مئات الفلسطينيين يستقبلون الأسرى المحررين من أصحاب المؤبدات والأحكام العالية

الإثنين 13 أكتوبر 2025

استقبل مئات الفلسطينيين الأسرى المحررين من أصحاب المؤبدات والأحكام العالية ممن وصلوا إلى مدينة رام الله وسط الضفة الغربية مساء اليوم الاثنين 13 تشرين الأول/أكتوبر وسط أجواء من الفرح الممزوجة بالدموع مع بدء تنفيذ المرحلة الأولى من صفقة تبادل الأسرى بين فصائل المقاومة الفلسطينية والاحتلال "الإسرائيلي".

وأكدت هيئة شؤون الأسرى والمحررين ونادي الأسير الفلسطيني أن سلطات الاحتلال أفرجت عن 83 أسيراً من أصحاب المؤبدات من سجن "عوفر"، و167 أسيراً من سجن النقب (كتسيعوت)، فيما سيتم نقل عدد من المفرج عنهم إلى قطاع غزة وجمهورية مصر العربية بموجب بنود الاتفاق.

وشملت الصفقة كذلك إطلاق سراح 1718 معتقلاً من سكان غزة، بينهم أسيرتان وثلاثة أسرى أردنيين هم: منير عبد الله مرعي، هشام أحمد كعبي، ووليد خالد منصور.

ووصلت عدة حافلات تقلّ أسرى فلسطينيين محررين إلى خان يونس جنوبي قطاع غزة حيث تجمع الفلسطينيون لاستقبال الأسرى المحررين والترحيب بهم، وسط التكبير والتهليل بينما أجريت الفحوصات الطبية داخل مجمع ناصر الطبي للمفرج عنهم.

وجاء الإفراج وسط تشديدات أمنية "إسرائيلية" مكثفة في محيط سجن "عوفر"، تزامناً مع مشاهد مؤثرة لعائلات الأسرى التي احتشدت في بلدة بيتونيا قرب رام الله لاستقبال أبنائها، رغم محاولات الاحتلال منع التغطية الإعلامية والاحتفال الشعبي.

 

وروى بعض الأسرى المحررين ظروف الاعتقال التي مروا بها بشكل مقتصب مخافة تهديدات "إسرائيلية" بعدم الإدلاء بأية تفاصيل ومنهم الأسير المحرر محمد دراغمة، الذي أُطلِق سراحه بعد تسع سنوات من الاعتقال.

وفي التفاصيل قال دراغمة: "كان وزني 100 كيلوغرام وأصبح الآن 60 كيلوغرامًا، لن أقول ما حدث داخل السجن، لكن جسدي يشهد على ما تعرضنا له، والأثر النفسي أعظم من أي شيء آخر".

وأكد دراغمة أن المخابرات "الإسرائيلية" هددت الأسرى بعدم الإدلاء بأي شهادات، مضيفاً أن الأسرى تعرضوا خلال الأيام الأخيرة لـ"الضرب والشتم والإهانة حتى اللحظة الأخيرة داخل الزنازين".

وقال أسير محرر آخ: "نُقبّل أقدام أهل غزة ومجاهديها الذين أخرجونا بهذه الطريقة المشرفة الكريمة" موضحاً أن الأسرى يعانون من أمراض جلدية مختلفة نتيجة سوء الظروف الصحية في السجون.

أسماء بارزة من أصحاب الأحكام العالية في قائمة المفرج عنهم

ومن بين المفرج عنهم، يبرز عدد من القادة الميدانيين والرموز الوطنية الذين قضوا عقوداً خلف القضبان:

الأسير خليل أبو عرام – أحد أبرز قادة كتائب شهداء الأقصى

الأسير خليل محمود يوسف أبو عرام (59 عاماً) من مدينة يطا جنوب الخليل، أحد أبرز القادة الميدانيين لكتائب شهداء الأقصى خلال انتفاضة الأقصى وينحدر من عائلة مناضلة، إذ اعتُقل والده وشقيقه أحمد لسنوات طويلة، وأُبعد الأخير عام 1970 حتى عام 1994.

انخرط خليل في العمل النضالي منذ انتفاضة 1987، واعتُقل عام 1989 لمدة 17 عاماً، ثم أُعيد اعتقاله مرات عدة، وفي انتفاضة الأقصى عام 2000، أصبح من أبرز القادة الميدانيين وطارده الاحتلال لمدة عام ونصف قبل اعتقاله.

حكم على أبو عرام بالسجن سبع مؤبدات، وهُدم منزله عام 2003، وحرمه الاحتلال من وداع والديه اللذين توفيا عام 2010. وخلال اعتقاله، نال درجة الماجستير في الدراسات "الإسرائيلية"، وأصدر عدداً من المؤلفات والأبحاث.

الأسير سمير إبراهيم أبو نعمة – من قدامى الأسرى المقدسيين

الأسير المقدسي سمير إبراهيم أبو نعمة اعتُقل منذ عام 1986، وحكم عليه بالسجن مدى الحياة، وهو من أقدم الأسرى الفلسطينيين قبل اتفاق أوسلو.

يعاني أبو نعمة من آلام مزمنة في العمود الفقري واليد اليمنى نتيجة التعذيب والإهمال الطبي، وفقد والدته وثلاثة من أشقائه خلال فترة اعتقاله، بينهم شقيقه وليد الذي توفي ليلة استعداده لزيارته عام 2016.

الأسير محمد كامل خليل عمران – أحد العقول المدبرة لعملية "وادي النصارى"

الأسير محمد عمران من الخليل، من مقاتلي سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي ويُعد أحد العقول المدبّرة لعملية "وادي النصارى" (زقاق الموت) عام 2002، التي أسفرت عن مقتل 12 جندياً إسرائيلياً بينهم ضابط رفيع.

اعتُقل في كانون الأول/ديسمبر 2002، وحكم عليه الاحتلال بـ 13 مؤبداً، وتعرض للعزل الانفرادي والمنع من الزيارة لفترات طويلة، وفقد والدته عام 2005 بعد أيام قليلة من آخر زيارة له، وعُرف بدوره القيادي داخل السجون ومشاركته في الإضرابات الجماعية.

الأسير ماهر الهشلمون – منفذ عملية “انتصار للأقصى”

الأسير ماهر حمدي رشدي الهشلمون من مدينة الخليل، وُلد في مخيمات اللاجئين بالأردن عام 1984، وقد نفّذ عملية دهس وطعن عند مفترق "عتصيون" جنوب بيت لحم عام 2014، أدت إلى مقتل مستوطِنة وإصابة اثنين آخرين، نصرة للمسجد الأقصى وقد أصيب بست رصاصات أثناء اعتقاله، ولا يزال يعاني من آلام مزمنة وضعف في النظر والتنفس.

حكمت عليه المحكمة الإسرائيلية بحكمين مؤبدين وغرامة قدرها 3,265,000 شيكل، وهُدم منزله عقب العملية سبق أن اعتُقل عام 2001 بتهمة الانتماء إلى حركة الجهاد الإسلامي وأمضى 4 سنوات ونصف في السجن، ليكون قد قضى حتى 2025 نحو 15 عاماً خلف القضبان.

الأسير هاني الزير – أضيف اسمه في اللحظات الأخيرة

الأسير هاني حمد موسى الزير (54 عاماً) من مدينة دورا جنوب الخليل، من كوادر كتائب شهداء الأقصى، اعتقل عام 2002 بعد مطاردة استمرت عدة أشهر وأُصيب بعدة رصاصات أثناء اعتقاله.

شقيقه الشهيد جمال الزير نفّذ عملية "عيون قارة" عام 1990.

حكم عليه الاحتلال بالسجن 25 عاماً، وتعرض لتعذيب شديد تسبب له بكسور في القدم وتمزق عضلي دون علاج كافٍ، ويعاني من أمراض في القلب والرئتين.

أضيف اسمه في اللحظات الأخيرة ضمن الصفقة، بعد مطالبة حماس بالإفراج عنه كونه من الأسرى المرضى.

سهام أبو سالم – أكبر الأسيرات الفلسطينيات

كانت قيد الاعتقال في السجون "الإسرائيلية" وفقًا لقانون "المقاتل غير الشرعي" أي بدون تهمة أو لائحة اتهام بحقها وتبلغ من العمر 70 عاماً، ولم يتم السماح لمحاميها بزيارتها أو الاطلاع على ظروف اعتقالها أو وضعها الصحي.

 

أبرز الأسرى المحررين من مخيمات اللاجئين بالضفة

محمود باسم محمود أبو جنيد

من مخيم بلاطة شرق مدينة نابلس، اعتقلته قوات الاحتلال في 11 نوفمبر/تشرين الثاني 2003، وحُكم عليه بالسجن المؤبد خمس مرات. ينتمي أبو جنيد إلى حركة فتح، ويُعد من أبرز كوادرها في المخيم، حيث عرف بنشاطه الميداني في مقاومة الاحتلال قبل اعتقاله.

ماجد إسماعيل محمد مصري

من مخيم بلاطة في مدينة نابلس شمال الضفة الغربية، معتقل منذ 30 نوفمبر/تشرين الثاني 2002، ومحكوم بالسجن المؤبد عشر مرات. ينتمي مصري إلى حركة فتح، ويُعد من أوائل المقاتلين الذين شاركوا في المواجهات المسلحة خلال انتفاضة الأقصى، وقد تنقّل بين عدة سجون إسرائيلية طوال فترة اعتقاله.

أديب أحمد عبد الله أبو الرب

من مخيم نور شمس في مدينة طولكرم، اعتقل في 12 نوفمبر/تشرين الثاني 2002، وصدر بحقه حكم بالسجن المؤبد ست مرات. ينتمي أبو الرب إلى حركة فتح، ويُعتبر من القيادات الميدانية التي كان لها دور في التنظيم العسكري بالمخيم خلال سنوات الانتفاضة الثانية.

نصري عايد حسين عاصي

من مخيم شعفاط في مدينة القدس، اعتقل بتاريخ 27 يوليو/تموز 2004، وحكمت عليه سلطات الاحتلال بالسجن 18 مؤبداً و70 عاماً إضافياً. ينتمي عاصي إلى حركة حماس، ويُعد من أبرز قادة العمل العسكري للحركة في القدس، وقد واجه تحقيقات قاسية ومعاملة قمعية داخل السجون "الإسرائيلية".

وبدأت عملية تبادل الأسرى بين فصائل المقاومة الفلسطينية والاحتلال "الإسرائيلي"، حيث أعلنت كتائب القسام تسليم الأسرى "الإسرائيليين" الأحياء إلى اللجنة الدولية للصليب الأحمر عند الساعة الثامنة صباحًا، في دفعة أولى ضمّت سبعة محتجزين، تلتها دفعة ثانية عند الساعة العاشرة صباحًا شملت 13 آخرين، ليبلغ إجمالي عدد من أفرج عنهم عشرين أسيرًا حيّاً.

 

وبذلك تكون بنود المرحلة الأولى من الخطة قد نفذت بإطلاق سراح جميع الأسرى "الإسرائيليين" الأحياء في غزة، مقابل إفراج سلطات الاحتلال عن 250 معتقلًا فلسطينيًا من ذوي الأحكام العالية والمؤبدات — 96 من سجن "عوفر" و154 من سجن "كتسيعوت" في النقب — تمهيدًا لنقلهم إلى غزة وإبعاد أغلبيتهم إلى جمهورية مصر ، إلى جانب 1718 معتقلًا من سكان القطاع اعتقلوا عقب بدء حرب الإبادة في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023.

بوابة اللاجئين الفلسطينيين/ متابعات

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد