قال الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، اليوم الخميس: إن عدد الفلسطينيين المقيمين في شمالي قطاع غزة حتى تاريخ 16 أيلول/سبتمبر 2025، يقدَّر بنحو 740 ألف فرد من أصل 2.1 مليون نسمة يعيشون في القطاع، أي ما نسبته 35% من إجمالي السكان.
وأوضح "الإحصاء" في بيان له أن هذا الرقم قابل للانخفاض في أي وقت نتيجة الهجمات "الإسرائيلية" العنيفة والدفع القسري للنزوح، مشيرًا إلى أن التوزيع السكاني في القطاع شهد تغيّرات هيكلية مأساوية، حيث تحولت مناطق الشمال من مركز سكاني رئيسي إلى بؤرة نزوح متجدد في ظل انعدام الأمن وغياب الخدمات الأساسية.
وبحسب المعطيات، كانت المحافظات الشمالية قبل السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023 تضم نحو 749 ألف فرد في مدينة غزة، وما يقارب 444 ألفًا في بيت حانون وبيت لاهيا.
وبعد كانون الثاني/يناير 2025، ومع عودة جزئية لبعض النازحين خلال فترة وقف إطلاق النار المؤقت، سُجل وجود أكثر من مليون شخص بين نازح ومقيم في خيام مكتظة أو في مبانٍ صالحة للسكن.
لكن صورًا جوية التقطت بين 4 و15 أيلول/سبتمبر الجاري أظهرت اختفاء آلاف الخيام التي نُصبت بين أنقاض مدينة غزة وعلى طول الساحل وأحياء مثل الشيخ رضوان والشاطئ والرمال، ما يعكس حجم الكارثة الإنسانية ويؤكد هشاشة الاستقرار السكاني في المنطقة.
وأشار "الإحصاء" إلى أن التقديرات استندت إلى بيانات ميدانية قبل حرب الإبادة "الإسرائيليةوأثنائها، بالإضافة إلى معطيات شركات الاتصالات الخلوية، في ظل حالة عدم الاستقرار الشديد لحركة السكان.
من جانبها، أعلنت الأمم المتحدة أن الهجمات "الإسرائيلية" الأخيرة تسببت في نزوح قسري لأكثر من 40 ألف فلسطيني خلال يومين فقط.
وقال المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة " ستيفان دوجاريك": إن الوضع في غزة "يتدهور كل ساعة"، مؤكداً أن قوات الاحتلال أصدرت أوامر إجلاء جديدة خلال الـ48 ساعة المقبلة.
وأضاف "دوجاريك": "آلاف الأشخاص يحاولون الفرار وسط القتال، الطرق مزدحمة، الناس جياع، والأطفال يعانون من صدمات نفسية"، مشيرًا إلى أن نحو 200 ألف شخص، معظمهم من النساء والأطفال وكبار السن، اضطروا للنزوح جنوبًا منذ منتصف آب/أغسطس.
كما حذّر صندوق الأمم المتحدة للسكان من أن استمرار القصف دفع العديد من النساء للولادة في الشوارع من دون مستشفيات أو أطباء أو مياه نظيفة، لافتًا إلى أن أكثر من 23 ألف امرأة محرومة من الرعاية، وأن نحو 15 طفلًا يولدون أسبوعيًا بلا أي مساعدة طبية.
وفي تعليقه على الوضع، أكد "دوجاريك" أن الأمين العام للأمم المتحدة "يدرك أن استمرار القتال في غزة وتصاعد التوتر في الضفة الغربية يبعدنا عن مسار حل الدولتين"، لكنه شدد على أن المنظمة لن تسمح للوقائع الميدانية بأن تقوّض الجهود الدولية لإيجاد مستقبل عادل وسلمي للفلسطينيين، بحسب رأيه.