شكّلت معركة "طوفان الأقصى" نقطة تحوّل كبرى في مسار المقاومة الفلسطينية، امتدت من قطاع غزة إلى جنوب لبنان، وتركَت أثرًا عميقًا في الوجدان الفلسطيني بين تعزيز الثقة بالنفس ومراكمة دروس التضامن والتعاضد الوطني.

وفي الذكرى الثانية لانطلاقة المعركة، عبّر عدد من ذوي الشهداء الفلسطينيين في مخيم نهر البارد شمال لبنان، الذين ارتقوا خلال مشاركتهم في المعارك على الحدود اللبنانية مع فلسطين المحتلة، عن مشاعر الفخر والعزّة، مؤكدين تمسّكهم بحقّ العودة ووحدة المصير مع أبناء الشعب الفلسطيني في غزة.

وفي شهادات لـ"بوابة اللاجئين الفلسطينيين"، استعاد الأهالي معاني استشهاد أبنائهم الذين ارتقوا في معارك إسناد غزة، ووجّهوا رسائل تضامن وصمود إلى أهل القطاع الذين واجهوا حرب إبادة استمرت منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، وانتهت اليوم الخميس 9 تشرين الأول/أكتوبر 2025، بعد أن أثبتت فشل الاحتلال في كسر إرادة الفلسطينيين أو اقتلاعهم من أرضهم رغم فظاعة الدمار.

روان كريم، شقيقة الشهيد رواد كريم، قالت لـ"بوابة اللاجئين الفلسطينيين":"من مخيمات الشتات، نحن ممتنون ليوم 7 أكتوبر، لحرب طوفان الأقصى، ولأرواح شهدائنا من غزة حتى جنوب لبنان. ممتنون لروح أخي التي غرست فيّ العزيمة والإصرار على حق العودة".

وتابعت: "عشنا أحداث طوفان الأقصى بمشاعر متناقضة — بين حلاوة النصر ومرارة ما يعيشه أهلنا في غزة. اليوم يمكننا القول إننا جسد واحد رغم المسافات؛ فالشهداء لدينا ولديهم أقاموا صلة وصل بين حنين الوطن وروح الفداء. صحيح أننا بعيدون جسدياً، لكن أرواحنا معهم، وسنجتمع بإذن الله قريباً في مسجد الأقصى".

أما أم علاء السبعين، والدة الشهيد إضاء السبعين، فقالت بفخر مؤثر:"فيما يتعلق بطوفان الأقصى، إن شاء الله يكون كل يوم طوفان أقصى من أجل فلسطين. صحيح أن غزة تدمرت، لكن كل ذلك من أجل أن تعود فلسطين. الحمد لله، طوفان الأقصى جاب نتيجة، وإن شاء الله كل الدول ستخضع لإرادة 7 أكتوبر وللشعب الفلسطيني".

وأضافت:"أنا أم، والحزن يملأ قلبي، لكني مبتهجة باستشهاد ابني. فرحتي بطوفان الأقصى زادت باستشهاد إضاء، لأن دماءه امتزجت بدماء شهداء غزة".

كذلك تحدّث أبو ممدوح الرنتيسي، والد الشهيد محمد الرنتيسي (أبو علي)، قائلاً: "بعد مرور عامين على طوفان الأقصى، نشعر بالعزّ والفخر. شهداؤنا مجدنا وتاريخنا. منذ عامين والمجاهدون في غزة يخوضون معارك العزة والكرامة لتحرير فلسطين والقدس والأقصى. استشهد ولدي سنداً لأهل غزة، وسنبقى ماضين في المقاومة حتى التحرير الكامل".

وأشارت سلوى منصور، زوجة الشهيد محمد الرنتيسي، إلى أن استشهاده كان مصدر فخر للمخيم: "كان أول شهيد من نهر البارد، ومن شمال لبنان، فخرت به الناس كلها، وألهم شباب المخيم أن يسيروا على دربه. رأينا كثيراً من الشباب يخرجون ويُستشهدون، وهذا منح المخيمات بُعداً وطنياً جديداً في مشاركتها وإسنادها لأهل غزة".

واختتم الأهالي كلماتهم بتوجيه تحية صمودٍ لأهالي غزة، مؤكدين أن الطريق الذي عبدته دماء الشهداء لن يتوقف حتى التحرير والعودة.

شاهد/ي التقرير 

 

بوابة اللاجئين الفلسطينيين

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد