تجري التحضيرات لإطلاق مشروع شامل لترميم مقبرة الشهداء في مخيم اليرموك بالعاصمة السورية دمشق، بتوجيهات من رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، وضمن خطة القيادة الفلسطينية لإعادة الحياة إلى المخيم ومتابعة أوضاع اللاجئين الفلسطينيين في سوريا، بحسب ما أفاد رئيس دائرة شؤون اللاجئين في منظمة التحرير الفلسطينية الدكتور أحمد أبو هولي خلال زيارته إلى سوريا.
وقام الدكتور أحمد أبو هولي، عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ورئيس دائرة شؤون اللاجئين، بزيارة ميدانية إلى المقبرة برفقة سفير دولة فلسطين في سوريا الدكتور سمير الرفاعي.
وأكد أبو هولي أن هذه الخطوة تأتي تنفيذاً لتوجيهات الرئيس محمود عباس، الذي يولي اهتماماً خاصاً بمخيم اليرموك ومقبرة الشهداء، مشيراً إلى أن المرحلة الحالية من العمل تتركز على ترميم المقبرة بعد أن بدأت المرحلة الأولى سابقاً بإزالة الركام من شوارع المخيم.
وقال أبو هولي: "إن مخيم اليرموك يمثل القلب النابض للوجود الفلسطيني، وزيارتي اليوم تحمل رسالة دعم واضحة من السيد الرئيس، الذي يتابع من كثب أوضاع اللاجئين، ويدعم خطوات تحسين حياتهم وعودتهم إلى بيوتهم".
وأضاف أن التعليمات الرئاسية صدرت إلى دائرة شؤون اللاجئين والصندوق القومي الفلسطيني، وبالتنسيق مع السفير الرفاعي، للشروع الفوري في أعمال ترميم المقبرة، موضحاً أن المرحلة الأولى ستبدأ بترميم السور، لتتبعها مراحل أخرى تليق بكرامة الشهداء ومكانتهم في وجدان الشعب الفلسطيني.
وقال:"إن هذه المقبرة ليست مجرد مكان للدفن، بل ذاكرة وطنية خالدة تجمع رموز كفاحنا وتاريخ نضالنا".
من جانبه، أكد السفير سمير الرفاعي أن زيارة الدكتور أبو هولي إلى مخيم اليرموك ومقبرة الشهداء تجسّد التزام القيادة الفلسطينية العملي بتوجيهات الرئيس محمود عباس، مشيراً إلى أن هذا التحرك الميداني يأتي في سياق المتابعة المستمرة لأوضاع اللاجئين الفلسطينيين في سوريا.
وأوضح الرفاعي أن مقبرة الشهداء تمثل أحد أبرز رموز المخيم، وأن العمل على ترميمها سيكون خطوة أولى في مشروع شامل لإعادة إعمار اليرموك، مؤكداً استمرار التنسيق بين السفارة الفلسطينية ودائرة شؤون اللاجئين لضمان تلبية احتياجات اللاجئين وتحسين ظروفهم المعيشية.
واختتم الدكتور أبو هولي تصريحه بالتأكيد على أن القيادة الفلسطينية برئاسة الرئيس محمود عباس ماضية في دعم أبناء الشعب الفلسطيني في المخيمات داخل سوريا، قائلاً:"نعد شعبنا بأننا سنبقى أوفياء لتاريخهم وذاكرتهم، ولن نتركهم وحدهم، سواء في مقبرة الشهداء أو في حياتهم اليومية داخل المخيمات، فكرامة الشهداء والأحياء على حد سواء هي أمانة نحملها بتوجيهات من السيد الرئيس."
كما التقى الدكتور أبو هولي والسفير الرفاعي خلال جولتهما بعدد من أهالي مخيم اليرموك، واطلعا على احتياجاتهم اليومية، مؤكدين أن مشروع ترميم المقبرة هو جزء من رؤية وطنية شاملة لإعادة الحياة إلى المخيم وإحياء دوره كمركز للوجود الفلسطيني في سوريا، مع التشديد على تمسك اللاجئين الفلسطينيين بحق العودة والتعويض ورفض التوطين والوطن البديل، وأهمية استمرار عمل "أونروا" كجهة لا يمكن الاستغناء عنها أو استبدالها.