الفلسطينيين" رصد أجواء اليوم الأول، واستطلع آراء بعض الطلاب الفلسطينيين الذين عبّروا عن تحدّيهم للواقع الصعب، وإصرارهم على إتمام مسيرتهم التعليمية.
الطالب الفلسطيني علي، من فرع الاجتماع والاقتصاد، قال: "كان لدينا اليوم امتحانات في مادتي التربية والاجتماع، وقد كانت الأسئلة سهلة إلى حدّ ما." مضيفاً:" ورغم الظروف الصعبة التي عاشها لبنان، خاصة في الجنوب خلال العام الجاري، فإن الطلاب قادرون على الإبداع والتفوق وتحقيق النجاح، رغم كل الضغوطات".
فيما أشار طالب آخر إلى التحديات النفسية التي رافقت التحضيرات للامتحانات، وقال: "واجهنا ضغوطاً نفسية شديدة بسبب الحرب، لكننا درسنا وتقدّمنا، وتحدّينا كل الصعوبات."
من جهته، أبدى طالب ثالث ملاحظاته على مضمون الامتحانات، قائلاً: "في التربية، كانت الأسئلة سهلة، لكن المنهج كبير ويضم نحو 14 درساً، ومع الأسف، جاءت معظم الأسئلة من الدروس التي لم نركّز عليها كثيراً، أما مادة الاجتماع فتضم 18 درساً، وهي أيضاً كانت سهلة نسبياً، لكن حجم المادة كان عبئاً ثقيلاً."
وتحدث طالب آخر عن غياب العدالة في تعاطي وزارة التربية مع الظروف الاستثنائية التي تمر بها البلاد وقال: "للأسف، الوزارة لم تحذف سوى درس واحد من المنهج، رغم الأوضاع الأمنية والسياسية التي يعيشها الجنوب، لم يكن هناك إنصاف، خاصة في ما يتعلق بمواضيع الامتحانات والخيار المتاح للطلاب."
وتجلّت المعاناة المباشرة في شهادة طالب من بلدة جنوبية تعرضت للقصف "الإسرائيلي" مؤخراً، إذ قال: "تعرضت البلدة التي أسكن فيها للقصف يوم الأحد، فاضطررت للنزوح إلى بيروت، و لم يكن لدي وقت كافٍ لإنهاء دراسة موادي، وصلت أمس فقط، وسط تحليق الطائرات والمسيرات، لكن رغم كل ذلك، قدمت للامتحان والحمد لله".