استقبل اللاجئون الفلسطينيون في مخيم البقعة شمال العاصمة الأردنية عمان خبر اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، بمشاعر متباينة امتزج فيها الفرح بالحزن والخوف، متفقين على أن "صمود القطاع على مدار عامين من الحرب أعاد توحيد مخيمات اللاجئين في الشتات الفلسطيني وأحيا روح المقاومة والانتماء الوطني".
وكان المخيم الذي يضم أكبر عدد من اللاجئين الفلسطينيين في الأردن قد شهد وقفة خجولة شارك فيها العشرات من أبناء المخيم عشية الإعلان عن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة وسط حالة من الفرح بسبب وقف الحرب والحزن على ما حل بأهالي القطاع من قصف وفقدان ونزوح، وأيضاً استياء من قمع السلطات الأردنية لفعاليات دعم فلسطين وقطاع غزة.
مظاهر الفرح غابت عن مخيم البقعة بسبب قمع السلطات الأردنية
ورأى عدد من سكان المخيم أن خبر وقف إطلاق النار أثار مشاعر من الفرح ممتزجة بالخوف لما شهدته الحرب من حالة من نقض الاتفاقات من قبل كيان الاحتلال، وسط إشادة واسعة بالموقف الذي وصفوه بالأسطوري لأهالي قطاع غزة في صمودهم أمام آلة الحرب "الإسرائيلية" وفظائعها.
اللاجئ من مخيم البقعة ثائر سعادة وصف لبوابة اللاجئين الفلسطينيين حالة استقبال خبر وقف إطلاق النار بأنه كان ممزوجاً ما بين الفرح والخوف مشيراً إلى التجارب العديدة مع العدو الغادر في نقضه للعهود، ورغم الوقفة التي خرجت مساء يوم الخميس يقول سعادة: "إن مظاهر الفرح قد غابت بالمخيم لمنع الجهات الأمنية اي فعالية تنصر أهلنا في غزة".
ويؤكد سعادة أن بدء حرب الإبادة في غزة عزز فكرة إنشاء لجنة باسم مخيمات الشتات تدعو لفعاليات مشتركة، وفي الآن ذاته تعزز الفعاليات كل مخيمات الشتات في الأردن في إطار ما وصفه بأنه عزز الوحدة الوطنية وروح الانتماء للقضية الفلسطينية.
ووجه سعادة رسالة لأهالي قطاع غزة تؤكد أنهم أعادوا القضية الفلسطينية لواجهة الاهتمام العالمي ونصرة السردية الفلسطينية إلى جانب تعزيز مفاهيم الصمود والثبات.
الفرح الذي غلب على أهالي المخيم ينبع من تمكن الغزيين من فرض إرادتهم بالبقاء في القطاع
بينما اللاجئ يوسف النجار من بلدة " بيت محسير" غربي مدينة القدس والتي تحولت لمستعمرة للمحتل يطلق عليها "بيت مئير" وهو مقيم في مخيم البقعة يرى أن الفرح الذي غلب على أهالي المخيم عند سماع نبأ وقف إطلاق النار ينبع من تمكن الغزيين من فرض إرادتهم وخيارتهم في المعركة.
وقال النجار لبوابة اللاجئين الفلسطينيين:" استقبلنا الخبر ايضاً بحزن على كل الشهداء و كل هذا التدمير الذي جرى شمالاً و جنوباً و في وسط القطاع، تذكرنا كل الآهات و الأوجاع و عملية التجويع و التهجير و التنكيل الذي مارسها الاحتلال الصهيوني على أبناء شعبنا فهي مشاعر مختلطة بالفرح والحزن".
ويتفق النجار بأن حرب الإبادة في غزة طيلة عامين زاد من لحُمة الفلسطينيين ووحدتهم وتمسكهم بخيار المقاومة، لاسيما في مخيمات الشتات وتحديداً في مخيم البقعة ضمن الفعاليات السياسية والاقتصادية و الاجتماعية ووصفها بأنها انتقلت من ردة الفعل الشخصي إلى الفعل السياسي.
حرب غزة أعادت القضية الفلسطينية لواجهة الاهتمام العالمي
ويرى النجار أن الفلسطينيين في غزة رغم ما قاسوه من عذابات طيلة عامين من الإبادة قد تمكنوا من إعادة القضية الفلسطينية لمكانها الطبيعي ضمن ما وصفه بـ"الصمود الأسطوري" في مواجهة آلة القمع والتنكيل "الإسرائيلية" بإمكانات بسيطة.
لاجئ آخر من بلدة بيت نتيف قضاء الخليل وهو يوسف حسن بدوان أكد لبوابة اللاجئين الفلسطينيين أيضاً أن استقبال توقف الحرب في غزة كان مختلطاً بين الشك والأمل لما وصفه بالمؤامرات التي شهدتها الحرب مشيراً إلى أن الجو العام داخل المخيم يشي بحالة من الالتباس بين اللاجئين الذين شعروا بالأمل واليأس معاً لربما من حالة العجز من عدم نصرة القضية بما يجب إلا من بعض الفعاليات على حد قوله.
وقع الحرب في غزة على مخيمات الشتات عموماً كان مختلفاً نوعاً ما، فقد أصبح اللاجئون في كل مكان أكثر وحدة وصلابة خلف المقاومة ومن يمثلها، معلنيين سقوط كل اتفاقيات السلام والكفر بنهج الحلول السلمية، بحسب بدوان.