وثق جهاز الدفاع المدني في غزة أعداد المفقودين نتيجة حرب الإبادة "الإسرائيلية" بنحو 9500 فلسطيني مفقود، وسط حالة من المأساة الإنسانية والأوضاع الصعبة فيما تزال عمليات البحث والإنقاذ جارية لتحديد أماكن المفقودين.

وقال المتحدث الدفاع المدني في بيان اليوم الأحد 12 تشرين الأول/ أكتوبر: إنّ الجهود مستمرة لتحديد أماكن المفقودين وتقديم المساعدة للمتضررين، داعياً السكان إلى التعاون والإبلاغ عن أي معلومات قد تساعد في عمليات البحث والإنقاذ.

وأوضح أن فرق الدفاع المدني تعمل على مدار الساعة للبحث والإنقاذ، بالتعاون مع الجهات المعنية، مؤكدا صعوبة الوصول إلى بعض المناطق نتيجة الدمار الشديد وانقطاع الخدمات الأساسية.

وفي سياق متصل، حذر الدفاع المدني في غزة الفلسطينيين العائدين إلى منازلهم بعد انتهاء الحرب من مصائد الموت التي خلفها الاحتلال في مدينة غزة، المتمثلة بمركبات مفخخة وصواريخ غير منفجرة في العديد من المناطق التي تشكل تهديداً على حيان السكان.

وأشار إلى أن فرق الطوارئ تعمل على تحديد مواقع الألغام والمفخخات وإبطال مفعولها، داعيًا الفلسطيني إلى توخي أقصى درجات الحذر وعدم الاقتراب من المركبات أو المواد المشبوهة والإبلاغ عنها فورا.

وشدد على أن عمليات التأكد من خلو المناطق من المخاطر ستستغرق وقتاً، وحث الأهالي على الالتزام بالإرشادات الرسمية لتجنب وقوع إصابات أو خسائر إضافية.

 لأوضاع الصحية والإنسانية تتطلب تدخلاً عاجلاً

ويعيش قطاع غزة أوضاعًا إنسانية وصحية بالغة الصعوبة في أعقاب الحرب "الإسرائيلية"، وسط تحذيرات متزايدة من انهيار شامل في المنظومة الصحية والخدمية، في ظل النقص الحاد في الإمدادات الطبية والدمار الواسع الذي طال البنية التحتية في معظم مدن القطاع.

وقد أكدت وزارة الصحة في غزة في بيان لها أن الأوضاع الصحية والإنسانية تتطلب استجابة طارئة وعاجلة لإدخال الإمدادات الطبية الضرورية، مشيرة إلى أن آلاف المرضى والجرحى بحاجة ماسة إلى أماكن مجهزة لتقديم الرعاية الصحية.

وأوضحت الوزارة أن توقف الخدمات التخصصية والتشخيصية في المستشفيات أدى إلى تفاقم الأزمة، وأعاق إجراء العمليات الجراحية المعقدة، مطالبةً بتوفير المعدات الطبية والأدوية بشكل عاجل لضمان استمرار تقديم الخدمات الطبية وحماية حياة المدنيين في ظل الظروف الحالية.

الدمار يطال 85% من مدينة غزة وخان يونس

من جهته، قال المتحدث باسم بلدية غزة: إن طواقم البلدية بدأت بتنفيذ عمليات فتح الشوارع الرئيسية ضمن خطة الطوارئ، بعد أن طال الدمار أكثر من 85% من البنية التحتية في المدينة جراء الحرب.

وأضاف أن الإمكانات المتاحة محدودة للغاية، وأن كميات المياه الصالحة للشرب التي تصل إلى السكان قليلة جدًا، داعيًا إلى إدخال المعدات اللازمة لصيانة محطات المياه والصرف الصحي بشكل فوري. وأشار إلى أن البلدية أعادت تشغيل بعض المحطات بشكل إسعافي، لكنها لا تغطي احتياجات المواطنين بالكامل.

وأوضح المتحدث أن البلدية تعمل بالتعاون مع 13 بلدية فرعية لتوزيع المياه، كما خصصت الخط الساخن (115) لاستقبال شكاوى المواطنين حول الخدمات الأساسية.

وفي محافظة خان يونس جنوب القطاع، قال رئيس بلدية خانيونس إن نحو 85% من المدينة دُمر بالكامل، واصفًا الوضع الإنساني والخدمي بـ"الكارثي".

وبيّن أن فرق البلدية تواجه تحديًا ضخمًا يتمثل في إزالة ما يقارب 400 ألف طن من الركام المنتشر في شوارع المدينة، إلى جانب تضرر 300 كيلومتر من شبكات المياه ودمار 75% من شبكة الصرف الصحي، ما فاقم الأزمات البيئية والصحية.

وأضاف أن البلدية تعمل على ترتيب أولويات الإغاثة وإصلاح البنية التحتية بالتعاون مع الجهات المختصة، لضمان إعادة الخدمات الأساسية للمواطنين في أقرب وقت ممكن.

400 شاحنة مساعدات تنتظر دخول قطاع غزة

وفي سياق الجهود الإغاثية، شهد معبرا كرم أبو سالم والعوجة اصطفاف نحو 400 شاحنة محملة بالمساعدات الغذائية والطبية والاحتياجات الأساسية تمهيدًا لإدخالها إلى القطاع، في إطار المساعي الدولية لتخفيف المعاناة الإنسانية المتصاعدة.

في الأثناء، أفادت مصادر محلية بأن مجموعة من الفلسطينيين أقدموا على تفكيك مركز توزيع المساعدات الأميركي في منطقة نتساريم، في خطوة تعكس حالة اليأس والحاجة الماسة للمساعدات في ظل استمرار الأزمة الإنسانية الخانقة

بوابة اللاجئين الفلسطينيين/ متابعات

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد