يواصل "إضراب الشعلة" رحلته التضامنية مع غزة، متنقّلاً بين المدن والدول، حاملاً رسالة رفض للإبادة والحصار والتجويع، وموجّهًا دعوةً إلى كسر الصمت وتحريك الشارع ضمن مبادرة شعبية يقودها ناشطون ولاجئون فلسطينيون في دول عربية وغربية.

فقد بدأ الناشط أنور موسى، اليوم السبت 23 آب/ أغسطس، إضرابه عن الطعام ليومين في لبنان، ليكون المضرب العاشر ضمن هذه السلسلة التضامنية، بعد أن تسلّم "شعلة الإضراب" من الناشطة منى عوض الله في الأردن، والتي أنهت بدورها فترة إضرابها.

وجاءت هذه الخطوة تضامنًا مع أهالي قطاع غزة وتنديدًا بسياسة التجويع الممنهج، والقتل، والمجازر، والإبادة، والتنكيل التي تمارسها سلطات الاحتلال بحق الفلسطينيين، مع دعوةٍ موجهة إلى شعوب العالم الحر للوقوف سدًا منيعًا في وجه الممارسات الإرهابية والغطرسة "الإسرائيلية" التي لم يشهد التاريخ الحديث مثيلًا لها.

ومن المقرر أن يسلّم موسى "شعلة الإضراب" بعد غدٍ الاثنين إلى الناشطة امتثال هاردز في ألمانيا، لتستمر المسيرة التي تجمع النشطاء من مدينة إلى أخرى، ومن دولة إلى أخرى، ومن قارة إلى قارة، في فعل تضامني متجدد ينبض بالحياة يومًا بعد يوم، ليؤكد أن صوت غزة لا يمكن إسكاته مهما حاولت آلة الحرب والتجويع.

وكانت المبادرة قد انطلقت من ساحة بلدنا في مدينة رام الله، يوم الخميس 7 آب/ أغسطس الجاري، كفعل رمزي متواصل يعلي صوت غزة في الفضاء العام من خلال الإضراب الفردي عن الطعام، حيث يتناوب المشاركون على حمل "شعلة الإضراب" لمدة يومين لكل شخص، قبل أن يسلمها لمشارك آخر في طقس رمزي يجري توثيقه بمقاطع فيديو قصيرة يتم تداولها على منصات التواصل الاجتماعي.

ويؤكد القائمون على المبادرة أن هذا التحرك الشعبي، الممتد من فلسطين إلى دول عربية وغربية، يشكل رسالة واضحة إلى العالم بأن معاناة غزة ليست معزولة ولا منسية، بل هي قضية حاضرة في وجدان الشعوب، وأن التضامن الشعبي العابر للحدود قادر على أن يكون وسيلة ضغط مستمرة لوقف الإبادة الجماعية وكسر الحصار الجائر.

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد