تواصل قوات الاحتلال "الإسرائيلي" منذ أكثر من 200 يوم شنّ عدوان واسع النطاق على محافظتي جنين وطولكرم شمال الضفة الغربية، مخلفةً عشرات الشهداء والجرحى، ودماراً واسعاً في المنازل والبنية التحتية، إلى جانب تهجير قسري طال عشرات آلاف الفلسطينيين، في ظل صمت دولي متواصل.

وقالت دائرة شؤون اللاجئين في منظمة التحرير الفلسطينية، في بيان لها اليوم الثلاثاء 26 آب/أغسطس، إن حصيلة الشهداء جراء العدوان المستمر على مدينة جنين ومخيمها منذ 217 يوماً ارتفعت إلى 44 شهيداً بينهم أطفال، فيما أصيب مئات الفلسطينيين بجروح متفاوتة. وأشارت إلى أن الاعتقالات في محافظة جنين بلغت 250 فلسطينياً منذ بدء العدوان أواخر كانون الثاني/يناير الماضي.

وأكد البيان أن العدوان "الإسرائيلي" على جنين تسبب في نزوح قسري متواصل منذ أكثر من سبعة أشهر، شمل قرابة 22 ألف فلسطيني من المخيم ومحيطه، أي ما يعادل ربع سكان المدينة تقريباً، ما خلق أزمة إنسانية خانقة.

وبيّن أن قوات الاحتلال تحرم أكثر من ألفي طالب من التعليم نتيجة تعطيل المدارس واستمرار الاقتحامات، فيما أدى إغلاق 72 مدرسة في جنين وطولكرم منذ بداية الفصل الدراسي الثاني في شباط/فبراير إلى حرمان 26 ألف طالب آخرين من التعليم الوجاهي.

وأشار البيان إلى أن الاحتلال يتعمد تغيير معالم مخيم جنين عبر فتح وتوسيع الشوارع وهدم الأحياء، حيث جُرفت أكثر من 650 بناية تضم مئات الوحدات السكنية، ما تسبب في انهيار شبه كامل للبنية التحتية. وقد قُدِّر حجم الدمار بنحو 70% من مساحة المخيم، لتنشأ بذلك جغرافيا جديدة داخل المخيم تتسم بشوارع مستحدثة وأحياء مقطعة الأوصال وبنية تحتية مدمرة.

وفي السياق ذاته، واصل الاحتلال "الإسرائيلي" عدوانه على مدينة طولكرم ومخيمها لليوم الـ213 على التوالي، وكذلك على مخيم نور شمس لليوم الـ200، حيث أسفر العدوان حتى الآن عن استشهاد 14 فلسطينياً بينهم طفل وامرأتان، إحداهما حامل في شهرها الثامن، إلى جانب إصابة واعتقال العشرات.

وأوضح البيان أن العدوان على طولكرم ومخيماتها أدى إلى تدمير أكثر من 600 منزل بالكامل، وتضرر 2,573 منزلاً بشكل جزئي، في حين هدم الاحتلال 48 مبنى داخل مخيم نور شمس وحده، وشق طرقاً داخل المخيم أدت إلى فصل أحيائه وحاراته عن بعضها البعض، ما تسبب بدمار عمراني واسع.

كما أدى العدوان إلى تدمير نحو 300 محل تجاري وتخريب واسع لممتلكات الأهالي، فضلاً عن تعطيل مدارس وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" وحرمان نحو ألفي طالب من حقهم في التعليم.

وأضافت دائرة شؤون اللاجئين أن الاعتداءات "الإسرائيلية" على مخيمي طولكرم ونور شمس تسببت في تهجير أكثر من 5,000 عائلة يزيد عدد أفرادها على 25 ألف فلسطيني، ما حوّل المنطقة برمتها إلى منطقة منكوبة بكل المقاييس الإنسانية.

وختمت الدائرة بيانها بالتأكيد على أن الاحتلال "الإسرائيلي" حوّل مدينة جنين ومخيمها، وكذلك طولكرم ومخيماتها، إلى ساحة حرب مفتوحة، وسط تواطؤ دولي وصمت مريب على جرائم تدمير البنية التحتية، التهجير القسري، والاعتداءات المستمرة بحق المدنيين.

بوابة اللاجئين الفلسطينيين

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد