رغم إعلان سلطات الاحتلال نيتها فتح معبر رفح البري أمام المساعدات الإنسانية، فإنها تواصل التحكم الكامل بحركة الإغاثة والدخول إلى قطاع غزة، إلى جانب الاستمرار في خرق اتفاق وقف إطلاق النار عبر عمليات القصف وإطلاق النار التي استهدفت مناطق متفرقة من القطاع خلال الساعات الماضية.
وأعلن جيش الاحتلال "الإسرائيلي"، ليل الثلاثاء–الأربعاء 15 تشرين الأول/أكتوبر، أن جثامين أربعة محتجزين سلّمتها حركة حماس إلى اللجنة الدولية للصليب الأحمر في قطاع غزة، قد نقلت إلى "إسرائيل"، لتضاف إلى أربعة جثامين أخرى جرى تسليمها يوم الاثنين.
في المقابل، كشف مدير عام المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، إسماعيل الثوابتة، أن طواقم الصليب الأحمر الدولي نقلت جثامين 45 شهيدًا فلسطينيًا من الجانب "الإسرائيلي" إلى القطاع، مشيرًا إلى أن الجهات المختصة ستتولى التعرف على هويات الشهداء قبل دفنهم.
وفي موازاة ذلك، ذكرت هيئة البث "الإسرائيلية" فجر اليوم أن "المستوى السياسي" قرر إلغاء العقوبات التي كان من المقرر فرضها على حركة حماس بعد تسليم الجثامين، وقرر فتح معبر رفح كما هو مخطط والسماح بدخول المساعدات الإنسانية.
ويأتي هذا القرار بعد يومٍ واحد فقط من إعلان الاحتلال منع فتح المعبر وتقليص المساعدات الإنسانية إلى غزة، بزعم أن حماس لم تسلم جميع الجثث، حيث أبلغت "إسرائيل" الأمم المتحدة حينها أنها ستسمح فقط بدخول 300 شاحنة مساعدات، أي ما يعادل نصف العدد المتفق عليه، قبل أن تتراجع جزئيًا عن قرارها.
استمرار الخروقات الميدانية
ورغم هذه التطورات، واصلت قوات الاحتلال اليوم الأربعاء خروقاتها الصريحة لاتفاق وقف إطلاق النار، إذ فتحت دباباتها النار على الفلسطينيين في بلدة بني سهيلا وحي الشيخ ناصر شرق خان يونس، كما نفذت قصفًا مدفعيًا شرق مدينة غزة استهدف منازل وأراضي زراعية.
من جانبه، أعلن مركز غزة لحقوق الإنسان إنه رصد 36 انتهاكًا "إسرائيليًا" لوقف إطلاق النار منذ الجمعة الماضية، أسفرت عن استشهاد 7 مدنيين وإصابة آخرين. وأشار المركز إلى أن أبرز الجرائم تمثلت في قصفٍ استهدف حي الشجاعية، وأدى إلى استشهاد خمسة مواطنين، وغارة على حي الفخاري شرق خان يونس أسفرت عن شهيد وجريح.
وأضاف المركز أن قوات الاحتلال واصلت إطلاق النار والقصف المدفعي شرق وشمال القطاع دون أي مبرر أو ضرورة عسكرية، مشيرًا إلى أن الاحتلال يستخدم المساعدات الإنسانية كورقة ضغط، حيث لم يسمح سوى بدخول 173 شاحنة من أصل 1800، وهو ما وصفه بـ"استمرارٍ لجريمة الإبادة الجماعية عبر التجويع والحرمان من الغذاء والدواء".
وختم المركز بيانه بمطالبة المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته القانونية والإنسانية، والضغط على "إسرائيل" لوقف الانتهاكات والمحاسبة على الجرائم المرتكبة، مؤكدًا أن استمرار خروقات الاحتلال وقيوده على المساعدات يهدد بانهيار كامل لاتفاق وقف إطلاق النار، ويعمّق الكارثة الإنسانية في قطاع غزة.
وأكدت مصادر طبية أن حصيلة العدوان منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023 ارتفعت إلى 67,913 شهيدًا و170,134 مصابًا، موضحة أن 44 شهيدًا بينهم 38 جرى انتشال جثامينهم حديثًا، و29 مصابًا وصلوا إلى مستشفيات القطاع خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية.
ولا يزال عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات، في ظل عجز طواقم الإسعاف والدفاع المدني عن الوصول إليهم بسبب القصف المستمر ونقص المعدات.