أعلنت السلطات التركية، الجمعة، اعتقال محقق خاص متهم بالعمل لصالح جهاز الاستخبارات "الإسرائيلي" (الموساد)، في عملية مشتركة نفذتها منظمة الاستخبارات الوطنية التركية (MIT) بالتعاون مع النيابة العامة والشرطة في إسطنبول، ضمن عملية أطلق عليها اسم "نشاط ميترون".
ووفقاً لمصادر أمنية، فإن المشتبه به، سركان تشيشيك (اسمه الأصلي محمد فاتح كلش)، اعترف بتنفيذ مهمة مراقبة استهدفت ناشطاً فلسطينياً مقيماً في منطقة باشاك شهير بضواحي إسطنبول، بتكليف مباشر من عميل في مركز عمليات عبر الإنترنت في "إسرائيل" يدعى فيصل رشيد.
وبحسب التحقيقات، تواصل رشيد مع تشيشيك في 31 تموز/يوليو الماضي عبر تطبيق واتساب، معرفاً نفسه بصفته موظفاً في شركة محاماة أجنبية، ثم كلّفه بمتابعة الناشط الفلسطيني لمدة أربعة أيام مقابل 4000 دولار أميركي، مدفوعة بالعملة المشفرة في الأول من آب/أغسطس.
وأشارت المصادر إلى أن تشيشيك، الذي أسس وكالة "باندورا للتحقيقات" عام 2020 بعد إفلاسه في مجال الأعمال، سبق أن تعاون مع المدان موسى كوش، المحكوم بالسجن 19 عاماً بتهمة التجسس لصالح "إسرائيل"، وكذلك مع المحامي طغرلهان ديب، حيث تورطا معاً في بيع بيانات شخصية من السجلات العامة مقابل المال.
وكشفت التحقيقات أن تشيشيك حاول التسلل إلى المجمع السكني الذي يقيم فيه الناشط الفلسطيني يومي 1 و2 آب/أغسطس متذرعاً بالبحث عن شقة للإيجار، لكنه فشل في جمع المعلومات المطلوبة، ما دفع رشيد إلى قطع الاتصال معه في 3 آب/أغسطس.
ويأتي هذا التطور في سياق سلسلة من العمليات الأمنية التي نفذتها أنقرة ضد شبكات تجسس مرتبطة بأجهزة استخبارات أجنبية؛ ففي تشرين الأول/أكتوبر الماضي، وجهت التهم إلى سبعة أشخاص بالتجسس لصالح الاستخبارات الصينية، فيما أصدرت محاكم تركية في أيلول/سبتمبر أحكاماً بالسجن تراوحت بين ست وثماني سنوات بحق 37 شخصاً أدينوا بالعمل لصالح "الموساد".
وأكدت المصادر الأمنية أن "الموساد" يعتمد بشكل متزايد على تطبيقات الاتصال عبر الإنترنت لتجنيد عملاء في تركيا، بغرض التجسس على الفلسطينيين وغيرهم من الأجانب المقيمين فيها، مشيرةً إلى أن الاستخبارات التركية تمكنت خلال السنوات الأخيرة من تفكيك عدة شبكات من هذا النوع، سواء كانت تابعة لتنظيم داعش أو مرتبطة بوكالات استخبارات أجنبية.