مع انطلاق العام الدراسي 2025 – 2026 في سوريا، أعلنت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" أن أكثر من 50 ألف طالبة وطالب من أبناء اللاجئين الفلسطينيين يتلقون تعليمهم في مدارسها المنتشرة في المدن والتجمعات الفلسطينية.

وتدير الوكالة حالياً 104 مدارس لتوفير التعليم الأساسي، معتبرة أن هذه المؤسسات تمثل "ملاذاً آمناً للأطفال للتعلم واستعادة جزء من حياتهم الطبيعية".

كما أشارت "أونروا" إلى أن نحو 1,900 طالب وطالبة التحقوا ببرامج التدريب المهني التي تقدمها، بهدف تزويد الشباب بالمهارات التقنية والمهنية اللازمة لخوض سوق العمل الصعب في سورية. وأكدت الوكالة أن "دعم التعليم هو استثمار في صمود ومستقبل لاجئي فلسطين في سورية".

مدرسة أونروا طبريا مخيم درعا.jpg


 

لكن، ورغم هذه الجهود، تواجه العملية التعليمية تحديات كبرى بسبب الاكتظاظ وضيق الصفوف وعدم ترميم المدارس المدمرة وضعف الكوادر التعليمية، خصوصاً في مخيم اليرموك، الذي كان يضم 28 مدرسة تابعة للوكالة قبل الحرب، ولم يُرمم منها سوى مدرسة واحدة حتى الآن.

مخيم خان الشيح: اكتظاظ بعد عودة اللاجئين من الشمال ومدارس بحاجة إلى ترميم

ورصد مراسل بوابة اللاجئين الفلسطينيين في مخيم خان الشيح بريف دمشق معاناة الأهالي مع بداية العام الدراسي، حيث قالت إحدى الأمهات: "لا يختلف هذا العام عن الأعوام السابقة من حيث غلاء الملابس المدرسية والقرطاسية، مما اضطرنا لشراء شيء وتأجيل شيء آخر حسب الأولوية".

فيما عبّر أحد الطلاب عن فرحته ببدء الدراسة قائلاً: "أنا سعيد بالعودة للمدرسة، فقد اشترى لي والدي جميع احتياجاتي لأن عمي في ألمانيا أرسل لنا المال"، فيما أوضح مراسلنا أنّ العديد من الأسر تعتمد على تحويلات أقربائها المغتربين، فيما تعاني العائلات التي ليس لديها أقارب في الخارج.

وقدّمت مدارس "أونروا" بعض القرطاسية، مما خفف جزئياً من أعباء الأهالي المتفاقمة نتيجة ارتفاع الأسعار المرتبطة بسعر صرف الدولار.

من جانبه، أشار أحد الأهالي العائدين من الشمال السوري إلى أن الاكتظاظ تفاقم مع عودة مئات العائلات المهجّرة إلى مخيم خان الشيح، مؤكداً أن "المدارس المدمرة لو كانت مرممة لخففت كثيراً من هذه المشكلة"، مطالباً "أونروا" بالإسراع في إعادة إعمارها.

مدرسة أونروا مخيم خان الشيح.jpg


كما لُوحظ ارتفاع عدد الروضات الخاصة بعد عودة بعض الأهالي من أوروبا، وهو ما زاد من الأعباء المالية، رغم افتتاح بعض الروضات المجانية من قبل جهات خيرية وحكومية.

أما في المرحلة الثانوية، فقد أشار مراسلنا نقلاً عن طلاب المخيم، إلى نقص الكوادر التعليمية، ما اضطر كثيرين للتوجه نحو المعاهد الخاصة باهظة التكلفة أو المدارس ذات السمعة الجيدة في البلدات المجاورة مثل عرطوز وجديدة عرطوز، وهو ما يرهق الأسر بالأعباء المالية وأوقات التنقل.

مخيم درعا: شحّ المدارس والقلّة المعيشية

أما في مخيم درعا جنوبي سوريا، رصد مراسلنا الصعوبات المعيشية التي رافقت العام الدراسي، من خلال أحد الأهالي، أبو غيث، وهو عامل يعيل خمسة ابناء، وقال: "أبنائي بحاجة إلى ملابس مدرسية وقرطاسية، وكل ذلك يتراكم كديون تثقل كاهلي، لا أريد أن يشعر أطفالي بالنقص أمام زملائهم رغم ضيق الحال".

مدرسة أونروا طبريا مخيم درعا 11.jpg

فيما روت أم حمزة، وهي مطلقة تعيش بالإيجار مع ابنها، معاناتها مع غلاء المعيشة: "أدفع 600 ألف ليرة أجرة منزل شهرياً، ومع مصاريف الماء واللباس لم أعد قادرة على تأمين أبسط متطلبات الحياة".

ويعاني مخيم درعا من وجود مدرسة واحدة فقط تعمل بنظام دوامين (طبريا للإعدادي والصفصاف للابتدائي)، بعدما دُمّرت ثلاث مدارس خلال الحرب ولم يُرمم سوى واحدة منها، رغم مطالبة الأهالي "أونروا" بإعادة تأهيل المدارس المدمرة لاستيعاب الأعداد المتزايدة من الطلاب.

في الشمال السوري استمرار التهميش

أما اللاجئون الفلسطينيون المهجّرون إلى الشمال السوري، فما زالت معاناتهم التعليمية مضاعفة بسبب غياب دعم "أونروا" في تلك المناطق، وأفاد مراسلنا بأن العائلات تواجه صعوبات كبيرة في تأمين احتياجات أبنائها نتيجة البطالة والفقر، خاصة بعد تراجع أنشطة المنظمات الإغاثية.

وأشار نقلاً عن الأهالي إلى أن "أونروا" لم تقدّم لهم منذ عام 2018 سوى "سلة غذائية واحدة ومبالغ مالية محدودة"، في ظل حرمانهم من العودة إلى مناطقهم الأصلية بسبب دمار منازلهم.

بوابة اللاجئين الفلسطينيين

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد