انطلق حراك شعبي جديد يقوده ناشطون ولاجئون فلسطينيون من أماكن وجودهم في دول عربية وغربية بعنوان "إضراب الشعلة" امتداداً للفعاليات التضامنية مع أهالي قطاع غزة ورفضاً لمجزرة التجويع المستمرة بحق الأطفال والنساء والكبار.
ومن ساحة "بلدنا" في رام الله وسط الضفة الغربية المحتلة تم الإعلان اليوم الخميس 7 آب/ أغسطس عن انطلاق مبادرة رمزية بعنوان "إضراب الشعلة"، في مسعى لكسر الصمت، وتنظيم فعل رمزي متواصل يُعلي صوت غزة أكثر في الفضاء العام، من خلال الإضراب عن الطعام، والمشاركة الفردية المتتابعة، وتنظيم فعاليات ميدانية ورمزية داعمة.
ويشارك في هذه المبادرة ناشطون وكتاب صحفيون يتناوبون على فعل الإضراب عن الطعام حيث يتسلم كل مشارك "شعلة الإضراب" من سابقه، ويضرب ليومين، قبل أن يسلم الشعلة لمشارك جديد ويُوثق كل انتقال عبر مقطع فيديو قصير.
وبدأت المبادرة بتسليم هبة خوري الناشطة واللاجئة الفلسطينية في الأردن الشعلة بعد 12 يومًا من الإضراب الفردي المتواصل، إلى أحمد أبو النصر، عضو لجنة المتابعة في المؤتمر الوطني الفلسطيني، والمقيم في بروكسل، الذي يبدأ اليوم إضرابه الرسمي ضمن المبادرة، والكاتبة والصحفية الفلسطينية انتصار الدنان في لبنان.
وقالت خوري حول مشاركتها لبوابة اللاجئين الفلسطينيين: المبادرة بدأت كإضراب فردي تضامنًا مع أهلنا في غزة والضفة والداخل المحتل، ورفضًا للعدوان المستمر والصمت الدولي، "كانت الفكرة في البداية فعلاً رمزياً شخصياً، بعد ان انطلق نداء زملائي في المؤتمر الوطني وإعلانهم لخيمة اضراب في رام الله. فكرت كيف أستطيع كسر قيود الاحتلال والحدود من شدة رغبتي بالتواجد معهم".
وأوضحت خوري أن الفعل الفردي قد تحول إلى مبادرة تحمل رسالة سياسية وإنسانية مشيرة إلى أن المبادرة حظيت على اهتمام عدد كبير من الناس، ما جعلها تتحول إلى مبادرة جماعية، تتضمن إضرابًا بالتتابع، حيث تُسلَّم الشعلة من مُضرب إلى آخر في أماكن مختلفة حول العالم.
و"الشعلة" هي مصطلح رمزي استخدمه المشاركون لإبقاء صوت غزة عالياً وحاضراً في إشارة ترمز أيضاً لوحدة الفلسطينيين في كل أماكن وجودهم، وتسليط الضوء على مسؤولية العالم تجاه ما يجري، بحسب خوري التي وصفت المبادرة "بالنضالية" المعبرة عن تضامن شعبي عابر للحدود، مشكلة صرخة في وجه العجز والخذلان.
الكاتبة والصحفية انتصار الدنان المقيمة في بيروت صاحبة "شعلة الإضراب" الثالثة والتي ستبدأ بدورها إضرابًا جديدًا ليومين لتعلن أن غزة ليست وحدها، وصوتها أقوى من الحصار وانتصاراً للفلسطينيين في وجه الإبادة والتجويع والحصار.
وتشارك الدنان في المبادرة الشعبية استجابة لدعوات المضربين عن الطعاك في رام الله المستمرة منذ أكثر من 15 يوماً من أجل تنظيم فعل رمزي متواصل يعلي صوت غزة أكثر في الفضاء العام من خلال المشاركة الفردية المتتابعة بالإضراب عن الطعام وتنظيم فعاليات رمزية.

وتقول الدنان لبوابة اللاجئين الفلسطينيين: "سوف استلم الاضراب يوم السبت وسأسلم الاحد وسيكون يومين وسنعلن عمن يستلم الإضراب، هذا الإضراب ليس منّةً منّا، ونحن الفلسطينيون هذا أقل الواجب بالنسبة لنا ولكل من يرى الإبادة الجماعية في غزة منذ 22 شهرا في محاولة لكسر الشعب الفلسطيني واخضاعه وتهجيره وثنيه عن البقاء في أرضه الفلسطينية:.
وتؤكد الناشطة الفلسطينية أن مشاركتها تمثل استجابة إنسانية ومساندة لأهالي قطاع غزة التي يعاني أطفالها من الجوع ويموتون جوعى إلى جانب الأمهات والشيوخ والرجال الذين يحتاجون لإيصال صوتهم للمعنيين من أجل فتح الحدود وكسر جدار الصمت الذي يتبناه العديد من القوى العربية والإسلامية، على حد وصفها.
وتعتقد الدنان أن الجرائم "الإسرائيلية" التي لم ير لها مثيل في تاريخ الإنسانية تأتي في سياق محاربة الفلسطينيين بسبب انتمائهم لأرضهم ودفاعهم عنها مشيرة إلى أن حملة التجويع ليس لها علاقة بالعمليات العسكرية ولا يوجد قانون يسمح بذلك في العالم، إلا ان هذه الحملة تخاض لإخضاعهم وكسر إرادتهم، مضيفة: من حق الشعب الفلسطيني الذي يتحمل كل هذه المصائب أن نكون معه ونسانده وننصره وندعو لكسر هذا الصمت الجائر بحق الغزيين".
وتتجه المبادرة الأساسية التي نظمها عدد من الشخصيات الوطنية والفصائلية في رام الله إلى تصعيد التحركات الجماهيرية في الضفة الغربية، وأراضي الـ48، بهدف وقف الإبادة وكسر الحصار المفروض على قطاع غزة.