رحّب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش بالإعلان عن اتفاق لتأمين وقف إطلاق النار والإفراج عن المحتجزين في قطاع غزة، استنادًا إلى المقترح المقدَّم من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، واصفًا الاتفاق بأنه "خطوة ضرورية طال انتظارها لإنهاء معاناة المدنيين".

وأشاد غوتيريش، في بيان رسمي، بالجهود الدبلوماسية التي بذلتها كلٌّ من الولايات المتحدة وقطر ومصر وتركيا للتوسط في هذا الاتفاق، مؤكدًا أن الالتزام الكامل ببنوده واجب على جميع الأطراف.

وقال غوتيريش: "يجب الإفراج عن جميع الرهائن بشكل كريم، ويجب تأمين وقف دائم لإطلاق النار، ووقف القتال نهائيًا، وضمان الدخول الفوري وبدون عوائق للإمدادات الإنسانية والمواد التجارية الأساسية إلى غزة. يجب إنهاء المعاناة".

وأكد الأمين العام أن الأمم المتحدة ستدعم التطبيق الكامل للاتفاق، وستعمل على توسيع نطاق توصيل المساعدات بشكل مستدام وقائم على المبادئ الإنسانية، مشيرًا إلى أن المنظمة ستعزز جهود التعافي وإعادة الإعمار في غزة.

ودعا غوتيريش الأطراف كافة إلى اغتنام هذه "الفرصة السانحة" لإطلاق مسار سياسي ذي مصداقية يفضي إلى إنهاء الاحتلال والاعتراف بحق الشعب الفلسطيني في تقرير المصير، وصولًا إلى حل الدولتين الذي يضمن الأمن والسلام الدائمين لكلٍّ من الفلسطينيين و"الإسرائيليين".

وفي سياق متصل، قالت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" إن الاتفاق يمثل "مصدر ارتياح كبير بعد عامين من القصف العنيف والنزوح والخسائر"، مؤكدة أن الرهائن والمعتقلين الفلسطينيين سيتمكنون أخيرًا من العودة إلى عائلاتهم بعد معاناة طويلة.

وأشارت الوكالة الأممية إلى أنها تمتلك مواد غذائية وأدوية وإمدادات أساسية جاهزة لدخول غزة تكفي لتغطية احتياجات السكان لمدة ثلاثة أشهر، مضيفةً أن طواقمها في غزة ستلعب دورًا أساسيًا في تنفيذ الاتفاق وتقديم الخدمات الحيوية كالرعاية الصحية والتعليم.

كما أوضحت أن أكثر من 660 ألف طفل ينتظرون بفارغ الصبر العودة إلى مقاعد الدراسة، وأن معلمي "أونروا" مستعدون بالكامل لاستئناف العملية التعليمية بعد ثلاث سنوات من الانقطاع القسري.

ودعت الوكالة جميع الدول الأعضاء إلى دعمها في أداء مهامها خلال هذه المرحلة الحرجة.

"أوتشا": 170 ألف طن من المساعدات جاهزة للتوزيع

من جانبها، أكدت مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) أن وقف إطلاق النار يمثل "لحظة حاسمة طال انتظارها"، مشددة على أن الوقت حان لإيصال المساعدات إلى كل أسرة محتاجة في غزة.

وقالت "أوتشا" إن لديها نحو 170 ألف طن متري من المساعدات الإنسانية تشمل المأوى والغذاء والدواء، جاهزة للتوزيع فور فتح المعابر، مع وجود المزيد في الطريق، مضيفة:"نحن مستعدون لإنقاذ الأرواح. فلتكن هذه هي اللحظة التي نختار فيها الإنسانية".

وفي بيان ثانٍ، أعلنت "أوتشا" أنها بدأت بتكثيف عملياتها الإنسانية في القطاع بالتعاون مع شركائها، مشيرة إلى أن هذا الاتفاق يمثل فرصة حقيقية لتغيير مجرى الأمور بعد كابوس إنساني طال أمده.

"الأغذية العالمي" يستعد لتوسيع عملياته في غزة

بدورها، أعربت المديرة التنفيذية لبرنامج الأغذية العالمي سيندي ماكين عن استعداد فرق البرنامج لتوسيع عملياته في غزة "في أقرب وقت ممكن"، مؤكدة تضامنها الكامل مع دعوة غوتيريش إلى وقف فوري لإطلاق النار.

وقالت ماكين، في تدوينة على منصة "إكس":"يجب أن نتحرك الآن لإيصال الغذاء والمساعدات المنقذة للحياة، ولا وقت لدينا لنضيعه".

وشددت على ضرورة ضمان وصول إنساني غير مقيد للغذاء والمساعدات إلى القطاع، مؤكدة أن فرق البرنامج موجودة على الأرض ومستعدة لتوسيع نطاق عملياتها فور توفر الظروف الملائمة.

ويُعدّ هذا الاتفاق، بحسب الأمم المتحدة ووكالاتها الإنسانية، فرصة نادرة لإنهاء دوامة العنف والمعاناة في غزة، لبدء مرحلة جديدة قوامها إعادة الإعمار واستعادة الأمل والحياة الطبيعية لملايين الفلسطينيين الذين عانوا ويلات الحرب على مدى عامين متتاليين.

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد