انتشرت موجة فردية من الإضراب المفتوح عن الطعام يقودها مجموعة من الشبان الناشطين واللاجئين الفلسطينيين في الأردن تعبيراً عن غضبهم العارم إزاء ما يحدث في قطاع غزة من تجويع حصد أرواح العشرات من الأطفال والبالغين في ظل ما يصفه المضربون بـ "التواطؤ والصمت العربي والدولي".

لم يكن قرار الإضراب المفتوح عن الطعام خياراً سهلاً، إلا أن الناشطين رؤوا أنه "الوسيلة التي تعبر عما بدواخلهم من القهر وتشعرهم بما يشعر به أهل غزة من الجوع والحرمان من أبسط مقومات الحياة".

هبة خوري لاجئة فلسطينية في الأردن: الإضراب هو لغة الجسد

اختارت الناشطة السياسية واللاجئة الفلسطينية في الأردن هبة خوري أن تعلن أن جسدها في حالة عصيان على كل ما يجري من موقعها كلاجئة فلسطينية، حملت وجع قطاع غزة ورفضت أن تتحول إلى متفرجة، قائلة: "إن هذا الجوع ليس تضامنًا، بل جزء من معركة الوجود".

تصف خوري نفسها بأنها مُدافعة بارزة عن قضايا الشعب الفلسطيني وعدالته وتمثل صوتًا فلسطينيًا في عدة محافل وطنية ودولية، ومن موقعها هذا اتخذت خطوة الإضراب المفتوح عن الطعام وليس من موقع المتضامنة كما وصفت لبوابة اللاجئين الفلسطينيين.

وقالت خوري التي تواصل الإضراب عن الطعام منذ 9 أيام: "نحن لسنا متضامنين نحن اصحاب القضية وبعد 22 شهراً من المقاومة بالعمل والمال والكلمة والاحتجاج بقي الجسد، فالإضراب هو لغة الجسد حين تعجز كل المحاولات، مضيفة أنها ورفاقها دفعوا للإضراب من منطلق شعورهم العميق بالعجز أمام المجازر المتواصلة بحق الفلسطينيين في قطاع غزة، والرغبة الصادقة بأن نكون جزءًا من هذا النضال"

"مشاهد الخزي والعار من الصمت العالمي" أبرز ما حرك مشاعر خوري نحو خطوة الإضراب عن الطعام بدءاً من السابع والعشرين من تموز/ يوليو الماضي متعهدة بالاستمرار ما دام هذا العدوان مستمرًا، وما دامت غزة تنزف.

لم يكن هذا الفعل – الإضراب عن الطعام- سوى تحرك فردي كما وصفت خوري لموقعنا، مؤكدة أنهم يسعون لتحويله إلى فعل جماعي وتراكمي رداً على "الخذلان المرعب الذي لاقه الشعب الفلسطيني من العالم بأسره".

يصعب على خوري كأم أن ترى مشاهد الأطفال الذين يتعرضون للتجويع كسلاح يستخدمه الاحتلال ضدهم، ساعية أن لا تصمت أمام أمومة تنتهك في كل لحظة في غزة، ومؤكدة أنها تدعم زملائها من المضربين عن الطعام في الضفة الغربية نصرة لغزة.

كما شددت على وحدة الموقف الفلسطيني رفضا للإبادة لاسيما فلسطيني الشتات الذين يعبرون عن تمسكهم بأرضهم مهما كانت الحدود تفصلهم عنها.

تطالب بوقف الإبادة بحق الشعب الفلسطيني وإدخال المشاعدات بشكل فوري إلى القطاع، داعية جميع احرار العالم بالانضمام لهذا التحرك.

حلا الجرف: سأجوع حتى تشبع غزة

حلا الجُرف ناشطة ولاجئة فلسطينية في الأردن أعلنت خوضها إضراباً مفتوحاً عن الطعام تأثراً بما يحدث في قطاع غزة آخذة على عاتقها أن تجوع حينما علمت أن صديقاً لها لم يتناول الطعام في غزة منذ أيام وكان يبكي حرقة بسبب القهر الذي يعيشه، وهو الذي لم يعرف الجوع قط قبل الإبادة.

منذ 10 أيام لم تتذوق جرف الطعام رغم ظروفها الصحية الصعبة إلا أنها أردت أن تعرف قبح وقساوة الجوع الذي يعيشه أهل غزة معبرة عن غضبها واصفة الجوع بأنه تهذيب للنفس، مؤكدة أن الجوع يجعل الدفاع عما تؤمن به بشكل أكثر شراسة.

تطالب الجرف كسائر كل أحرار العالم، أن تتوقف هذه الحرب وأن تدخل المساعدات بلا انقطاع وأن يأمن أهل غزة وأن يشبعوا كما وجهت رسالة لكل من بيده ورقة ضغط أو صاحب قرار يستطيع بكل تأكيد وقف هذه المصائب.

أحمد المشني لاجئ فلسطيني: أريد أن أعيش شعور الأطفال والأمهات في غزة

أحمد المشني ناشط ولاجئ فلسطيني في الأردن قرر أيضاً خوض رحلة الإضراب عن الطعام المحفوفة بالجوع والإرهاق إثر تفاقم الوضع المأساوي لأهالي قطاع غزة وشح الطعام الذيم لم يعد متوفراً حتى ما يكان يباع بأبهظ الأثمان.

  يطالب المشني الحكومات العربية بالضغط لإدخال المساعدات، مشيراً إلى أنه علق الاضراب باتجاه صيام يومي إلا أنه يتناول القليل فقط من الطعام.

ويقول المشني لبوابة اللاجئين: "اعلم انه دخل مساعدات ولكنها لا تكفي واحد بالمئة مما يعيشه أهل غزة من المجاعة حتى لو لم تلبَّ مطالبنا أنا أريد ان أعيش ما يعيشه الأطفال والامهات في غزة أريد أن أجوع مثلهم حتى أشعر بهم".

فداء العبادي: أقل فعل هو مشاركتهم الشعور بعد أن خذلهم العالم

فداء العبادي ناشطة أردنية أعلنت عبر حسابها على "إنستغرام" بدء إضراب فردي عن الطعام، احتجاجًا على المجازر وكنوع من التضامن الإنساني والوجداني مع أهالي القطاع، الذين يعانون من المجاعة والقتل اليومي منذ أكثر من تسعة أشهر.

الناشطة العبادي التي التزمت منذ بداية العدوان بالحديث المستمر عن القضية الفلسطينية، قالت: إن قرارها بالإضراب لم يكن خطوة رمزية، بل جاء استجابة لصوت الضمير، ورفضًا لحالة الصمت والاعتياد التي يعيشها كثيرون في العالم العربي، في الوقت الذي حرّكت فيه مشاهد الجوع والدمار ضمائر شعوب غربية.

وأضافت: "حتى قبل أن أعلن إضرابي لم أكن قادرة على تناول الطعام بشكل طبيعي، ومع كل مشهد يصلنا من غزة، كنت أشعر بثقل المسؤولية، كإنسانة وعربية ومسلمة".

ونشرت العبادي إعلانها عبر "إنستجرام"، مؤكدة أن خطوتها جاءت لتذكير نفسها والآخرين بأن هناك من لا يجد رشفة ماء أو لقمة خبز، في وقت تفيض فيه موائد الكثيرين بأصناف الطعام.

وقالت لبوابة اللاجئين: "أردت أن أعيش شعور الجوع كما يعيشه الأطفال والأمهات تحت القصف. شعرت أن أقل ما يمكن فعله هو مشاركتهم الإحساس، بعد أن خذلهم العالم بأسره."

وعلى الرغم من قرارها بالتوقف عن الإضراب الكامل قبل أيام، فإنها تؤكد أنها لم تعد قادرة على العودة لحياتها الطبيعية، مضيفة: "تناولي للطعام اليوم ممزوج بالذنب والخذلان، لأنني اخترت الجوع، بينما هم يُجبرون عليه تحت النار والصواريخ."

المفاجأة التي لم تكن تتوقعها الناشطة، أن إعلانها ألهم العديد من المتابعين، إذ تلقت رسائل من أشخاص أعلنوا انضمامهم إلى الإضراب، وشاركوا شهاداتهم حول التحول الذي شعروا به بعد أن عاشوا الجوع ولو جزئيًا.

واختتمت بالقول: "صرخات أمعائنا الخاوية هي صرخات تضامن، ورسائل للضمير العربي والإسلامي الذي غلبه الصمت والتطبيع، فليكن الجوع بداية يقظة".

بوابة اللاجئين الفلسطينيين

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد