تفاقمت الأوضاع الأمنية في مخيم برج البراجنة للاجئين الفلسطينيين، الواقع في الضاحية الجنوبية للعاصمة اللبنانية بيروت، بعد تجدد الاشتباكات المسلحة بين عائلتي القفاص والهابط، والتي اندلعت مساء أمس الثلاثاء، وتجددت صباح اليوم الأربعاء 6 آب/ أغسطس، ما أدى إلى مقتل شخصين، أحدهما فلسطيني والآخر سوري، إضافة إلى عدد من الجرحى، ودمار واسع في المنازل والممتلكات.
الاشتباك العنيف، الذي وقع في شارع مستشفى حيفا داخل المخيم، استخدمت فيه الأسلحة الرشاشة والقذائف الصاروخية والمتوسطة، ما أثار حالة من الذعر الشديد بين السكان، ودفع وكالة "أونروا" إلى إغلاق عيادتها في المخيم صباح اليوم كإجراء احترازي لحماية طواقمها ومرتاديها.
وأكد مسؤول اللجنة الشعبية في المخيم، عيسى الغضبان، في تصريح لـ"بوابة اللاجئين الفلسطينيين"، سقوط قتيلين في الاشتباك، وهما محمود القفاص، وهو شاب فلسطيني في مقتبل العمر، بالإضافة إلى قتيل سوري الجنسية لم تعرف هويته بعد.
وأوضح الغضبان أن الخلاف بين العائلتين يعود إلى خلفيات قديمة أعيد فتحها أمس، مما فجّر الأوضاع مجدداً، مشيراً إلى أن العائلتين رفضتا كافة المبادرات والوساطات المطروحة لعقد هدنة ووقف القتال.
وقال الغضبان: "الاشتباك لا يزال مستمراً حتى اللحظة، وأطالب أبناء مخيم برج البراجنة، شباناً ونساءً، بالخروج إلى الشوارع والتوجه إلى شارع مستشفى حيفا للضغط من أجل وقف هذا الاقتتال فوراً، ووقف هدر الدم الفلسطيني داخل المخيمات".
وحذر من التداعيات السياسية للاشتباك، مشيراً إلى أن "الحكومة اللبنانية عقدت بالأمس اجتماعاً ناقشت فيه بند نزع سلاح المقاومة، وهذا الاشتباك يفتح الباب واسعاً أمام مساعٍ متسارعة لنزع سلاح المخيمات الفلسطينية تحت ذرائع أمنية".
وأضاف أن ما يجري لا يخدم إلا الأطراف التي تسعى لتجريد الفلسطينيين من وسائل دفاعهم، ويقود المخيم نحو الهاوية.
كما وجه رسالة مباشرة إلى طرفي النزاع، قائلاً: "إلى عائلتي القفاص والهابط، اضبطوا النفس فوراً، أوقفوا هذا الاقتتال، أنتم تأخذون المخيم إلى الجحيم، وعلى وجهاء العائلات وأصحاب العقول التحرك العاجل لوقف حمام الدم في برج البراجنة".
في المقابل، أصدرت حركة "فتح" بياناً استنكرت فيه "محاولات ترويج معلومات مغلوطة عبر بعض الصفحات التي زجّت باسم الحركة في الاشتباك"، ووصفت ذلك بـ"التحريض المرفوض الذي يهدف إلى زرع الفتنة"، داعية إلى توخي الدقة في النشر، والعمل على حماية السلم الأهلي وأمن سكان المخيم.
ويُذكر أن المخيم يشهد، منذ مساء أمس، حالة من التوتر والاستنفار، وسط مناشدات متكررة للفصائل الفلسطينية واللجان الأمنية لتحمّل مسؤولياتها، وضبط السلاح العشوائي، في ظل تخوف الأهالي من تفاقم الأوضاع الأمنية واتساع رقعة الاشتباكات.