سلّم تحالف الجمعيات العربية والفلسطينية في ألمانيا، يوم الخميس 31 تموز/ يوليو، رسالة احتجاج رسمية إلى وزيرة التعليم الألمانية، أعرب فيها عن بالغ القلق والسخط من تصريحات الوزيرة، التي وصفها بـ"العنصرية" والتي تمسّ صورة الجاليات الفلسطينية والعربية في البلاد.
وجاءت الرسالة رداً على تصريحات الوزيرة في مقابلة مع صحيفة "بيلد توك"، حيث زعمت: "لدينا حوالي 200 ألف فلسطيني في ألمانيا، و40 ألفاً منهم في برلين وحدها... من الواضح أن الفلسطينيين الذين يعيشون هنا متطرفون من خلال جمعياتهم الخاصة، وهذا أمر يزعجني كثيراً... ويجب تدريب المدارس على وضع المتطرفين في مكانهم المناسب".
وأكدت الجمعيات في رسالتها أن هذا التعميم يشكل وصمة جماعية بحق أبناء الجالية الفلسطينية والعربية، ويدينهم زوراً بالتشدد والتطرف، متسائلة إن كانت تلك الاتهامات جاءت بسبب مطالبتهم، كما يفعل غالبية السكان الألمان، بوقف المجازر الجارية في غزة، وإنهاء الاحتلال غير الشرعي للضفة الغربية، ووقف تصدير الأسلحة "الإسرائيلية" من قبل الحكومة الألمانية.
وأضافت الرسالة: "رغم أن جاليتنا حديثة نسبياً مقارنة بجاليات أخرى في ألمانيا، فإننا نرى في أبنائنا إضافة قيّمة للمجتمع الألماني. فعلى الرغم من الصعوبات التي واجهناها، مثل حرمان أطفالنا من التعليم الإلزامي؛ بسبب الإقامات المؤقتة التي لا تتجاوز 14 يوماً، وفترات طويلة من انعدام الدعم الرسمي، تمكّنا عبر جمعياتنا من مرافقة أبنائنا في مسارهم التعليمي ومساعدتهم على الاندماج".
وأشارت الرسالة إلى أن أبناء الجالية باتوا اليوم يشكّلون جزءاً فاعلاً من المجتمع الألماني، إذ يوجد بينهم أساتذة جامعيون، أطباء، مهندسون، سياسيون، موظفون مدنيون، ضباط شرطة، ومعلمون، وغيرهم من الكفاءات التي تتحمّل المسؤولية وتخدم المجتمع.
كما شددت الرسالة على تمسّك أبناء الجالية بالقانون الأساسي والدستور الألماني، رغم تعرضهم لمضايقات متكررة؛ بسبب مشاركتهم في التظاهرات السلمية المناهضة للحرب على غزة، مؤكدة أن المشاركة السياسية السلمية والاحتجاج المشروع لا يُعدّ تطرفاً.
وبشأن تصريحات الوزيرة حول "حصص الهجرة" في المدارس، عبرت الجمعيات عن قلقها، معتبرة أن التنوع في الصفوف الدراسية يمثل فرصة للتكامل وليس عبئا، وأن استخدام هذا المفهوم قد يؤدي إلى التمييز وإثارة التوتر، بدلا من معالجة الأسباب الحقيقية لعدم المساواة التعليمية والاجتماعية.
وختمت الرسالة بتوجيه دعوة مباشرة إلى الوزيرة جاء فيها: "نعتبر أن تصريحاتكم لم تكن موفقة في الصياغة، ونخشى أن تعرض التعايش السلمي والتكامل للخطر، كما قد تؤدي إلى فقدان الثقة في السياسة والسياسيين. لذلك نطلب منكم إعادة النظر في اتهاماتكم الشاملة للفلسطينيين والطلاب بالتطرف، ونطالب بالتمييز الواضح بين التطرف الفعلي والمشاركة السياسية المشروعة".
ووقّع على الرسالة كل من: تحالف الجمعيات العربية والفلسطينية في ألمانيا، اتحاد الأطباء والصيادلة الفلسطينيين برلين/براندنبورغ، الاتحاد الألماني العربي للجاليات، الرابطة الفلسطينية – ألمانيا لحق العودة، اتحاد المهندسين اللبنانيين في ألمانيا، جمعية حقوق الإنسان الفلسطينية، الاتحاد الألماني المصري للديمقراطية، البيت الفلسطيني – برلين، التجمع العربي في ألمانيا، وغيرها.
وكانت سفارة السلطة الفلسطينية في ألمانيا قد أعربت في وقت سابق عن احتجاجها على تصريحات وزيرة التعليم الألمانية، كارين براين، التي وصفت فيها الجالية الفلسطينية في ألمانيا بأنها "متطرفة"، في تصريحات أثارت موجة غضب واسعة في الأوساط الفلسطينية والعربية.
اقرأ/ي أيضاً: غضب فلسطيني في ألمانيا بعد وصف الجالية بـ"المتطرفة" من قبل وزارة التعليم