وسط استمرار عدوان الاحتلال

التماس حقوقي لوقف التهجير القسري لعشرات آلاف اللاجئين من مخيمات شمالي الضفة

الخميس 11 سبتمبر 2025

قدمت جمعية "حقوق المواطن" التماسًا إلى المحكمة العليا "الإسرائيلية" طالبت فيه بوقف منع عودة لاجئي مخيمات جنين ونور شمس وطولكرم شمالي الضفة الغربية إلى منازلهم، بعد تهجيرهم قسرًا قبل ثمانية أشهر خلال عدوان "السور الحديدي".

وأوضحت الجمعية أن عشرات آلاف السكان، بينهم أطفال ونساء وكبار سن، أجبروا على مغادرة منازلهم في ظروف مفاجئة وعنيفة ومهينة، دون أن يُتاح لهم جمع مستلزماتهم الأساسية. وحتى اليوم يمنعون من العودة، ويعيش كثير منهم بلا مأوى أو دعم إنساني كافٍ.

وأكد الالتماس أن ما جرى يمثل أكبر موجة نزوح جماعي في الضفة الغربية منذ عام 1967، مشيرًا إلى أن السلطات "الإسرائيلية" تنكر عملية الإجلاء، لكنها في الوقت ذاته تمنع العودة، وتحرم المهجرين من أي دعم إنساني أو مصدر رزق أو خدمات تعليمية لأطفالهم.

واستندت الجمعية في التماسها إلى المادة (49) من اتفاقية جنيف الرابعة التي تحظر التهجير القسري للسكان المدنيين إلا في حالات الطوارئ العسكرية القصوى، وتلزم بأن يكون الإخلاء مؤقتًا مع توفير المأوى والاحتياجات الأساسية. وطالبت بإصدار أمر عاجل يوقف منع عودة اللاجئين إلى منازلهم، مع توفير الدعم الإنساني الضروري إلى حين عودتهم.

ويأتي ذلك بالتزامن مع تواصل عدوان الاحتلال على طولكرم لليوم الـ228، ولليوم الـ215 على مخيم نور شمس، وسط اقتحامات واعتقالات وهدم منازل، وفق ما أفادت به اللجنة الإعلامية لمدينة طولكرم.

وأكدت اللجنة في بيانها، اليوم الخميس 11 أيلول/ سبتمبر، أن طولكرم شهدت حملة اعتقالات طالت المحررين سامر وسعيد أبو خزنة، والشاب جواد السيلاوي، ومروان صدقي، بعد مداهمة بلدة عتيل شمال المدينة. كما وثقت تفجير قوات الاحتلال منزل عائلة الأسيرين عبد الله وعبد الرحمن ظافر بشناق في قرية كفر عبوش جنوب طولكرم.

وأشار البيان إلى أن التصعيد "الإسرائيلي" المستمر أدى إلى تهجير أكثر من 25 ألف فلسطيني من المخيمين، وتدمير ما يزيد على 600 منزل بشكل كلي و2573 منزلًا بشكل جزئي، مع استمرار إغلاق المداخل وتحويل المنطقة إلى شبه خالية من الحياة.

 كما أسفر العدوان عن استشهاد 14 فلسطينيًا بينهم طفل وامرأتان، إحداهما حامل، إضافة إلى عشرات الإصابات والاعتقالات وتدمير واسع للبنية التحتية والمحال التجارية والمركبات.

أما في جنين، فقد واصلت قوات الاحتلال اقتحاماتها العنيفة، حيث دهمت حي المراح، وطالبت أحد الشبان بتسليم نفسه وسط اشتباكات مسلحة عنيفة. وأفاد الهلال الأحمر بإصابة خطيرة لطفل يبلغ من العمر 14 عامًا بالرصاص الحي في الظهر والحوض، فيما شهدت المنطقة سقوط طائرة مسيّرة داخل أحد المنازل، حيث أجبر الاحتلال أحد الفلسطينيين على دخول المنزل لإحضارها، وفق اللجنة الإعلامية لمدينة جنين.

وفي بلدتي العرقة واليامون، شرعت جرافات الاحتلال باقتلاع مئات أشجار الزيتون من مساحة تقدر بمئة دونم، فيما تواصلت أعمال التجريف في منطقة سروج تمهيدًا للاستيلاء على أراضٍ واسعة. كما اقتحمت قوات الاحتلال بلدات برقين، كفردان، وجبع، حيث حطمت محاصيل المزارعين، واعتقلت عددًا من الفلسطينيين، بينما اعتقلت في سيلة الظهر رئيس البلدية عبد الفتاح أبو علي.

وتتعرض مدينة جنين لتصاعد غير مسبوق في عمليات الهدم والتجريف والاستهداف المباشر للمزارعين والأهالي، في سياق سياسة ممنهجة لفرض واقع تهجيري جديد وتضييق الخناق على الفلسطينيين.

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد