عادت إليه فوجدته ركاماً.. فلسطينية في غزة تقرر البقاء في خيمة على أنقاض بيتها

الأحد 12 أكتوبر 2025

"هذا منزلنا" بعيون ملؤها الحسرة تقف سيدة فلسطينية من غزة وتشير إلى منزلها الذي أحاله جيش الاحتلال "الإسرائيلي" أكواماً من الحجارة، ليعود إليه أصحابه -الذين تركوه قسراً- بعد دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ ويصابون بخيبة أمل، فلا منزلاً دافئاً وجدوا ولا حتى سقفاً يؤويهم تحته بعد رحلة نزوح قسري شاقّة ذاقوا فيها ويلات التشرد والجوع.

عادت أم محمد سمور، وهي امرأة فلسطينية نازحة، من جنوب غزة إلى شمالها في حي الشيخ رضوان تحديداً، لتجد منزلها مدمرًا بالكامل بعد أسابيع من القصف "الإسرائيلي" العنيف مصرة على البقاء داخل خيمة في مكان لم يعد يمتلك أدنى مقومات الحياة من الماء والكهرباء حالها كحال آلاف العائلات التي ترفض التهجير القسري وتفضل العيش على أنقاض منازلها المدمرة.

أريد نصب خيمة قبالة بيتي والعيش فيها

تقول أم محمد: "هذا منزلنا الذي هدمه جيش الاحتلال عقب إلقاء مناشير إخلاء تحذيرية لسكانه، اخلينا ولم نستطع إخراج أي شيء وعدنا الى البيت ووجدناه أكواماً من الحجارة ونحن الآن في الشارع ننتظر رحمة الله، أريد نصب خيمة واجلس قبالة بيتي في الشارع".

Screenshot 2025-10-12 203052.png
هذا المنزل الذي تحول إلى ركام كان يؤوي 40 فرداً

"لم اكن متوقعة ان اراه بهذا الشكل" تعبر سمور عن صدمتها فور رؤيتها لمنزلها الذي عقدت آمالها على أن تجده كما تركته، إلا أن ما سمعته عن الدمار الذي حل بالمنطقة كان حول منازل جيرانها، حتى صدمت بأن منزلها هو الآخر لقي ما لقيته المنازل المجاورة من القصف والهدم.

لم يكن المنزل المدمر يعود فقط لأم محمد فهو بناء سكني تقطن فيه سائر أفراد العائلة الكبيرة المكونة فعليا من 6 أسر بنحو 40 فرداً قد شردوا الآن في العراء ولم يعد لهم مأوى ولربما لا تتسع الخيام لهذه الأعداد.

Screenshot 2025-10-12 202537.png

وتضيف سمور: " قبل ذلك نزحنا الى الجنوب ثم عدنا وكان المنزل كما هو وعشنا فيه 5 شهور ثم أصدرت مرة أخرى أوامر الاخلاء وخرجنا إلا ان هذه المرة عدنا ولم نجده، ذهب كل شيء تحت الأنقاض من غرف النوم والمعيشة وأدوات المطبخ".

وتصر السيدة الفلسطينية الصامدة على العيش داخل خيمة رغم انعدام مقومات الحياة من الكهرباء والماء عاقدة أن تجد مساعدة في إعماره، غير أنها ترفض تماماً العودة إلى الجنوب كما هي رغبة جيش الاحتلال بتهجير الفلسطينيين من منازلهم قسراً.

نحو 400 عائلة تمكنت من العودة إلى غزة والشمال ولكن لا بيوت تنتظرهم

وكانت شبكة المنظمات الأهلية قد وثقت فقدان نحو مليون ونصف المليون فلسطيني في قطاع غزة منازلهم خلال عامي الإبادة بفعل الكارثة الإنسانية التي خلفها العدوان ووصفت بغير المسبوقة في التاريخ الحديث.

وعقب دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، تمكن ما بين 300 إلى 400 ألف فلسطيني خلال الأيام الأخيرة من العودة إلى مناطقهم في مدينة غزة وشمالي القطاع، رغم الدمار الهائل الذي خلفته الحرب بحسب مدير شبكة المنظمات الأهلية في غزة، أمجد الشوا.

وأوضح الشوا أن أكثر من 80% من مساكن السكان دُمرت بالكامل أو جزئياً، وأن ما يقارب 60 مليون طن من الركام تنتشر في أنحاء القطاع، ما يجعل إعادة الإعمار تحدياً غير مسبوق في التاريخ الحديث.

وأضاف أن عودة الأهالي تجري في ظروف معيشية قاسية مع غياب شبه كامل للبنية التحتية والخدمات الأساسية، داعياً إلى تحرك دولي عاجل لإطلاق خطة إنقاذ شاملة لإعادة الحياة إلى القطاع المنكوب.

ودخل اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة حيّز التنفيذ يوم الجمعة 10 تشرين الأول/ أكتوبر 2025، بعد مصادقة الحكومة "الإسرائيلية" عليه، إثر وساطة قادتها قطر ومصر وتركيا والولايات المتحدة.

بوابة اللاجئين الفلسطينيين

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد