أعلنت لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية في الداخل الفلسطيني عن البدء بإضراب عن الطعام، بمشاركة قيادات من المجتمع الفلسطيني وشخصيات شعبية وأكاديمية، ابتداءً من يوم الأحد المقبل، 27 تموز/يوليو الجاري، ولمدة ثلاثة أيام، كخطوة احتجاجية على استمرار حرب التجويع والإبادة في قطاع غزة.
وقالت لجنة المتابعة، في بيان صدر مساء اليوم الاثنين 21 تموز/يوليو، عقب زيارة وفد منها إلى مدينة طولكرم ومخيمي طولكرم ونور شمس: "إن سياسة الإبادة والتجويع والتهجير التي يمارسها الاحتلال الإسرائيلي أفرزت أوضاعًا كارثية على شعبنا، لا يحتملها العقل ولا الضمير الإنساني".
ووصفت اللجنة هذه السياسات بأنها "تهجيرية وإبادية وتجويعية"، مؤكدة أنها تؤدي إلى نتائج لا يمكن أن تقبل بأي معيار إنساني أو أخلاقي.
ودعت اللجنة الجمهور الواسع إلى تنظيم نشاطات إسنادية لأهداف الإضراب في مختلف البلدات الفلسطينية في الداخل، تعبيرًا عن الالتزام بقضايا الشعب الفلسطيني، ورفضًا للتواطؤ الدولي الذي يتجلى في الصمت المطبق تجاه الجرائم "الإسرائيلية" المستمرة.
وأوضحت أن مركز الإضراب سيكون في مقر "الرابطة لرعاية شؤون عرب يافا" في مدينة يافا، فيما من المقرر أن يعقد إطار سكرتيري مركّبات المتابعة اجتماعًا يوم الثلاثاء المقبل، لوضع البرنامج التفصيلي للفعاليات المرافقة.
بدوره، رحّب حزب التجمع الوطني الديمقراطي بخطوة الإضراب عن الطعام، واعتبرها صرخة سياسية وأخلاقية تعبّر عن الإرادة الجماعية لمركّبات المتابعة، داعيًا إلى أوسع مشاركة شعبية في المظاهرة القطرية التي ستُنظم يوم الجمعة، الموافق 25 تموز/يوليو الجاري، في مدينة سخنين الساعة الرابعة والنصف عصرًا، رفضًا للإبادة والتجويع، واحتجاجًا على الصمت الدولي المريب و"التواطؤ العربي المخزي".
وشدّد حزب التجمع، في بيانه الصادر مساء الاثنين، على أن ما يجري في غزة "ليس مجرد حرب، بل جريمة متكاملة الأركان تستخدم فيها أدوات القتل الجماعي والتجويع كسلاح مباشر"، محذرًا من أن سياسة التجويع الممنهجة تهدف إلى كسر إرادة الشعب الفلسطيني وإخضاعه، وهو ما يتطلب تحركًا شعبيًا واسعًا في الداخل الفلسطيني لوضع حد لهذه الجريمة المستمرة.
وأوضح البيان أن ما تتعرض له غزة يمثل خرقًا فاضحًا للقانون الدولي والإنساني، في ظل عشرات آلاف الشهداء، وملايين الجياع والمشرّدين، ونظام حصار خانق يمنع الغذاء والماء والدواء عن الأطفال والمرضى والجرحى، مشددًا على أن التجويع لا يقل وحشية عن القصف، بل يمثل أداة ممنهجة لإذلال الناس وحرمانهم من شروط الحياة الأساسية.
وأشار التجمع إلى أن المظاهرة المرتقبة في سخنين تأتي كذلك في ظل تصاعد سياسات التحريض والملاحقة التي تطال المجتمع الفلسطيني في الداخل، من القيادات السياسية إلى الطلبة والعمال، في محاولة لترهيب الناس ومنعهم من أي تفاعل سياسي ووطني، وخلق واقع جديد يكون فيه المواطن العربي مستهدفًا في ذاته وملاحقًا في كل تحرك.
وختم التجمع بيانه بالتأكيد على أن الحزب يعمل تحت سقف لجنة المتابعة العليا، إلى جانب كافة الأطر والحراكات واللجان الشعبية، "للمبادرة إلى تحرك فوري وخطوات عملية للتعبير عن موقف شعبنا الراسخ في رفض الإبادة والتجويع، والانتصار لقيم الحياة والحرية والعدالة، ووقف الجريمة الإنسانية المستمرة بحق أهلنا في غزة".