يواصل "إضراب الشعلة" التضامني مع غزة رحلته العابرة للحدود، عائداً مجدداً إلى الأردن، حيث تقود الإضراب لاجئة فلسطينية أعلنت امتناعها عن الطعام نصرة لغزة ورفضاً للتجويع، على أن تنتقل الشعلة لاحقاً إلى ناشطين آخرين، حاملة رسالة رفضٍ للإبادة والحصار، وداعية إلى كسر الصمت الدولي وتحريك الشارع ضد الجرائم المستمرة في القطاع.
بدأت منى عوض الله، عضو الهيئة العامة في المؤتمر الوطني الفلسطيني، اليوم إضرابها عن الطعام ليومين في الأردن، لتكون المضربة التاسعة ضمن هذه السلسلة، بعد أن تسلّمت الشعلة من ليلى فرسخ في الولايات المتحدة التي أنهت بدورها إضرابها، على أن تسلم عوض الله الشعلة بعد غدٍ إلى د. أنور موسى في لبنان، ليستمر هذا التحرك التضامني متنقلاً من مدينة إلى أخرى، ومن قارة إلى قارة.
وقالت عوض الله في تصريح لـ"بوابة اللاجئين": "فكرة الإضراب عن الطعام تضامنا مع أهلنا في غزة ليست جديدة، فمنذ بداية المجاعة شاهدنا مبادرات فردية عدة، لكن الإضراب المفتوح عن الطعام الذي أعلن في رام الله قبل نحو شهر منحنا دفعة إضافية للانخراط بنشاط مماثل، فجاءت فكرة إضراب الشعلة الذي يتناوب فيه أعضاء المؤتمر الفلسطيني في مختلف أماكن وجودهم".
وأضافت أن الإضراب يمثل مشاركة رمزية ورسالة احتجاجية على استمرار الإبادة الجماعية وسياسة التجويع التي يفرضها الاحتلال بدعم أميركي، وهو أيضًا وسيلة لتجديد الدعوة إلى التحرك ووقف الجرائم، معتبرة أن جدواه تكمن في التغطية الإعلامية وتوسيع المشاركة عالميًا.
وأكدت عوض الله أن الوضع في الأردن "دقيق"، لكن حجم الجرائم المرتكبة بحق الفلسطينيين يستدعي استمرار رفع الصوت تضامنًا مع غزة ودعوة إلى وقف المجازر.
يذكر أن مبادرة "إضراب الشعلة" انطلقت يوم الخميس 24 تموز/ يوليو 2025، بمشاركة 12 شخصية وطنية بينهم: أحمد غنيم، عمر عساف، نبيل عبد الرازق، ربا النجار، جميلة عبد، وعصام أديب، ثم أخذت تتوسع تدريجيا حتى وصل عدد المضربين والمتضامنين إلى 35 مشاركا حول العالم.
ويأمل القائمون على المبادرة أن تسهم هذه التحركات الرمزية في كسر جدار الصمت الدولي، وتسليط الضوء على الكارثة الإنسانية التي يعيشها الفلسطينيون في غزة منذ نحو عامين من العدوان والحصار.