انسحبت قوات الاحتلال "الإسرائيلي"، مساء اليوم الأربعاء 8 تشرين الأول/أكتوبر، من مخيم بلاطة شرقي نابلس في الضفة الغربية المحتلة، بعد اقتحام واسع استمر منذ ساعات الصباح الأولى، استخدمت خلاله قوات الاحتلال مختلف أنواع الأسلحة ضد الفلسطينيي، ورافقتها آليات عسكرية اقتحمت أزقة المخيم المكتظة بالسكان.
وأفادت مصادر محلية أن آليات الاحتلال انسحبت بالكامل من داخل المخيم، متجهة نحو حاجز عورتا العسكري جنوب نابلس، بعد حملة مداهمات واعتقالات وتخريب طالت عشرات المنازل.
وكشف انسحاب القوات عن مشهد واسع من الانتهاكات والدمار الذي خلّفته داخل المخيم، حيث أفاد شهود عيان بأن الجنود استخدموا مدنيين كدروع بشرية خلال عمليات التفتيش، كما نهبوا مبالغ مالية ومقتنيات شخصية ودمروا محتويات منازل بأكملها.
صور|| قبل انسحابه من المخيم جيش الاحتلال يعيث خراباً في منازل #مخيم_بلاطة شرقي #نابلس شمالي #الضفة_الغربية pic.twitter.com/gqRylnJpMf
— بوابة اللاجئين الفلسطينيين (@refugeesps) October 8, 2025
أحد سكان المخيم، وهو من عائلة حشاش، قال في شهادته لوسائل اعلام محليّة: "الحمد لله انسحبوا من بيتنا بعد اقتحام دام عدة ساعات، دمّروا كل شيء في المنزل وسرقوا مبلغ 4000 دينار أردني، وهو مهر عروس أخي وسام حشاش الذي كان من المقرر أن يتزوج بعد يومين فقط، أطلق الجنود النار داخل المنزل وأتلفوا كل محتوياته".
كما تعرض منزل عائلة الكعبي لدمار واسع خلال الاقتحام، وروت إحدى السيدات من العائلة تفاصيل مروّعة لما جرى داخل منزلها، قائلة: "عندما دخلت إلى المنزل، أعطوني كاميرا وطلبوا مني أن أفتش البيت بأكمله، بينما كانت فوق رأسي طائرة صغيرة من نوع (درون) تتبع تحركاتي، كانوا يوجهونني عبر السماعة لأفتح الأبواب والخزائن، وكأنهم يستخدمونني درعاً بشرياً، كنت أرى كل ما أصوره على شاشة الجهاز الذي أعطوني إياه".
فيما قال فلسطيني آخر من المخيم: "كنت في المحل عندما اقتحم الجنود المكان، طلبوا مني رفع يدي وأجلسوني خارجاً، ثم خلعوا باب منزلنا واعتدوا على أخي الذي كان نائماً في الطابق العلوي، أنزلوه مقيد اليدين وهو مضروب، وبعد دقائق بدأ إطلاق نار كثيف عند الجيران بينما كنت لا أزال واقفاً أمام المحل".
أما الطفلة آية كعبي، وهي تلميذة في المدرسة، فقد روت مشهد الدمار الذي رأته عند عودتها إلى البيت، قائلة: "ظننت أن أمي لم تُغلق الباب جيداً، لكنني فوجئت بالمنزل مخرّباً بالكامل، التلفاز مكسور، النوافذ محطمة، وكل شيء مقلوب رأساً على عقب، لم أكن أعرف ما الذي حدث، ظننت أنهم فقط فتشوا المنزل، لكنهم دمّروه تماماً".
ويأتي هذا الاقتحام ضمن حملات الاحتلال المتواصلة على مخيمات اللاجئين في الضفة الغربية المحتلة، وهي الحملة الأعنف ضد مخيم بلاطة ينفذها الاحتلال منذ أشهر، وسط تصاعدٍ في الانتهاكات بحق الفلسطينيين في مدن الضفة الغربية ومخيماتها، وارتفاع في وتيرة الاعتقالات والاعتداءات وإفلات قطعان المستوطنين على أراضي ومزارع الفلسطينيين وتوسيع الكتل الاستيطانية.