يواصل "إضراب الشعلة" مساره التضامني مع قطاع غزة، متنقلاً من مدينة إلى أخرى، حاملاً رسالة رفض للإبادة والحصار والتجويع، ضمن مبادرة شعبية يقودها ناشطون ولاجئون فلسطينيون في دول عربية وغربية.

وسلّم الناشط أحمد أبو النصر، عضو لجنة المتابعة في المؤتمر الوطني الفلسطيني والمقيم في بروكسل، شعلة الإضراب إلى الكاتبة والصحفية انتصار الدنان، عضو لجنة المتابعة في المؤتمر الوطني الفلسطيني والمقيمة في بيروت، لتواصل الإضراب عن الطعام لمدة يومين.

وقالت الدنان في تصريح سابق لموقع "بوابة اللاجئين الفلسطينيين": "سوف أستلم الإضراب يوم السبت وأسلّمه الأحد، وسيكون يومين فقط، وسنعلن عن الشخص الذي سيتسلمه من بعدي. هذا الإضراب ليس منّة منّا، فنحن الفلسطينيون نعتبره أقل الواجب تجاه شعبنا في غزة الذي يتعرض منذ 22 شهرًا لإبادة جماعية ومحاولات لتهجيره وكسر إرادته".

وأكدت الصحفية الفلسطينية أن مشاركتها تمثل استجابة إنسانية ومساندة لأهالي غزة الذين يعاني أطفالهم من الجوع، ويفقدون حياتهم بسبب الحصار، إلى جانب الأمهات والشيوخ والرجال الذين يحتاجون لإيصال صوتهم إلى المعنيين من أجل فتح الحدود وكسر جدار الصمت الذي تتبناه العديد من القوى العربية والإسلامية.

ورأت الدنان أن الجرائم "الإسرائيلية" غير المسبوقة في تاريخ الإنسانية تأتي في سياق محاربة الفلسطينيين؛ بسبب انتمائهم لأرضهم ودفاعهم عنها، مشيرة إلى أن حملة التجويع لا علاقة لها بالعمليات العسكرية، ولا يوجد قانون في العالم يسمح بذلك، بل تخاض لإخضاع الفلسطينيين وكسر إرادتهم. وأضافت: "من حق الشعب الفلسطيني الذي يتحمل كل هذه المصائب أن نكون معه ونسانده وننصره، وندعو لكسر هذا الصمت الجائر بحق الغزيين".

وبعد انتهاء مدتها، ستسلم الدنان الشعلة إلى الناشط عمار العابد في الأردن، ليكمل بدوره يومين إضافيين من الإضراب، ضمن سلسلة متواصلة تهدف إلى إبقاء صوت غزة حاضرًا وكسر حالة الصمت والجمود.

اقرأ/ي أيضاً: إضراب الشعلة.. مبادرة يتناوب فيها ناشطون على الإضراب عن الطعام تضامناً مع غزة

وانطلقت المبادرة من ساحة "بلدنا" في رام الله، يوم الخميس 7 آب/أغسطس، كفعل رمزي متواصل يعلي صوت غزة في الفضاء العام من خلال الإضراب الفردي عن الطعام، حيث يتناوب المشاركون على حمل "شعلة الإضراب" لمدة يومين لكل شخص قبل أن يسلمها لمشارك آخر، مع توثيق عملية التسليم عبر مقاطع فيديو قصيرة.

وبدأت الفعالية بتسليم الناشطة واللاجئة الفلسطينية في الأردن هبة خوري الشعلة بعد 12 يومًا من الإضراب الفردي، إلى أحمد أبو النصر في بروكسل، الذي سلّمها اليوم إلى انتصار الدنان في بيروت، في خطوة جديدة تؤكد على وحدة الموقف الشعبي الفلسطيني والعربي في مواجهة الحصار والمجازر بحق سكان غزة.