يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي عدوانه المكثف على قطاع غزة، مستهدفًا الأحياء السكنية ومراكز الإيواء والمستشفيات، ما أسفر عن حصيلة جديدة من الشهداء والجرحى وتدمير واسع للبنية التحتية والمساكن في ظل استمرار التحذيرات الأممية من مواجهة الالاف خطر المجاعة والحرمان من الرعاية الطبية.
وأفادت مصادر طبية في غزة باستشهاد 39 فلسطينيا منذ فجر اليوم الإثنين 8 أيلول/ سبتمبر بنيران الاحتلال، بينهم 25 شهيدًا في مدينة غزة، فيما أعلن مجمع ناصر الطبي عن وفاة طفلين من سكان جنوب القطاع نتيجة سوء التغذية ونقص العلاج في ظل الحصار الخانق.
وأعلنت وزارة الصحة في غزة، أن حصيلة الشهداء الذين وصلوا إلى المستشفيات خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية بلغت 67 شهيدًا بينهم اثنان انتُشلا من تحت الركام، إضافة إلى 320 إصابة جديدة.
وأكدت الوزارة أن عددًا من الضحايا ما زالوا تحت الأنقاض وفي الطرقات، بينما تعجز طواقم الإسعاف والدفاع المدني عن الوصول إليهم بسبب القصف المستمر.
وبذلك ارتفعت حصيلة العدوان "الإسرائيلي" المستمر منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 إلى 64,522 شهيدًا و163,096 إصابة. ومنذ 18 مارس/آذار 2025 فقط، بلغت الحصيلة 11,976 شهيدًا و51,055 إصابة.
وفيما يتعلق ب"شهداء لقمة العيش"، فقد استشهد خلال الساعات الماضية 14 فلسطينيًا وأصيب 85 آخرون، ليرتفع إجمالي هذه الفئة إلى 2,430 شهيدًا وأكثر من 17,794 إصابة منذ بدء العدوان، وهم ضحايا كانوا يسعون لتأمين الغذاء والماء لأسرهم أو كانوا يعملون في مهن بسيطة لتلبية احتياجات عائلاتهم.
وشن الاحتلال غارات جوية عنيفة على حَيّي النصر والشيخ رضوان غرب مدينة غزة، استهدفت خيام نازحين ومنازل سكنية، وأسفرت عن استشهاد تسعة فلسطينيين بينهم طفلان وإصابة ما لا يقل عن 15 آخرين.
كما قصف الاحتلال شقة سكنية في منطقة الرمال وسط المدينة، ما أدى إلى استشهاد فلسطينيَين اثنين وإصابة آخرين، في حين استشهد شخص وأصيب آخرون في غارة على وسط مدينة خان يونس جنوبي القطاع.
كما جدد الاحتلال قصفه لمقر نادي الجزيرة الرياضي وسط غزة الذي يضم نازحين، ما أدى إلى إصابة 15 شخصًا بينهم أطفال، وفق الهلال الأحمر الفلسطيني.
في الأثناء، فجرت قوات الاحتلال مدرعة مفخخة بين المنازل السكنية في محيط بركة الشيخ رضوان بمدينة غزة، موقعة دمارًا هائلًا في الأبنية المحيطة.
وكذلك حذر الجيش "الإسرائيلي" في وقت سابق من ظهر اليوم سكان ثلاثة عمارات ملاصقة، من بينها عمارة "هنية" وعمارة "مدوخ"، تقع قرب مسجد التابعين والمجمع الطبي في شارع الصحابة بمدينة غزة.
وأفاد الدفاع المدني في غزة بأن الاحتلال دمر منذ فجر الأحد أكثر من 50 بناية بشكل كلي وألحق أضرارًا بـ100 أخرى، بينها أبراج سكنية تؤوي آلاف الفلسطينيين، إلى جانب تدمير أكثر من 200 خيمة للنازحين نتيجة استهداف المباني القريبة منها، في سياسة ممنهجة لتعزيز التهجير القسري.
وكان يوم أمس الأحد قد شهد مجزرة دامية راح ضحيتها 62 شهيدًا، معظمهم في مدينة غزة وشمال القطاع، بينهم 11 شهيدًا في غارة استهدفت مدرسة الفارابي التي كانت تؤوي نازحين وسط المدينة.
وفي السياق ذاته أكدت منظمة أنقذوا الأطفال أن عدد الأطفال الذين استشهدوا في قطاع غزة تجاوز 20 ألف طفل منذ بدء العدوان قبل نحو عامين، بمعدل طفل واحد يُقتل كل ساعة، بينهم أكثر من ألف رضيع لم يتجاوزوا العام الأول من عمرهم. وأضافت المنظمة أن 450 طفلًا وُلدوا خلال الحرب واستشهدوا قبل أن يكبروا.
كما أشارت منظمة "يونيسف" إلى أن الحرب أدت إلى استشهاد أو إصابة ما لا يقل عن 50 ألف طفل، بينما يواجه مئات الآلاف خطر المجاعة والحرمان من الرعاية الطبية، مؤكدة أن "لا طفل في غزة سيخرج من أهوال الحرب دون صدمة عميقة".
بدوره، كشف المفوض العام لوكالة "أونروا" فيليب لازاريني أن نحو مليون طفل حُرموا من التعليم في غزة، وأن ما لا يقل عن 17 ألف طفل يعيشون بلا رعاية بعد أن فقدوا ذويهم أو انفصلوا عنهم بسبب العدوان.