أكدت مصادر طبية في مستشفيات غزة استشهاد 22 فلسطينيًا منذ فجر اليوم الثلاثاء 23 أيلول/ سبتمبر، بينهم 18 في مدينة غزة، جراء القصف "الإسرائيلي" المكثف على الأحياء السكنية مترافقا مع عمليات تفجير متواصلة وسط غارات طالت أماكن تواجد النازحين ومن لا يزالون في منازلهم.
وأوضحت المصادر الطبية أن من بين الضحايا خمسة فلسطينيين، بينهم ثلاثة أطفال، استشهدوا إثر غارة استهدفت منزلًا في مخيم الشاطئ غرب المدينة.
وشهدت مدينة غزة في الساعات الماضية غارات عنيفة شنها الاحتلال على أحياء الرمال، النصر، الشيخ رضوان، إضافة إلى تقدم آليات الاحتلال في شارع الشفاء غرب مدينة غزة على بعد مئات الأمتار عن مستشفى الشفاء.
فيديو | مشاهد توثق تواجد دبابات لجيش الاحتلال في شارع الشفاء بمدينة غزة. pic.twitter.com/Qn2NU2dZoP
— بوابة اللاجئين الفلسطينيين (@refugeesps) September 23, 2025
وواصلت قوات الاحتلال غاراتها على أحياء الدرج والزيتون وتل الهوى، إضافة إلى قصف مربع سكني قرب مفرق السامر وسط المدينة، ما أدى إلى تضرر مبنى "عيادة الإغاثة الطبية الفلسطينية" وسط تصاعد عمليات النزوح على وقع القصف.
كما فجّرت قوات الاحتلال ثلاث عربات عسكرية مفخخة في أحياء تل الهوى والصبرة، محدثة دمارًا واسعًا داخل منازل الفلسطينيين.
توثيق يظهر تفجير قوات الاحتلال آلية مفخخة في حي الصبرة جنوب مدينة غزة. pic.twitter.com/Td4gES9x8Q
— بوابة اللاجئين الفلسطينيين (@refugeesps) September 23, 2025
في الأثناء، تمركزت آليات الاحتلال قرب مفرق العيون في حي النصر، وعلى امتداد شارع الجلاء، ومحيط بركة الشيخ رضوان، ومنطقة السودانية شمال مدينة غزة.
كما شوهدت آليات عسكرية "إسرائيلية" بين المقر الرئيسي لوكالة "أونروا" والجامعة الإسلامية في حي الرمال الجنوبي، إضافة إلى محيط المستشفى الميداني الأردني. وترافق ذلك مع تحليق مكثف للطيران الحربي "الإسرائيلي" في أجواء المدينة، حيث غطت سحب الدخان سماء غزة بفعل القصف.
بينما أكد مصدر في الإسعاف والطوارئ استشهاد 9 فلسطينيين وإصابة آخرين في غارة "إسرائيلية" استهدفت عمارة سكنية وسط مدينة غزة، في ظل استمرار البحث عن مفقودين.
في وسط القطاع، استقبل مستشفى العودة في النصيرات شهيدة واحدة من مخيم البريج خلال الساعات الماضية، إضافة إلى عشر إصابات في مناطق متفرقة بينها النصيرات ونتساريم.
كما أعلن مستشفى شهداء الأقصى استشهاد فلسطينيين وإصابة آخرين في استهداف "إسرائيلي" لخيمة نازحين وسط منطقة الزوايدة.
أما في خان يونس جنوبًا، فقد استشهد صيادان برصاص زوارق الاحتلال في عرض البحر، فيما قصف الطيران محيط منطقة عمار جاسر وسط المدينة.
وأعلن مجمع ناصر الطبي في خان يونس عن وفاة ثلاثة أطفال نتيجة سوء التغذية ونقص الإمكانات الطبية في ظل تفاقم الأزمة الإنسانية والصحية في قطاع غزة ونقص حاد بالأدوية والمستلزمات العلاجية، مما يهدد حياة مئات الأطفال والمرضى.
استشهدت الطفلة آلاء محمد العرجا، البالغة من العمر خمس سنوات، في مجمع ناصر الطبي بخانيونس، بعد صراع طويل مع سوء التغذية الحاد الذي قلّص وزنها من 18 كيلوغرامًا إلى 7 فقط pic.twitter.com/OBGx90m791
— بوابة اللاجئين الفلسطينيين (@refugeesps) September 23, 2025
الصحة وبلدية غزة تحذران من كارثة إنسانية
من جهتها، ناشدت بلدية غزة المجتمع الدولي التدخل العاجل لوقف الكارثة الإنسانية المتفاقمة، وتوفير الدعم اللازم لضمان استمرار تقديم الخدمات الأساسية.
وحذرت البلدية من أن تهديد الاحتلال باجتياح شامل لمدينة غزة سيعرض حياة مئات الآلاف من المدنيين للخطر، داعية إلى تحرك عاجل من أجل حمايتهم.
وفي وقتٍ سابق، حذرت وزارة الصحة في غزة من توقف المستشفيات نتيجة نفاد الوقود من المستشفيات، في الوقت الذي أعلنت فيه عن خروج مستشفى الرنتيسي والعيون على الخدمة نتيجة الغارات المكثفة في محيطه.
وقالت في بيان : إن أزمة نقص الوقود في ما تبقى من مستشفيات عاملة في قطاع غزة تدخل مرحلة غاية في الخطورة.
وأوضحت أن الإجراءات الفنية والهندسية لجدولة فترات التشغيل أصبحت غير مجدية مع توقف إمدادات الوقود داعية لضمان تعزيز أرصدة الوقود بالمستشفيات لتجنب كارثة لا يمكن توقع نتائجها.
استهداف مؤسسات تابعة لوكالة "أونروا"
في سياقٍ متصل، كشفت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" أن 12 منشأة تابعة لها في مدينة غزة تعرضت لغارات "إسرائيلية" مباشرة أو غير مباشرة بين 11 و16 أيلول/سبتمبر الجاري، من بينها 9 مدارس ومركزان صحيان كانا يؤويان أكثر من 11 ألف نازح.