تتواصل جرائم حرب الإبادة الجماعية التي تشنها قوات الاحتلال "الإسرائيلي" على قطاع غزة، حيث استشهد منذ فجر اليوم، الأربعاء 16 تموز/يوليو، ما لا يقل عن 37 فلسطينياً، بينهم 20 قضوا اختناقاً بالغاز السام الذي أطلقه جيش الاحتلال على آلاف الفلسطينيين المنتظرين للمساعدات الإنسانية جنوب مدينة خان يونس.
وأفادت مصادر إعلامية وشهود عيان بأن قوات الاحتلال هاجمت الحشود الفلسطينية المتجمعة في مناطق توزيع المساعدات جنوب خان يونس، مستخدمة الرصاص الحي وقنابل الغاز المسيل للدموع، ما أدى إلى سقوط هذا العدد الكبير من الشهداء، في مشهد دموي جديد يضاف إلى سجل المجازر اليومية.
وكان مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان قد أعلن، قبل أيام، أن ما لا يقل عن 798 فلسطينياً استشهدوا منذ أواخر أيار/مايو أثناء محاولتهم الوصول إلى الغذاء في قطاع غزة.
وفي السياق ذاته، دعت 169 منظمة إغاثية دولية، بداية الشهر الجاري، إلى وقف العمل بآلية توزيع المساعدات التي تشرف عليها ما تسمى بـ"مؤسسة غزة الإنسانية"، المدعومة من الولايات المتحدة و"إسرائيل"، بعد تكرار حوادث الاستشهاد برصاص الاحتلال عند نقاط التوزيع.
كما استشهد شاب من مخيم المغازي جرّاء استهداف الاحتلال لمقهى على شاطئ بحر الزوايدة وسط القطاع.
وفي مخيم النصيرات وسط غزة، أدى قصف الاحتلال إلى استشهاد 4 فلسطينيين، بينهم ثلاثة أطفال، عقب استهداف خيمة للنازحين قرب صالة الربيع. كما استشهد فلسطيني، وأصيب آخرون في قصف استهدف برج الصفا في المخيم نفسه.
وفي مدينة غزة، استشهد فلسطينيان، وأصيب آخرون إثر قصف منزل لعائلة الحطاب في حي الصبرة، بينما استشهد فلسطينيان آخران، وأصيب عدد من الجرحى جراء استهداف خيام النازحين خلف محطة العطار في منطقة المواصي غرب خان يونس.
كما استشهد طفل يبلغ من العمر ستة أعوام، وأصيب آخرون، جراء قصف جديد على خيام نازحين قرب محطة طبريا في المواصي.
وتواصلت الانفجارات العنيفة في حي الزيتون جنوب شرق مدينة غزة، حيث نفّذت قوات الاحتلال عمليات نسف لمنازل الفلسطينيين، وسط تصاعد كثيف للدخان في المنطقة.
ومنذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، تواصل "إسرائيل"، بصفتها قوة احتلال، تنفيذ حرب إبادة جماعية في قطاع غزة، تشمل القتل والقصف والتجويع والتدمير والتهجير القسري.
وقد أسفرت هذه الحرب حتى الآن عن أكثر من 197 ألف شهيد وجريح، معظمهم من الأطفال والنساء، بالإضافة إلى أكثر من 11 ألف مفقود، ومئات آلاف النازحين، في ظل مجاعة تفتك بالمدنيين، راح ضحيتها عدد متزايد من الأطفال.
تفشٍ غير مسبوق لسوء التغذية بين أطفال غزة
وفي السياق، كشفت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" عن تفشٍ غير مسبوق لسوء التغذية بين أطفال غزة.
وقالت مديرة الاتصال في الوكالة، جولييت توما، في مؤتمر صحفي من جنيف عبر اتصال مرئي من العاصمة الأردنية عمّان:"طفل من كل 10 أطفال يخضعون للفحص في عيادات الأونروا يعاني من سوء التغذية".
وأضافت توما أن فرق "أونروا" الطبية فحصت أكثر من 240 ألف طفل وطفلة دون سن الخامسة منذ كانون الثاني/يناير 2024، وسجلت ارتفاعاً غير مسبوق في حالات سوء التغذية، التي كانت نادرة قبل الحرب، مشيرة إلى أن أحد الممرضين قال:"لم أكن أرى حالات سوء التغذية إلا في الكتب والأفلام الوثائقية".
وحذّرت توما من أن الإمدادات الحيوية، من أدوية وأغذية ومواد نظافة ووقود، تنفد بسرعة، ما يفاقم الأزمة الإنسانية.
من جهتها، أعلنت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف)، يوم الاثنين، أن أكثر من 5,800 طفل تم تشخيص إصابتهم بسوء التغذية في غزة خلال الشهر الماضي، من بينهم أكثر من 1,000 طفل يعانون من سوء تغذية حاد وشديد، في ارتفاع مستمر للشهر الرابع على التوالي.