شهد مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين جنوب دمشق، يوم السبت 4 تشرين الأول/أكتوبر الجاري، الملتقى التكريمي الأكبر للطلاب المتفوقين في امتحانات الشهادة الثانوية العامة، برعاية مبادرة اليرموك التعليمية والمؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج، وبالشراكة مع مؤسسة إعداد للتنمية الخيرية وجمعية خير أمة.

وحضر الملتقى حشد شعبي واسع، إلى جانب ممثلين عن المؤسسات والجمعيات العاملة في المخيم، حيث جرى تكريم الطلاب الفلسطينيين والسوريين المتفوقين في فروع الثانوية العلمية والأدبية والتجارية والشرعية على مستوى سوريا، وسط أجواء من الفخر والاعتزاز بالإنجازات.

"بوابة اللاجئين الفلسطينيين" واكبت الفعالية، وتحدثت إلى عدد من الطلاب المُكرّمين والمنظمين، الذين أجمعوا على أن عامهم الدراسي كان استثنائياً بالصعوبات والتحديات، مؤكدين أن نجاحهم هو رسالة صمود وإهداء لأشقائهم في قطاع غزة.

الطالب وسام خالد محمد أكد أن أبرز الصعوبات التي واجهها كانت الظروف المادية وضعف الكادر التعليمي في المدرسة، مضيفاً: "أهدي نجاحي لغزة، لفلسطين، ولأهلي الذين كانوا أكبر داعماً لي، ولأساتذتي الذين وقفوا معي في كل الأوقات".

أما الطالبة بيسان عبد المجيد، من مخيم اليرموك، فأوضحت أن طريق النجاح لم يكن سهلاً بسبب نقص الخدمات الأساسية، لكنها تمكنت من تحقيق التفوق بفضل دعم عائلتها، وقالت: "أهدي نجاحي لوالدتي وأخواتي، ولأهل غزة، ولأهل سوريا الذين عانوا سنوات طويلة، وأشكر كل من رعانا في هذا الحفل المبارك".

WhatsApp Image 2025-10-07 at 6.56.15 PM.jpeg

الطالب يحيى الخطيب، الحاصل على العلامة الكاملة، أكد أن التحدي الأكبر كان ضيق الوقت وصعوبة مراجعة المنهاج، قائلاً: "أهدي نجاحي لأهلي، ولأهالي غزة، وللطلاب الذين لم يتمكنوا من إكمال تعليمهم. أتمنى أن يكون نجاحنا سبباً في تحرير فلسطين، وأن نبدأ ذلك من سوريا".

من جانبه، تحدّث الطالب عبد الرحمن عصام عودة عن الارتباك الذي واجهه الطلبة بسبب غموض النظام الامتحاني بين "الأتمتة" والامتحان الورقي، إلى جانب صعوبة المنهاج وانقطاع الكهرباء، وقال: "قام والدي بتركيب الطاقة الشمسية لنتمكن من الدراسة، ورغم ذلك واجهنا معاناة كبيرة طوال السنة".

الطالبة كريمة محمد وصفت عامها الدراسي بأنه من أصعب السنوات؛ بسبب الخوف من ضياع العام وكثرة التحديات، مضيفة: "أهدي نجاحي لأهلي الذين كانوا سندي، ولفلسطين التي لولاها لما كنا موجودين".

أما عمار عودة، من مبادرة اليرموك التعليمية، فقال: "هذه المبادرة ولدت من بين الأنقاض والجراح، لتكون الأمل والنهج في التعليم. وفي هذا الملتقى التكريمي الأكبر نكرّم أبناء المخيمات الفلسطينية والطلاب السوريين المتفوقين، ونسعى دائماً للارتقاء وبناء هذا الوطن".

WhatsApp Image 2025-10-07 at 6.55.35 PM.jpeg

الطالبة ضحى محمد قاسم أشارت إلى معاناة المواصلات وتضارب المعلومات حول طبيعة الامتحان، قائلة: "حاولنا تجاوز العقبات بالدراسة بكل الوسائل، وأشكر أهلي الكرام على ثقتهم بنا. لن ننسى غزة العزة والإيمان والشهادة، فنحن ثابتون بإذن الله."

في حين أوضح الطالب عبد الله مهند عودة أن أبرز تحدٍّ واجهوه كان الاعتماد على التعلم الذاتي؛ بسبب ضعف مستوى بعض المدارس الرسمية، وقال: "خلقنا شيئاً من لا شيء، وأهدي نجاحي لفلسطين وغزة ولكل الفلسطينيين في كل مكان. أطمح أن أكون الرقم واحد في مجالي، ليكون الاسم الفلسطيني في المقدمة دائماً".

وجاءت هذه الفعالية لتسلط الضوء على جهود الطلاب الفلسطينيين في مواجهة التحديات الصعبة، ولتؤكد أن الإصرار والعزيمة قادران على تحقيق التفوق رغم كل الصعاب، مع التأكيد على الدور الحيوي للمبادرات التعليمية والمجتمعية في دعم الطلبة اللاجئين الفلسطينيين في سوريا.

WhatsApp Image 2025-10-07 at 6.56.20 PM.jpeg
 

بوابة اللاجئين الفلسطينيين

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد