كشفت رابطة الفلسطينيين المهجرين من سوريا إلى لبنان عن مفاجأة غير متوقعة خلال لقاء جمعها، بمديرة برامج وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" في لبنان "دوروثي كلاوس" أمس الاربعاء 24 ايلول/ سبتمبر، حيث أبدت الأخيرة نية الوكالة دعوة اللاجئين الفلسطينيين القادمين من سوريا للعودة إليها، بالتوازي مع وقف المساعدات المالية الشهرية التي يتلقونها في لبنان.

الرابطة، التي تضم ممثلين عن اللاجئين الفلسطينيين المهجرين، أعلنت رفضها القاطع لهذه التوجهات، مؤكدة أن الطرح يتجاهل الواقع المأساوي الذي يعيشه نحو 20 إلى 25 ألف لاجئ فلسطيني قدموا من سوريا إلى لبنان منذ أكثر من 12 عاماً، بعد أن دُمّرت مخيماتهم ومنازلهم نتيجة الحرب.

اقرأ/ي أيضاً: "أونروا" في لبنان تبلغ فلسطينيي سوريا بصرف دفعة مالية لشهر واحد فقط

وفي مواجهة هذا الموقف، قدمت الرابطة إلى وكالة "أونروا" مبادرة وصفتها بأنها "خارطة طريق" لضمان حماية حقوق اللاجئين وكرامتهم، تقوم على استحداث برنامج خاص أطلقت عليه اسم "العودة الكريمة" بإشراف وتمويل "أونروا" وبالتعاون مع المانحين الدوليين.

وتتضمن الخطة محاور أساسية عدة، أبرزها: تغطية تكاليف العودة، أي تأمين المواصلات والنفقات المرتبطة بالانتقال من لبنان إلى سوريا، وتوفير مأوى مؤقت أو بدل إيجار للعائلات العائدة، ريثما تُرمم منازلهم المدمرة، وإعادة إعمار المنازل وتعويض العائلات عن خسائرها.

كما تضمنت الخطة، ضرورة تقديم دعم معيشي أساسي عبر مساعدات نقدية أو بطاقات غذائية، وخدمات صحية وتعليمية للعائدين ضمن برامج "أونروا" في سوريا، إضافة إلى متابعة وحماية قانونية من خلال مكاتب الوكالة للتأكد من احترام حقوق اللاجئين.

كما شددت الرابطة على ضرورة تنسيق "أونروا" مع الحكومة اللبنانية لتأمين مغادرة مُنظَّمَة وجدولتها، والتعاون مع الجهات الدولية المانحة لتأمين التمويل، إضافة إلى إشراك المجتمع المدني الفلسطيني والسوري في متابعة التنفيذ ميدانياً.

واعتبرت الرابطة أن مبادرتها تستند إلى ثلاثة أبعاد رئيسية: إنسانية: لأن العودة القسرية دون ضمانات تعني ترك آلاف العائلات في العراء وسط مخيمات مدمرة، وقانونية لأن القانون الدولي يحظر الإعادة القسرية للاجئين إلى أماكن غير آمنة، وأيضاً عملية لأنها تساهم في استقرار لبنان وتمنح العائدين فرصة لإعادة الاندماج في مجتمعهم.

وفي ختام بيانها، طالبت الرابطة "أونروا"بتبني الخطة وطرحها في حواراتها مع الحكومة اللبنانية والجهات المانحة كإطار عملي يضمن عودة اللاجئين بشكل كريم وآمن ومنظم. وأضافت: "في حال عجز الأونروا عن تنفيذ هذه المبادرة، فإننا نطالب بإيجاد حل دائم لمعاناتنا قد يكون عبر توطيننا في بلد ثالث يستضيفنا على أراضيه."

وأكدت الرابطة أن هذه المبادرة تمثل المطلب الوحيد الذي يضمن حقوق الفلسطينيين المهجرين من سوريا في لبنان، محذّرة من أنها ستلجأ إلى الاحتجاج والتصعيد ضد إدارة "أونروا" إذا لم تستجب لمطالبها.

بوابة اللاجئين الفلسطينيين

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد