روى ناشطون شاركوا في أسطول الصمود العالمي تفاصيل الهجوم "الإسرائيلي" على السفن التي أبحرت نحو قطاع غزة في محاولة لكسر الحصار، والظروف القاسية التي تعرضوا لها أثناء عملية القرصنة واقتيادهم إلى سجون ومراكز احتجاز "إسرائيلية" حيث عاشوا ظروف اعتقال وصفت بالمُهينة والقاسية.
وبحسب الناشطين الذين كانوا على متن سفن أسطول الصمود العالمي، الذي كان في طريقه مبحراً إلى قطاع غزة، أقدم جيش الاحتلال على اعتراض السفن في المياه الدولية، حيث أعلنت السلطات "الإسرائيلية" أنها أوقفت عشرات السفن الواقفة في مسارها نحو شاطئ غزة، وقد جرى حينها السيطرة على 42 سفينة واختطاف مئات من الناشطين على متنها.
وعقب ساعات طويلة من الاحتجاز، أفادت وزارة الخارجية التركية بأن نحو 137 ناشطًا احتجزتهم "إسرائيل" وصلوا إلى تركيا بعد ترحيلهم، فيما تباينت أعداد المعتقلين المعلن عنها من طرف إلى آخر.
وكان جيش الاحتلال "الإسرائيلي" قد نفذ عملية قرصنة شاملة استولى خلالها على أكثر من 40 سفينة من أسطول الصمود العالمي خلال اليومين الماضيين، فيما بدأت عمليات ترحيل الناشطين الذين اعتقل أكثر من 400 شخص منهم، ووصل من بين المرحلين 137 ناشطاً من 13 دولة إلى إسطنبول، بينهم 36 مواطنا تركيا.
الناشطون الذين عادوا من الاعتقال تحدثوا عن ظروف احتجاز قاسية وممارسات تضمنت مصادرة للأجهزة والدواء والسرقة الممنهجة، منهم الناشطة إقبال غوربنار التي روت كيف تصرف جنود الاحتلال خلال الاحتجاز قائلة: "أرادوا أن نبكي، لكننا لم نفعل، بل ضحكنا ورددنا الأناشيد، تركونا جائعين، في غرفة تضم 14 شخصًا كانوا يقدمون طبقًا واحدًا من الطعام... لم يعطونا ماءً نظيفًا. صادروا جميع أدويتنا وألقوها في القمامة أمام أعيننا، الجنود أخذوا حواسيبنا وهواتفنا ووحدات الشحن ووضعوها في حقائبهم. السرقة جزء من طبيعتهم".
عشنا جزءاً مما يعيشه الفلسطينيون داخل المعتقلات
من جهتها، استعرضت الناشطة "آيتشين كانط أوغلو وقائع أكثر قسوة، مؤكدة أن النساء خضعن لتفتيشات عارية ومتكررة وأنهن منعن من الحصول على الماء النظيف لأوقات طويلة.
وأشارت إلى وجود لافتة استهزائية علّقها الجيش "الإسرائيلي" مكتوب عليها "مرحبًا بكم في غزة" في غرفة النساء، واصفة ذلك بـ"قمة الوقاحة".
وأردفت "على الجدران كانت هناك كتابات بالدم، الأمهات المعتقلات كتبن أسماء أبنائهن. عشنا جزءًا مما يعيشه الفلسطينيون يومياً، لم يقدموا لنا ماءً نظيفًا، وقالوا لنا اشربوا من ماء المراحيض، وبقينا نحو 40 ساعة دون طعام".
بينما قال الناشط عثمان تشتين قايا: إنه كان على متن السفينة الرئيسية وإن الجنود "قيدوا أيدينا ظنًا منهم أن ذلك سيسبب الإذلال"، لكن تصاعد العنف عندما أبدى المحتجزون رفضهم، ثم نُقلوا إلى معسكرات احتجاز وسجون حيث نُقلوا ليلًا من مكان إلى آخر.
وتحدث ناشطون آخرون عن دخول وحدات قناصة وكلاب بوليسية إلى غرف الاحتجاز وإيقاظ المحتجزين بالقوة ومنعهم من النوم كجزء من سياسة الضغط النفسي.
التجربة جعلت كل من كان معتقلاً شاهداً سينقل االوجه الحقيقي لإسرائيل
الناشطة زينب ديلَك تيك أوجاق أوضحت أن المشاركين في الأسطول كانوا من 72 دولة وأن بينهم نوابًا، رؤساء نقابات، محامون وممثلون عن جمعيات مجتمع مدني.
وقالت: "بعد احتجاجنا على خطاب ما يسمى، وزير الإبادة الجماعية، إيتمار بن غفير، زادوا من مستوى العنف. رفعنا شعارات ولم نسمح له بالكلام كثيرا، فغضب بشدة.. بعد ذلك بدؤوا يمارسون علينا ضغطًا أكبر".
وأضافت أن التجربة جعلت كل من كان معتقلاً شاهداً سينقل "الوجه الحقيقي لإسرائيل" إلى بلده، خصوصًا في أوروبا حيث كانت صورة "إسرائيل" ما تزال أقوى لدى الجمهور.
وتابعت "ربما نحن في تركيا نعرف حقيقتهم، لكن في أوروبا كانت صورتهم مختلفة تمامً، أما الآن فقد انهار كل ما تبقّى من صورة إسرائيل. لقد جلبت إسرائيل بداية نهايتها بنفسها".
كما ذكر الناشط الكويتي محمد جمال مشاركة نحو 700 عنصر من القوات الخاصة في عمليّة الاعتراض، ورافق الاعتقال مصادرة القارب والاحتجاز الطويل تحت الشمس خلال النقل إلى ميناء أسدود.
وفي وقت سابق وثّق مركز "عدالة" لحقوق الإنسان إجبار الاحتلال المختطفين من السفن على الركوع وتقييد أيديهم لخمس ساعات على الأقل بعد هتاف بعضهم "فلسطين حرة"، فضلاً عن قيام الوزير "الإسرائيلي" المتطرف "إيتمار بن غفير" بتصوير المختطفين في سياق حملة تشويه مستمرة وصفهم خلالها بـ"الإرهابيين"، فيما حرموا من الماء، ومن استخدام دورات المياه والأدوية، إلى جانب تعرّض عددٍ منهم للاعتداء والتهديد والعنف.