يواصل اللاجئون الفلسطينيون في مخيمات جنين وطولكرم شمالي الضفة الغربية المحتلة مواجهة الدمار والنزوح القسري، حيث تم إفراغ مخيمات اللاجئين الثلاثة جنين وطولكرم ونور شمس من سكانها الذين يُمنعون من العودة إلى منازلهم، وفق تأكيد "رولاند فريديتش" مدير عمليات "أونروا" في الضفة الغربية.
ويقول "فريديتش" في تصريح صحفي أن تصاعد اعتداءات المستوطنين والتوسع الاستيطاني يدفع بالمجتمعات الفلسطينية الضعيفة إلى مغادرة أراضيها تحت ظروف قسرية متزايدة، ما يمهد الطريق نحو ما يُعرف بـ"مشروع الضم" أي الاستيلاء "الإسرائيلي" على الضفة الغربية.
وأشار "فريديتش" إلى أن القوانين "الإسرائيلية" المناهضة لوكالة "أونروا" أدت إلى إغلاق مدارس تابعة للأمم المتحدة وطرد موظفين دوليين، مؤكداً أن مستقبل غزة والضفة الغربية مرتبط، وأنه لا ينبغي أن يقابل خفض التصعيد في غزة بتشديد قبضة الاحتلال في أماكن أخرى.
ورغم هذه الصعوبات، تواصل "أونروا" وجودها الميداني لتقديم خدماتها والدفاع عن حقوق اللاجئين، كما فعلت في أزمات سابقة، وفق المسؤول الأممي.
انتهاكات جسيمة في الضفة الغربية خلال عامي الابادة على غزة
ووفق مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، بين 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023 و2 تشرين الأول/ أكتوبر 2025، قتل 999 فلسطينياً في الضفة الغربية المحتلة بما فيها شرقي القدس، من بينهم 212 طفلاً على الأقل، ومنذ بداية هذا العام وحده، سُجّل ارتقاء 193 فلسطينياً بينهم 39 طفلاً.
مع بدء موسم حصاد الزيتون لعام 2025 في 9 تشرين الأول/ أكتوبر، استمرت أعمال العنف الاستيطانية ضد الفلسطينيين والزراعة، حيث تم اقتلاع وتدمير أشجار الزيتون في كفر قدوم وأبو فلاح والمغير وأم الخير.
كما توفي فلسطيني من محافظة الخليل أثناء الاعتقال الإداري "الإسرائيلي" في 7 تشرين الأول/ اكتوبر الجاري، ليصل بذلك عدد الفلسطينيين الذين لقوا حتفهم في الحبس "الإسرائيلي" منذ 7 تشرين الأول 2023 إلى 77 شخصاً.
كما شددت القوات "الإسرائيلية" القيود على التنقل في الضفة الغربية، مع نشر نقاط تفتيش متنقلة وإغلاق بوابات الطرق وإقامة حواجز إسمنتية وعوائق أخرى، ما أثر على قدرة الفلسطينيين على الوصول إلى الخدمات.
ورغم هذه الظروف، احتفلت "أونروا" في 5 تشرين الأول بتخرج 226 شاباً من اللاجئين الفلسطينيين، من الدورات الصيفية في مراكز التدريب المهني بالضفة الغربية، بما في ذلك مجالات إبداعية وتقنية، حسبما افادت تقارير للوكالة.
وأكد مدير شؤون "أونروا" في المكتب الإقليمي للضفة الغربية أن هذه الدورات تعزز قابلية توظيف الشباب وتحسن فرصهم في الحصول على عمل كريم، مشدداً على أهمية استمرار دعم اللاجئين في ظل الظروف الصعبة.