شهد مخيم جرمانا للاجئين الفلسطينيين بريف دمشق مساء الاثنين 6 تشرين الأول/أكتوبر 2025، لقاءً جماهيرياً واسعاً دعت إليه لجنة التنمية المجتمعية في المخيم تحت شعار "نحو مخيم أفضل"، وذلك في مدرستي القديرية والكابري، بمشاركة واسعة من أبناء المخيم وممثلي الفعاليات الأهلية والاجتماعية والتعليمية وعدد من الشخصيات المحلية.
وخلال اللقاء، ناقش المشاركون سبل تحسين واقع الخدمات العامة في المخيم، وخاصة في مجالات النظافة والصحة والتعليم والبنية التحتية، كما تم التأكيد على أهمية الدور الذي يلعبه الشباب في المبادرات التطوعية لخدمة المجتمع.
وأكد المتحدثون أن التعاون بين لجنة التنمية والأهالي هو الركيزة الأساسية للنهوض بواقع المخيم، مشددين على ضرورة التواصل مع الجهات الرسمية المعنية لتعزيز الخدمات وتحسين البنى التحتية.
من جهتها، وجهت لجنة التنمية المجتمعية الشكر لجميع الحاضرين على مشاركتهم وتفاعلهم، داعيةً إلى مواصلة عقد اللقاءات الدورية بهدف متابعة تنفيذ المقترحات والمبادرات التي تساهم في تطوير المخيم ورفع سوية الخدمات المقدمة لسكانه.
وقال عضو لجنة التنمية الاجتماعية في مخيم جرمانا أحمد علي سليمان علي لبوابة اللاجئين الفلسطينيين: إن اللقاء يأتي تحت شعار "نحو مخيم أفضل" بهدف تعزيز التكاتف بين لجنة التنمية والمجتمع المحلي في المخيم، سعياً للارتقاء نحو بيئة أفضل ونشر ثقافة حياة أرقى داخل مخيم جرمانا.
ويُعتبر المخيم من أفقر مخيمات الشتات الفلسطيني، وهو يعتمد على المبادرات الذاتية في تحسين الخدمات، لذا فإن هذا اللقاء جمع لجنة التنمية والأهالي، لكي يتمكنوا من تحقيق خطوات ملموسة على صعيد الخدمات، كالكهرباء والمياه والصرف الصحي وغيرها".
وأضاف سليمان أن المرحلة المقبلة ستشهد توسيع دائرة المشاركة المجتمعية، موضحاً أن "العمل سيكون جماعياً بمشاركة جميع أهالي المخيم من وجهاء وفعاليات وشباب وأطفال، بحيث يتحمل الجميع مسؤولياتهم من أجل بناء مخيم أفضل وحياة أكثر استقراراً".
وعن أبرز المشكلات التي تعمل اللجنة على حلها، قال سليمان: "تمكنا من إنجاز العديد من القضايا كالصرف الصحي والمياه وإنارة الشوارع وصيانة خزانات الكهرباء، لكن هناك مشكلات ما زالت قائمة تحتاج إلى متابعة مستمرة.
بدوره، أوضح الدكتور علي سليمان، الصيدلاني في المخيم أن "أي عمل تنموي لا يمكن أن ينجح دون مشاركة المجتمع بأكمله، فجميع مكونات مخيم جرمانا قادرة على أن تكون شريكة في إنشاء مجتمع أفضل،.إنّ الحالة التعليمية، والصحية، والثقافية، والفنية، تشكل حلقات مترابطة، وأي خلل في إحداها يعني عدم اكتمال التنمية"".
وأشار إلى سنوات من المعاناة القاسية التي عاشها أبناء المخيم خلال السنوات الأخيرة التي شهدت حرباً وتضييقاً على كل مكونات الشعب السوري وبينهم الفلسطينيون في المخيمات.
وفي ما يتعلق بأبرز الاحتياجات، دعا سليمان إلى دعم المخيم من قبل الهيئة العامة للاجئين الفلسطينيين قائلاً: "رغم ضعف الإمكانيات، فإننا نأمل أن تقدم الهيئة دعماً أكبر وأسرع، بعد أكثر من عشر سنوات من الحاجة والعوز، لقد تمكنا من حل نحو 80% من مشكلة المياه، لكننا ما زلنا نحتاج إلى إمكانيات إضافية لمعالجة مشكلات الكهرباء والصرف الصحي، خاصة قبل موسم الأمطار".
وأشار إلى أن الشباب في المخيم يقومون بجهود تطوعية مهمة في مجالات الصيانة والتنظيف، مضيفاً: "عندما تنقطع الكهرباء، نجد أبناء المخيم من ذوي الخبرة يساهمون مباشرة في إصلاح الأعطال دون انتظار الجهات الرسمية، وهو ما يعكس روح المسؤولية والتعاون داخل المجتمع".
أما عبد الملك حلاق، وهو سوري يقطن في مخيم جرمانا منذ أكثر من أربعين عاماً، فقال لبوابة اللاجئين الفلسطينيين: المخيم يسير نحو الأفضل بفضل جهود الأهالي ولجنة التنمية والشباب العاملين فيه، أول ما نحتاجه هو المحبة والتعاون بيننا، وأن نزيل البغضاء ونتسامح مع بعضنا البعض، فبهذه الروح يمكننا أن نبني مخيماً جديداً يسوده الوعي والإخاء".