شهدت مدن أوروبية وتركية عدة، اليوم الأحد 5 تشرين الأول/ اكتوبر، مظاهرات حاشدة بمشاركة الآلاف دعماً للشعب الفلسطيني وللمطالبة بوقف حرب الإبادة "الإسرائيلية" على قطاع غزة، المستمرة منذ سنتين، وفي الذكرى الثانية لشن حرب الإبادة على القطاع وثق مركز أوروبي 45 ألف مظاهرة نصرة لغزة في مئات المدن الأوربية خلال عامين، فيما قررت الحكومة البريطانية اليوم منح الشرطة سلطات أوسع لفرض قيود على الاحتجاجات.
وفي مدينة إسطنبول، خرجت اليوم الأحد أكبر التظاهرات حيث سار مئات الآلاف من أمام جامع آيا صوفيا التاريخي حتى ضفاف القرن الذهبي، وسط استقبال عشرات القوارب التي رفعت الأعلام التركية والفلسطينية وردد المتظاهرون هتافات تدعو إلى التضامن الإسلامي مع الفلسطينيين ووقف الإبادة الجماعية في غزة.
وفي العاصمة أنقرة ومدن تركية أخرى مثل كيريكالي، رفع المتظاهرون لافتات وأعلاماً فلسطينية، مؤكدين استمرار وقوف الشعب التركي إلى جانب القضية الفلسطينية.
وقال رجب كارابال، من منصة دعم فلسطين، أمام حشد كبير: "هذا القمع الذي بدأ عام 1948 مستمر منذ عامين، ويتحول إلى إبادة جماعية".
وفي العاصمة الهولندية أمستردام، شارك نحو 250 ألف شخص في مسيرة ضخمة ارتدى معظمهم اللون الأحمر، في إشارة رمزية إلى دماء مئات آلاف الضحايا في قطاع غزة، من أجل الضغط على الحكومة الهولندية لاتخاذ مواقف أكثر صرامة تجاه "إسرائيل".
وامتلأت ساحة المتحف المركزية بالمتظاهرين الذين رفعوا الأعلام الفلسطينية وشعارات السلام، قبل أن ينطلقوا في مسيرة وسط العاصمة وحملت بعض اللافتات شعارات مثل: "نخجل من الحكومة".
بينما شدد المتظاهرون على ضرورة وقف الإبادة الجماعية وقال بعضهم: "يجب أن يتوقف سفك الدماء. لدينا حكومة ضعيفة لا تجرؤ على وضع خط أحمر. لهذا السبب نحن هنا اليوم".
وتأتي هذه المظاهرات قبل أقل من أربعة أسابيع من الانتخابات الوطنية في هولندا، في وقت يشهد فيه الموقف الحكومي تحولاً من الدعم القوي لـ "إسرائيل" إلى انتقادات متزايدة لسياساتها العسكرية.
في إسبانيا، شهدت مدن مثل سانتياغو وخيخون مظاهرات كبيرة شارك فيها آلاف الأشخاص، طالبوا بـإنهاء الإبادة الجماعية في غزة، وفي مدينة خيخون، حملت مجموعة من النساء حُزماً بيضاء ترمز إلى جثامين الأطفال الذين قُتلوا في الحرب.
أما في إيطاليا، فقد تواصلت المظاهرات لليوم الرابع على التوالي في روما ومدن أخرى منذ يوم الجمعة، حيث دعت النقابات العامة إلى إضراب شامل دعماً للمشاركين في أسطول الصمود العالمي لكسر الحصار عن غزة الذين اعتقلوا من قبل "إسرائيل" بعدما استولى جيش الاحتلال على سفنهم، ما أسفر عن نزول مئات الآلاف إلى الشوارع حيث قدّر المنظمون عدد المشاركين بمليوني شخص، بينما أعلنت وزارة الداخلية أن العدد لم يتجاوز 400 ألف.
في حين شهدت العاصمة البريطانية لندن، إلقاء الشرطة القبض على ما يقرب من 500 متظاهر في احتجاج نظّمته مجموعة "فلسطين أكشن"، التي حُظرت وصُنفت كمنظمة "إرهابية" من قبل الحكومة البريطانية في تموز/ يوليو الماضي.
واصطف العشرات من رجال الشرطة لفض الاعتصام السلمي، حيث جلس المتظاهرون بصمت ورفعوا لافتات تضامنية. ورغم أن المنظمين كانوا يأملون في أن تكون المظاهرة الأكبر حتى الآن، فإن عدد المشاركين بلغ نحو ألف شخص فقط، وفق تقديرات أولية.
وكانت الحكومة البريطانية قد قررت منح الشرطة سلطات أوسع لفرض قيود على الاحتجاجات، في وقت أشارت فيه وزيرة الداخلية شبانة محمود إلى أن التظاهرات الكبيرة والمتكررة المؤيدة للفلسطينيين أثارت "خوفا كبيرا" في أوساط الجالية اليهودية، بحسب زعمها.
وتأتي هذه المظاهرات في إطار موجة عالمية من الاحتجاجات اندلعت منذ اعتراض "إسرائيل" أسطول الصمود العالمي المتجه إلى غزة الأسبوع الماضي، إذ امتدت المسيرات إلى مدن أوروبية عدة مثل برشلونة ومدريد وروما وباريس ولشبونة وأثينا وسكوبيه، إضافة إلى لندن ومانشستر.
تظاهرة عارمة في مدريد الإسبانية؛ إسنادًا لغزة وتنديدًا بحرب الإبادة والتجويع pic.twitter.com/yp32a4XVoJ
— بوابة اللاجئين الفلسطينيين (@refugeesps) October 5, 2025
في غضون ذلك، وثق المركز الأوروبي الفلسطيني للإعلام (إيبال) أكثر من 45 ألف مظاهرة وفعالية في نحو 800 مدينة في 25 دولة أوروبية، وذلك خلال عامين من الإبادة الجماعية التي شنها جيش الاحتلال "الإسرائيلي "على قطاع غزة.
وقال رئيس المركز الأوروبي الفلسطيني للإعلام رائد صلاحات لقناة الجزيرة: إن القارة الأوروبية على مدى عامين شهدت طوفانا من الحشد الجماهيري الذي تأثر بأحداث العدوان بداية، لكن هذا الحراك سرعان ما تحول إلى قوة مؤثرة في السياسة الأوروبية بعد الإبادة الجماعية التي مارسها جيش الاحتلال وتواطؤ قادة أوروبيين في ذلك مع الحكومة "الإسرائيلية".
وأشار إلى أن مظاهرات أوروبا وفعالياتها بدأت جماهيرية عفوية في البداية، لكنها في الشهور الأخيرة أخذت بُعداً مؤسسياً، خاصة بعد انضمام أحزاب ونقابات عدة في عموم أوروبا لمناصرة الشعب الفلسطيني ضد ما يتعرض له من تجويع وتهجير ونزوح وإبادة.