استهدفت قوات الاحتلال الإسرائيلي عائلة بكر في مخيم الشاطئ للاجئين غرب غزة بمجزرة راح ضحيتها تسعة شهداء، بينهم نساء وأطفال، إلى جانب مصابين بجروح متفاوتة. وجاءت هذه الجريمة بعد ساعات فقط من رفض العائلة تلبية ضغوط الجيش لتشكيل مليشيات مسلحة تابعة له، على نمط ما يُعرف بـ "أبو شباب".
أحد أفراد العائلة، قال أن مختارها اضطر للنزوح قسرا بعد أن كانت العائلة قد قررت البقاء في منازلها وخيامها غرب غزة، وذلك عقب اتصال "إسرائيلي" عُرض فيه البقاء مع ضمان الأمان شريطة أن يعمل أبناء العائلة كمليشيا تابعة لجيش الاحتلال على غرار "أبو شباب".
وأشار بكر إلى أن "العائلة اضطرت فعلا للرحيل، مفضلين النوم في الطرق وافتراش الأرض على الانخراط في درب الخيانة". وفي ساعات فجر أمس السبت، قصف جيش الاحتلال منزلًا لعائلة بكر ما أسفر عن لارتقاء 9 فلسطينيين وإصابة آخرين.
مجزرة "إسرائيلية" بحق عائلة بكر في #مخيم_الشاطئ غربي مدينة #غزة
— بوابة اللاجئين الفلسطينيين (@refugeesps) September 28, 2025
9 شهداء من أفراد العائلة بينهم نساء وأطفال بعد رفضها تشكيل مليشيا موالية للاحتلال#غزة_الآن#GazaGenocide pic.twitter.com/lsL5l76uAc
وآنذاك أكد الدفاع المدني في غزة أن جيش الاحتلال استهدف نساءً وأطفالاً، في حين استقبل مستشفى الشفاء ست جثامين لضحايا القصف وقد أظهرت مشاهد بثتها وكالات دولية نساءً من العائلة يودّعن أبناءهن وسط صرخات وبكاء، فيما لفّت الجثث بأكفان بيضاء ملطخة بالدماء.
#مخيم_الشاطئ ||صور من تشييع عائلة بكر لشهدائها الذين ارتقوا جراء قصف منزلها من قبل الاحتلال "الإسرائيلي"بعد رفضها التعاون معه#غزة_الآن pic.twitter.com/wWkQEY40E0
— بوابة اللاجئين الفلسطينيين (@refugeesps) September 28, 2025
وكان المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان قد كشف أن ما جرى مع عائلة بكر يعكس "سياسة ابتزاز خطرة" تمارسها "إسرائيل" بحق المدنيين في قطاع غزة، إذ تضعهم أمام خيارين كارثيين: إما التعاون مع قواتها ومليشياتها أو مواجهة القتل الجماعي والتجويع والتهجير القسري.
كما أكد المرصد تلقيه شهادات من عائلات فلسطينية تعرّضت لضغوط مباشرة للتعاون الأمني مع الجيش "الإسرائيلي" مقابل السماح لها بالبقاء في بعض المناطق أو الحصول على المساعدات الأساسية، في ممارسةٍ تُحوّل الإغاثة من حق إنساني غير مشروط إلى أداة ابتزاز ووسيلة للسيطرة، وتضع حياة المدنيين في دائرة مقايضات قسرية تجردهم من أبسط أشكال الحماية الإنسانية.
ولفت المرصد إلى أن الاحتلال يحاول تشكيل عصابات مرتبطة به في عدة مناطق من القطاع، بينها خانيونس وحي الشجاعية وبيت لاهيا، تقوم بمهام غير مشروعة مثل نشر الفوضى والسرقة، في استغلال صارخ للهشاشة المجتمعية الناتجة عن عامين من العدوان والإبادة.
"الأورومتوسطي" قال أيضاً إنه تلقى معلومات من مصادر في عائلتي الديري ودغمش تفيد بتعرضهم لعروض "إسرائيلية" مماثلة للانخراط في ميليشيات محلية، وعندما قوبل ذلك بالرفض كثّف جيش الاحتلال تفجير العربات المفخخة في حي الصبرة، وأعقب ذلك بقصف واسع استهدف عدداً من المنازل بينها مربع سكني لعائلة دغمش قبل أيام، ما أسفر عن ارتقاء أكثر من ستين فرداً من العائلة لا يزال العديد منهم تحت الأنقاض حتى هذه اللحظة.
ويتزامن ذلك مع تعرض مخيم الشاطئ إلى تصعيد غير مسبوق للهجمات الجوية والمدفعية "الإسرائيلية" في إطار عملية "عربات جدعون 2" التي يشنها على مدينة غزة ومخيماتها، حيث يواصل الاحتلال استهداف المناطق المكتظة بالسكان والنازحين الذين يرفضون النزوح من المدينة ما أسفر عن ارتقاء مئات الضحايا وتهجير آلاف العائلات.
في الوقت ذاته، كثف الاحتلال من إلقاء منشورات تحذيرية للسكان تطالبهم بإخلاء المخيم بشكل كامل، في وقت تتمركز قواته البرية على الأطراف الشمالية للمخيم في حين لا يزال عشرات الآلاف من السكان يرفضون الخروج لعدم وجود أي مناطق آمنة في القطاع.