كثف جيش الاحتلال "الإسرائيلي" من قصفه العنيف على مدينة غزة وسائر مناطق القطاع قبيل الساعات الأخيرة من دخول اتفاق التهدئة حيّز التنفيذ، حيث طالت الغارات الجوية خيام إيواء النازحين وتجمعات الفلسطينيين فيما استهدف الاحتلال مخيمات النصيرات والبريج في المنطقة الوسطى ما أسفر عن ارتقاء العشرات من الشهداء والجرحى فيما تستمر عمليات انتشال الشهداء من تحت أنقاض المنازل المدمرة.

وأفادت مصادر طبية في مستشفيات قطاع غزة باستشهاد ما لا يقل عن 15 فلسطينياً بينهم طفلان، وإصابة العشرات، منذ فجر اليوم السبت، جراء سلسلة غارات جوية ومدفعية "إسرائيلية" استهدفت أحياء سكنية ومناطق متفرقة من مدينة غزة ومحافظة خان يونس، في وقت أعلنت فيه حركة حماس موافقتها على الإفراج عن جميع الأسرى "الإسرائيليين" الأحياء وجثث القتلى، وفق صيغة التبادل الواردة في الخطة الأولى لإنهاء الحرب على القطاع.

وبحسب ما نقله موقع "أكسيوس" الأميركي عن مسؤول "إسرائيلي"، فإن "الجيش الإسرائيلي سيوقف عملية الاستيلاء على مدينة غزة، وسيتحول بتوجيه من المستوى السياسي إلى العمليات الدفاعية فقط في القطاع".

في المقابل، أكد المتحدث باسم الدفاع المدني في غزة، الرائد محمود بصل، أن مدينة غزة تتعرض في هذه اللحظات لقصف "إسرائيلي" جنوني بلا رحمة، وسط تحليق مكثف للطائرات الحربية والمسيرة.

بينما حذر المتحدث العسكري "الإسرائيلي" سكان غزة من العودة إلى شمال القطاع والمناطق المحاذية لشمال وادي غزة، واصفاً إياها بـ"منطقة قتال خطيرة"، زاعماً أن البقاء فيها "يشكل خطراً كبيراً على حياتهم".

وفي مدينة غزة، قصف الاحتلال منزلاً في شارع اليرموك بمدينة غزة، ما أدى إلى استشهاد فلسطيني وإصابة آخرين بينما أغار على منزل في حي التفاح شمال شرق مدينة غزة، يعود لعائلتي المظلوم والرفاتي، ما أدى إلى استشهاد 6 فلسطينيين وإصابة آخرين، مع وجود مفقودين تحت الأنقاض.

وفي قصف آخر، استهدف الاحتلال مجموعة من الفلسطينيين قرب مخبز الشرق في شارع الجلاء وسط مدينة غزة، وأسفر القصف عن ارتقاء شهداء ووقوع جرحى، في حين شن طيران الاحتلال قصفاً مدفعياً عنيفاً استهدف المنطقة المحيطة بالمقر الرئيسي لوكالة "أونروا" في منطقة الصناعة جنوب غربي مدينة غزة.

وفي الأثناء ذاتها طال قصف مدفعي مكثف حي التفاح شرق المدينة، إضافة إلى المناطق الشمالية لمخيمي النصيرات والمغازي وسط القطاع.

أما جنوبي القطاع، قصف الاحتلال عبر طائرة مسيرة خيمة تؤوي نازحين في منطقة المواصي شمال غرب مدينة خان يونس، ما أدى إلى استشهاد طفلين وإصابة 8 آخرين، كما أسفر قصف منزل آخر عن ارتقاء شهداء.

إلى ذلك سجّلت وزارة الصحة في قطاع غزة خلال الـ24 ساعة الماضية حالتي وفاة لطفلين، نتيجة المجاعة وسوء التغذية، ليرتفع إجمالي وفيات سوء التغذية إلى 459 شهيدًا، من بينهم 154 طفلًا.

ووثقت الوزارة في بيانها المقتضب وفاة 181 حالة بسبب سوء التغذية وتفشي المجاعة من بينهم 39 طفلاً منذ إعلان (IPC) عن المجاعة في غزة،

وعلى صعيد متصل، أكدت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" أن النزوح الجماعي مستمر في مدينة غزة مع نزوح السكان قسراً من المدينة وشمال قطاع غزة مشيرة إلى نزوح ما يقرب من 400 ألف شخص نحو الوسط والجنوب,

وقالت مديرة العلاقات الخارجية في وكالة "أونروا" تمارا الرفاعي، في مقابلة صحفية: "تُهجّر العديد من العائلات بشكل متكرر، وغالباً ما يكون ذلك بتكلفة باهظة".

وحذرت الرفاعي من أن المناطق التي ينتقل إليها السكان معرضة لخطر المجاعة، كما أن استمرار ما وصفته بالأعمال العدائية يجعل كل نزوح محفوفاً بالمخاطر ومكلفاً.

وأوضحت أن الوكالة الأممية تواصل تقديم المساعدة كلما أمكن، مشددة على الحاجة الملح لوقف إطلاق النار من أجل الوصول الآمن للمساعدات الإنسانية.

بوابة اللاجئين الفلسطينيين

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد