شهدت العاصمة اللبنانية بيروت عصر أمس الخميس لقاءً تضامنياً بمناسبة اليوم العالمي للتضامن مع الصحفي الفلسطيني، شارك فيه عدد من الصحفيين الفلسطينيين واللبنانيين إلى جانب ممثلين عن مؤسسات إعلامية فلسطينية ولبنانية وعربية.
اللقاء جاء بدعوة من لجنة دعم الصحفيين، حيث رفع المشاركون صور الشهداء الصحفيين الفلسطينيين في قطاع غزة، تعبيراً عن الاستنكار لاستهدافهم المستمر، كما حملوا شعارات تطالب بوقف سياسة الاغتيالات الإسرائيلية بحق الصحفيين، والإفراج عن المعتقلين منهم في سجون الاحتلال، مؤكدين وقوفهم إلى جانب زملائهم في غزة الذين يواجهون حرباً مفتوحة على الحقيقة والكلمة الحرة.
الاحتلال أَمِن العقاب فاستمر بالجرائم بحق الصحفيين الفلسطينيين
وخلال اللقاء، قال الإعلامي أحمد صباهي في كلمة باسم الصحفيين: "لقد دفع الصحفيون ثمناً غالياً من أرواحهم وأرواح عائلاتهم من أجل الحقيقة في غزة، آخر إحصائية تشير إلى ارتقاء 254 شهيداً صحفياً، والعدد سيستمر في الارتفاع طالما أن الاحتلال مطمئن لغياب المحاسبة على جرائمه"
وأضاف صباهي: إن الاحتلال استهدف فضائية فلسطين اليوم منذ بداية العدوان، فدمّر مكاتبها ومركبات البث، وقتل عدداً من كوادرها، لكنه لم يتمكن من إسكات صوتها، مؤكداً أنّ استهداف الصحفيين سياسة ممنهجة تهدف إلى "طمس الحقيقة عبر إراقة الدماء"، لافتاً إلى أن هذه الجرائم تُرتكب "بدعم وغطاء أميركي"، وأن أسماء الشهداء الصحفيين ستبقى "علامات مضيئة في مسيرة النضال من أجل تحرير فلسطين".
الصحفي الفلسطيني ناطق باسم شعب محاصر
من جهتها، أكدت ميسم بوتاري، عضو الهيئة التنفيذية في لجنة دعم الصحفيين، أنّ هذا اليوم هو وقفة إجلال أمام "جنود الحقيقة وحملة القلم والكاميرا"، مشددة على أنّ الصحفي الفلسطيني لم يكن ناقلاً للخبر فقط، بل شاهداً وناطقاً باسم شعب محاصر ومقاوم بالكلمة والصورة.
وقالت بوتاري: إن الاحتلال ارتكب على مدى عقود أبشع الانتهاكات بحق الصحفيين الفلسطينيين، من قتل وقنص واعتقال وتعذيب، إلى هدم المؤسسات الإعلامية ومنع حرية التنقل والحركة، واصفة ما يجري بأنه "سياسة ممنهجة لإسكات الصوت الفلسطيني وطمس الرواية الحقيقية".
وأضافت: "في غزة اليوم يتجلى المشهد الأوضح، حيث قُتل العشرات من الصحفيين أثناء أداء واجبهم المهني فقط لأنهم حملوا الكاميرا والقلم، صورهم تحولت إلى وثائق دامغة أمام العالم بأسره".
وطالبت بوتاري المجتمع الدولي، والأمم المتحدة، والمنظمات الحقوقية والإعلامية بالتحرك الفوري لمحاسبة الاحتلال على جرائمه وضمان الحماية للصحفيين الفلسطينيين، مشددة على أنّ التضامن مع الصحفي الفلسطيني ليس مناسبة سنوية فحسب، بل "التزام دائم ومسؤولية جماعية كي تبقى الحقيقة حيّة ولا تُغتال الكلمة الحرة".
موضوع ذو صلة: إعلاميون فلسطينيون: تغطية جرائم الإبادة في غزة لن يوقفها اغتيال الصحفيين