توفي فجر اليوم الأحد ثلاثة دبلوماسيين قطريين وأصيب آخران من الوفد المشارك في المفاوضات بشأن اتقاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، جراء تعرضهم لحادث سير مروع على بعد نحو 50 كيلومترا من شرم الشيخ في مصر أثناء توجههم للمشاركة في القمة الدولية المرتقبة لبحث سبل إنهاء الحرب في قطاع غزة.
وأفادت مصادر أمنية مصرية بأن الحادث وقع في الساعات الأولى من الصباح، حين كانت السيارة الدبلوماسية التي تقل الوفد القطري ضمن الموكب المرافق لرئيس الوزراء ووزير الخارجية القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، متجهة نحو مدينة شرم الشيخ لحضور مراسم إعلان اتفاق وقف إطلاق النار في غزة.
وأسفر الحادث عن وفاة عبد الله بن غانم الخيارين، وحسن الجابر، وسعود بن ثامر آل ثاني، فيما أُصيب كل من عبد الله بن عيسى الكواري، ومحمد البوعينين بجروح خطيرة، نُقلا على إثرها إلى مستشفى شرم الشيخ الدولي لتلقي العلاج، حيث وُضعا في العناية المركزة.
وقالت سفارة دولة قطر في القاهرة في بيان نشرته عبر منصة "إكس": إنها "تلقت ببالغ الحزن نبأ وفاة ثلاثة من منتسبي الديوان الأميري في حادث مروري بمدينة شرم الشيخ"، مؤكدة أنها تتابع مع السلطات المصرية المعنية تفاصيل الحادث، وأوضاع المصابين الذين يتلقون العلاج في المستشفى.
وأكدت مصادر مصرية أن الجهات المختصة انتقلت فوراً إلى موقع الحادث، وتم اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة وإخطار وزارة الخارجية القطرية والسفارة القطرية في القاهرة بالواقعة كما بدأت السلطات المصرية بالتنسيق مع الجانب القطري لترحيل جثامين الضحايا إلى الدوحة في أسرع وقت ممكن.
ويعد الوفد القطري من أبرز الأطراف المشاركة في جهود الوساطة التي تقودها الدوحة بالتنسيق مع القاهرة وواشنطن، بهدف التوصل إلى اتفاق شامل لوقف الحرب في غزة، والتي استمرت لعامين كاملين وتسببت في دمار واسع ومعاناة إنسانية كبيرة.
ويأتي الحادث المؤلم في وقت تستعد فيه مصر لعقد "قمة شرم الشيخ للسلام" يوم غدٍ الاثنين، بمشاركة أكثر من عشرين زعيماً، بينهم الرئيس الأميركي "دونالد ترامب"، إلى جانب قادة من أوروبا والعالم العربي، لبحث سبل إنهاء الحرب في قطاع غزة و"إرساء الاستقرار في الشرق الأوسط".
وأكدت الرئاسة المصرية في بيان لها مساء السبت أن القمة تهدف إلى "إنهاء الحرب في قطاع غزة، وتعزيز جهود إحلال السلام والاستقرار في المنطقة، وفتح صفحة جديدة من الأمن الإقليمي"، مشيرة إلى أنها تأتي في إطار رؤية مشتركة بين القاهرة وواشنطن لتحقيق تسوية شاملة لما أسمته بالنزاع الفلسطيني "الإسرائيلي".
ووفق مصادر دبلوماسية، من المقرر أن تُستهل القمة بالوقوف دقيقة صمت حداداً على أرواح الدبلوماسيين القطريين الثلاثة الذين فقدوا حياتهم خلال أداء مهامهم "في سبيل تحقيق السلام".