شهد مخيم مادبا للاجئين الفلسطينيين في الأردن، مساء الأحد 21 تموز/يوليو، اعتداءً عنيفًا من قبل قوات الأمن الأردنية على مسيرة سلمية خرجت بشكل عفوي للتنديد بسياسة التجويع والإبادة الجماعية التي يتعرض لها سكان قطاع غزة، حيث استخدمت القوات الغاز المسيل للدموع واعتقلت عدداً من المشاركين بينهم أطفال.
وأفادت مصادر محلية أن المسيرة التي شارك فيها العشرات من شباب المخيم معظمهم من الفئات العمرية الصغيرة قوبلت بقمع مفرط من قبل قوات الأمن التي أطلقت قنابل الغاز بكثافة ما تسبب في حالات اختناق وإغماء بين المتظاهرين، كما قامت القوات بمطاردتهم داخل أزقة المخيم واعتقلت عدداً منهم.
وأعرب سكان المخيم عن استيائهم الشديد من هذه الإجراءات مؤكدين أن المسيرة كانت سلمية وتهدف فقط إلى التعبير عن التضامن مع أهالي غزة، فيما وصف نشطاء ما حدث بأنه "استخدام غير مبرر للقوة" ضد متظاهرين خرجوا بدوافع إنسانية بحتة.
ويأتي هذا الحادث في سياق التضييقات المستمرة من قبل السلطات الأردنية على أي تحركات شعبية تضامنية مع غزة، حيث تشهد العاصمة عمّان والمخيمات الفلسطينية منعاً ممنهجاً للفعاليات التضامنية منذ أسابيع، مع تصاعد في اعتقال الناشطين والكتاب.
هذا التصعيد الأمني يتزامن مع الحملة العالمية للتضامن مع غزة التي تشهد تفاقماً غير مسبوق للأزمة الإنسانية بسبب استمرار الحصار ومنع المساعدات، حيث تشير تقارير إلى ارتفاع عدد ضحايا المجاعة واستمرار استهداف المدنيين عند نقاط توزيع المساعدات.