أكدت محكمة التحكيم الرياضي الدولية (تاس)، اليوم الثلاثاء 14 تشرين الأول/ اكتوبر، قرار استبعاد الرياضيين "الإسرائيليين" من المشاركة في بطولة العالم للجمباز الفني، التي ستُقام الأحد المقبل في العاصمة الإندونيسية جاكرتا، بعد رفضها الطعون المقدمة من الاتحاد "الإسرائيلي" للجمباز، الذي حاول إلغاء القرار أو نقل البطولة إلى بلد آخر.

وكانت السلطات الإندونيسية قد رفضت الأسبوع الماضي منح تأشيرات دخول للاعبي الجمباز "الإسرائيليين"، ما دفع الاتحاد "الإسرائيلي" إلى تقديم طلب عاجل إلى المحكمة الرياضية لإجبار الاتحاد الدولي على "ضمان مشاركة الفريق الإسرائيلي" أو نقل البطولة بالكامل.

لكن المحكمة الرياضية الدولية رفضت هذه الإجراءات المؤقتة، معتبرة أن النظر في الطلبات تم وفق إجراءات سريعة لقرب موعد البطولة، التي يُتوقع أن تشهد مشاركة أكثر من 500 رياضي من نحو 80 دولة.

ورغم إبقاء المحكمة على قرار الاستبعاد، أوضحت أنها ما تزال تنظر في جوهر الاستئناف المقدم من الاتحاد "الإسرائيلي" وستة من لاعبيه، من بينهم "أرتيم دولغوبيات"، بطل العالم لعام 2023 والحائز على ذهبية أولمبياد طوكيو 2021 في فئة الحركات الأرضية.

من جهته، اتهم الاتحاد "الإسرائيلي" للعبة، الاتحاد الدولي للجمباز بـ"التمييز" و"إنكار العدالة" لعدم اتخاذه قراراً تجاه رفض التأشيرات، مدعياً أن نظامه الأساسي يلزمه بالتدخل في مثل هذه الحالات.

غير أن المحكمة نقلت عن الاتحاد الدولي تأكيده أنه "ليست له أي صلاحيات في منح تأشيرات الدخول إلى إندونيسيا"، وأن القرار "خارج تماماً عن نطاق اختصاصه"

وكان وزير الشؤون القانونية وحقوق الإنسان الإندونيسي "يوسريل إيهزا ماهيندرا" قد جدد الخميس الفائت، موقف بلاده بالتأكيد على "السياسة الراسخة" لإندونيسيا، بعدم إقامة أي اتصال مع "إسرائيل" ما دامت لا تعترف بدولة فلسطين حرة وذات سيادة.

وأضاف أن قرار رفض التأشيرات جاء بناءً على توجيهات مباشرة من الرئيس "برابو سوبيانتو"، الذي كرّر في كلمته الأخيرة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة إدانة العدوان "الإسرائيلي" المتواصل على قطاع غزة.

وكان الاتحاد الإندونيسي للجمباز قد أصدر في وقت سابق خطاب كفالة لستة رياضيين "إسرائيليين"، قبل أن يسحبه تحت ضغط الرفض الشعبي الواسع لمشاركتهم، في خطوة عكست الانسجام بين الموقف الرسمي والشعبي الرافض لأي شكل من أشكال التطبيع الرياضي مع "إسرائيل".

من جانبه، أصدر الاتحاد الدولي للجمباز بياناً مقتضباً قال فيه: إنه "أخذ علماً" بالقرار الإندونيسي دون أن ينتقده، معرباً عن أمله في أن "تُخلق قريباً بيئة تُمكّن الرياضيين من جميع أنحاء العالم من التنافس بأمان وطمأنينة"، فيما أغلق القضاء الرياضي استئناف الاتحاد "الإسرائيلي" ضد هذا البيان "لانعدام الاختصاص".

ويأتي هذا القرار ليؤكد تمسك إندونيسيا، أكبر دولة ذات أغلبية مسلمة، بموقفها الثابت المناهض للتطبيع مع "إسرائيل" والداعم لحقوق الشعب الفلسطيني، بعد سوابق مشابهة تمثلت في سحب تنظيم كأس العالم تحت 20 عاماً عام 2023، وإلغاء الألعاب العالمية الشاطئية في بالي، احتجاجاً على مشاركة فرق "إسرائيلية" فيها.