تواصل طواقم الدفاع المدني في قطاع غزة، لليوم التالي لإعلان وقف الحرب، جهودها لانتشال جثامين المئات من تحت أنقاض المنازل المدمّرة، في ظل دمار شامل يطال معظم مناطق القطاع ونقص حاد في المعدات والوقود.
وأفادت مصادر طبية، اليوم السبت 11 تشرين الأول/ أكتوبر، بأن جثامين 155 شهيدًا وصلت إلى مستشفيات القطاع خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، بينهم 135 شهيدًا تم استخراجهم من تحت الركام.
وأوضحت المصادر أن 19 فلسطينيًا استُشهدوا بنيران الاحتلال أمس الجمعة قبل إعلان وقف إطلاق النار، إلى جانب آخر متأثر بجراحه السابقة، بينهم 16 شهيدًا من عائلة غبّون في قصف استهدف منزلهم جنوب مدينة غزة، فيما استشهد فلسطيني في حي الشيخ رضوان شمال المدينة.
كما أفادت مصادر صحفية بوقوع إصابات في جباليا شمال القطاع جراء قصف مدفعي استهدف مجموعة من الأهالي في شارع العجارمة، بينما ارتقى اثنان من الشهداء في خان يونس، واستشهد مسن فلسطيني برصاص الاحتلال في بلدة القرارة.
وفي خضمّ ذلك، يواصل مئات آلاف النازحين العودة إلى مناطقهم في مدينة غزة وشمالها عبر شارع الرشيد الساحلي، رغم الدمار الواسع ونقص الخدمات الأساسية.
قال المتحدث باسم بلدية غزة إن المدينة تواجه دمارًا شاملًا في بنيتها التحتية، مؤكدًا أنه "لا يوجد شارع في غزة إلا وتضرر"، وأن أكثر من 85% من الآليات الثقيلة التابعة للبلدية دُمّرت بالكامل، ما يعوق جهود إعادة الإعمار وفتح الطرق.
وأشار إلى أن البلدية قدّمت خطة من ثلاث مراحل لإعادة الإعمار بالتنسيق مع مؤسسات دولية، تشمل توفير المياه وفتح الشوارع وجمع النفايات ومعالجة الصرف الصحي.
وفي السياق ذاته، أكد المتحدث باسم الدفاع المدني أن طواقمه انتشلت جثامين 100 شهيد ظهرت عليهم آثار الإعدام الميداني في مناطق مختلفة من القطاع، مشيرًا إلى أن الفرق تعمل على انتشال نحو 10 آلاف شهيد ما زالوا تحت الأنقاض وسط نقص حاد في المعدات والوقود.
وأضاف أن الاحتلال زرع عبوات مفخخة في لعب أطفال وعلب طعام لاستهداف المدنيين.
من جهته، أعلن رئيس بلدية خان يونس أن 85% من المحافظة مدمّر بالكامل، موضحًا أن المدينة تحتاج إلى إزالة نحو 400 ألف طن من الركام وإصلاح 300 كيلومتر من شبكات المياه و75% من شبكة الصرف الصحي، فضلًا عن التعامل مع أكثر من 350 ألف طن من النفايات، وسط نقص حاد في الوقود والمعدات.
وأشار إلى أن البلدية تعمل بتسع فرق فقط تفتقر للمولدات الكهربائية والآليات اللازمة لاستمرار العمل.
تحذيرات إنسانية وطبية
من جهته، قال أمجد الشوا، رئيس شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية في غزة: إن الجهات المختصة تنتظر تطبيق البروتوكول الإنساني لإدخال الخيام والمساعدات إلى القطاع، مؤكدًا أن الإمكانيات المتاحة محدودة للغاية.
وأوضح أن المعلومات المتوفرة تشير إلى قرب دخول 600 شاحنة مساعدات ووقود، وشدّد على ضرورة تشغيل المخابز وتوفير الغذاء وإرسال فرق مختصة لتفكيك العبوات الناسفة.
كما حذّرت وزارة الصحة من انهيار شامل في المنظومة الصحية، وقال مديرها العام منير البرش: إن المستشفيات تعاني من نقص كارثي في المستلزمات الطبية والأطباء المتخصصين، مشيرًا إلى وفاة طفلة صغيرة اليوم بسبب انعدام الأدوية والمعدات.
وأضاف أن هناك نحو 10 آلاف مفقود في القطاع، معظمهم تحت الركام، داعيًا إلى إدخال مولدات كهرباء ومياه شرب عاجلة للمستشفيات.
في المقابل، طالبت وكالة "أونروا" بالسماح بدخول المساعدات الإنسانية بشكل عاجل، مؤكدة أن مخزونها الغذائي يكفي لثلاثة أشهر فقط، وهو ما يُنذر بأزمة مجاعة واسعة في حال استمرار الحصار وتأخير الإمدادات.