أبلغت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" في لبنان، نشطاء من فلسطينيي سوريا خلال اجتماع عقد في بيروت، أنها ستصرف هذا الأسبوع دفعة مالية تغطي شهراً واحداً فقط، مؤكدة أن الأزمة التمويلية التي تواجهها تهدد استمرارية هذه المساعدات في المستقبل القريب.
الاجتماع الذي جمع مديرة وكالة "أونروا" في لبنان دوروثي كلاوسي مع نشطاء من اللاجئين، ناقش ملفات إنسانية واجتماعية ملحّة، أبرزها المساعدات المالية، العودة الطوعية إلى سوريا، أوضاع التعليم، والإقامات القانونية.
وأوضحت كلاوسي أن الوكالة "على شفير الإفلاس"، مشيرة إلى أن المبلغ الذي سيصرف بين يومي الجمعة والاثنين المقبلين سيكون الأخير ما لم تصل مساهمات جديدة من الدول المانحة.
وقال الناشط محي أبو إسلام، في مقابلة خاصة مع "بوابة اللاجئين الفلسطينيين"، إن قرارات "أونروا" الأخيرة كانت "صادمة ومجحفة"، إذ أبلغتهم كلاوسي أن الدعم المستقبلي قد يوجّه إلى سوريا، وأن الوكالة غير قادرة على تقديم أي وعود باستمرار المساعدات في لبنان، باستثناء خدمات التعليم والطبابة في حال توفر التمويل.
وحول ملف العودة الطوعية، أوضحت كلاوسي أن "أونروا" قد تقدّم مساعدات محدودة للعائدين إلى سوريا، لكنها لا تملك أي خطط حالية لإعادة الإعمار أو الترميم.
وأشار أبو إسلام إلى أن الوكالة طلبت من اللاجئين السكن في منازلهم المدمرة "ريثما تأتي لجنة هندسية للكشف على الأضرار"، مؤكداً أن "أقل بيت يحتاج إلى 5 آلاف دولار لترميمه، بينما ما قد يصرف لا يتجاوز 300 دولار، وهو مبلغ لا يكفي لصب عامود واحد".
أما في الملف القانوني والإقامات، فقد أكد أبو إسلام أن جميع معاملات الأمن العام مجمّدة دون حلول، ما يترك اللاجئين في مواجهة خطر التوقيف أو الترحيل. وأوضح أن وضع طلاب الجامعات ما زال معلقًا، في ظل غياب أي آفاق للتسوية أو الدعم.
وختم أبو إسلام بالقول إن رسالة "أونروا" كانت واضحة: "نحن غير قادرين على فعل أي شيء، وعليكم أن تستعدوا لأيام سوداء بانتظاركم".
من جهتهم، دعا النشطاء إلى تكثيف الجهود الدولية لإنقاذ "أونروا" من أزمتها المالية وضمان استمرار خدماتها الأساسية في لبنان وسوريا، مطالبين بإشراك المجتمع المدني في رسم السياسات المتعلقة باللاجئين وتعزيز الشفافية في القرارات التي تمس حياتهم اليومية.