طالب عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، ورئيس دائرة شؤون اللاجئين، الدكتور أحمد أبو هولي، وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" بالاستمرار في تقديم المعونة النقدية متعددة الأغراض لنحو 426 ألف لاجئ فلسطيني في سوريا، وإيجاد حلول عاجلة لمشكلة الاكتظاظ في مدارس مخيم اليرموك، إلى جانب إعادة تأهيل منشآت الوكالة في مخيمات درعا واليرموك وعين التل، بما يضمن دعم العائلات النازحة وعودتها، ولا سيّما المهجّرين الفلسطينيين من لبنان.

جاء ذلك خلال لقاء جمعه، أمس الأربعاء 8 تشرين الأول/أكتوبر، إلى جانب سفير دولة فلسطين في سوريا سمير الرفاعي، مع نائبة مدير "أونروا" في سوريا جينيفر أوستين، في مقر الوكالة بالعاصمة دمشق، لبحث أوضاع اللاجئين الفلسطينيين وسبل تحسين الخدمات المقدّمة لهم في ظل التحديات المالية والتشغيلية التي تواجه "أونروا".

وأكد أبو هولي أن استمرار صرف المساعدات النقدية يمثل شريان حياة لعشرات الآلاف من الأسر الفلسطينية التي تعاني ظروفاً معيشية قاسية، داعياً إلى الحفاظ على برامج "أونروا" التعليمية والصحية والإغاثية دون تقليص، والعمل على تطويرها رغم محدودية الموارد.

وأشار إلى أن الاكتظاظ المدرسي بات من أبرز التحديات في مخيم اليرموك، موضحاً أن مدرسة المجيدل/صرفند التي أعيد تأهيلها في أيلول/سبتمبر 2024 باتت تضم أكثر من 1600 طالب وطالبة، وتعمل على فترتين، وهي المدرسة الوحيدة لـ"أونروا" في المخيم، ولم تعد قادرة على استيعاب طلبة جدد، مطالباً الوكالة بالإسراع في إعادة بناء المدارس المتضررة لتوفير بيئة تعليمية لائقة.

كما دعا أبو هولي إلى توسيع برامج إصلاح المنازل المتضررة لتعزيز فرص العودة المستدامة، والاستمرار في برنامج التمويل للمشاريع الصغيرة الذي يسهم في دعم الأسر العائدة وتحسين سبل عيشها.

وأشاد بجهود طواقم "أونروا" العاملة في سوريا، مؤكداً أن استمرارها في أداء واجبها الإنساني، رغم التحديات يعكس التزام الوكالة بمسؤولياتها تجاه اللاجئين الفلسطينيين إلى حين عودتهم إلى ديارهم التي هجروا منها عام 1948، وفق القرار الأممي 194، مشدداً على أن "دور الأونروا لا يمكن الاستغناء عنه؛ لأنها الشاهد الدولي على قضية اللاجئين وحقهم في العودة".

من جانبه، أوضح السفير الرفاعي أن السفارة الفلسطينية في دمشق تتابع بشكل متواصل أوضاع اللاجئين بالتنسيق مع "أونروا" والجهات السورية المعنية، مشيراً إلى أن الحفاظ على دور الوكالة يشكّل ضرورة سياسية وإنسانية لحماية قضية اللاجئين وتحسين ظروفهم المعيشية.

بدورها، أكدت أوستين أن "أونروا" تعمل على وضع خطط وسيناريوهات محتملة لعودة اللاجئين الفلسطينيين من لبنان إلى سوريا بشكل طوعي بالكامل، التزاماً بالقانون الدولي الإنساني الذي يحظر أي شكل من أشكال العودة القسرية، موضحة أن الوكالة ستبدأ قريباً أعمال ترميم مدرسة جديدة داخل مخيم اليرموك لتخفيف الضغط عن المدارس الحالية وضمان بيئة تعليمية أفضل.

وشددت على أن "أونروا" ستواصل تقديم المساعدات النقدية والعينية للاجئين الفلسطينيين، وتشجيعهم على العودة إلى منازلهم من خلال دعم جهود الترميم، رغم العجز المالي الكبير الذي تواجهه الوكالة.

وفي ختام اللقاء، أكد المجتمعون على استمرار التنسيق بين دائرة شؤون اللاجئين و"أونروا" لحماية ولايتها بموجب القرار 302، وتكثيف الجهود لتحسين واقع اللاجئين الفلسطينيين في سوريا وضمان عودتهم التدريجية إلى مخيماتهم في بيئة آمنة ومستقرة.

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد