استشهد ثلاثة فلسطينيين، اليوم الخميس 16 تشرين الأول/أكتوبر، وأصيب آخرون، جراء استمرار الاعتداءات "الإسرائيلية" المتفرقة على مناطق في قطاع غزة، في إطار خروقات متواصلة لاتفاق وقف إطلاق النار، رغم دخول الهدنة يومها السابع بعد 735 يوماً من حرب الإبادة التي شنّها الاحتلال على سكان القطاع.

وأفاد مجمع ناصر الطبي في خان يونس باستشهاد فلسطينيين اثنين، أحدهما جراء استهداف مباشر من طائرة مسيّرة "إسرائيلية" من نوع "كواد كابتر" في منطقة بني سهيلا شرق المدينة، والآخر متأثراً بجراحه التي أصيب بها قبل يومين برصاص الاحتلال قرب كلية العلوم والتكنولوجيا في خان يونس.

كما سجّل المجمع إصابتين خطيرتين نتيجة استهداف جديد من طائرة مسيّرة "إسرائيلية" لمواطنين في بلدة بني سهيلا شرق خان يونس، موضحاً أن الإصابات حرجة، وتتطلب عناية طبية عاجلة في ظل استمرار التصعيد العسكري المحدود في مناطق متفرقة من جنوب القطاع.

وفي وقت لاحق، أعلن الدفاع المدني في قطاع غزة استشهاد الشاب عبد الهادي وائل القرعة من سكان المخيم الجديد شمال النصيرات، متأثراً بجراحه الخطيرة التي أصيب بها قبل ثلاثة أسابيع خلال قصف "إسرائيلي" سابق على المنطقة.

وأوضح الدفاع المدني أن الشاب تلقى إسعافات أولية فور إصابته، إلا أن خطورة جروحه أدت إلى وفاته اليوم، في استمرار لحصيلة الخسائر البشرية الناجمة عن الاعتداءات المتقطعة، رغم سريان وقف إطلاق النار.

ورغم دخول التهدئة يومها السابع، لا يزال الهدوء في قطاع غزة هشّاً ومشوّباً بالتوتر، حيث تُسجّل من حين إلى آخر عمليات قصف محدودة وإطلاق نار من آليات ودوريات "إسرائيلية" في مناطق متفرقة، وسط جهود إقليمية ودولية لضمان تثبيت وقف إطلاق النار ومنع انهياره الكامل.

وفي السياق الإنساني، أكد رئيس المكتب الإعلامي الحكومي في غزة أن ما يقارب 55 مليون طن من الركام ما تزال مكدّسة في مختلف مناطق القطاع، في دلالة على حجم الدمار الهائل الذي خلّفته الحرب خلال العامين الماضيين.

وأشار إلى أن الأجهزة الأمنية في غزة تعاملت مؤخراً مع بعض "ضعاف النفوس" الذين حاولوا استغلال الظروف لصالح الاحتلال، مؤكداً حاجة القطاع الماسة إلى تدخل الضامنين لاتفاق وقف إطلاق النار للضغط على "إسرائيل" لإدخال شاحنات المساعدات الإنسانية المتفق عليها.

وأضاف المسؤول أن الوسطاء قدّموا تطمينات بشأن فتح معبر رفح خلال الساعات المقبلة، إلا أن الاحتلال ما زال يماطل ويتنصل من التزاماته المنصوص عليها في الاتفاق، مشيراً في الوقت نفسه إلى صعوبة الوصول إلى جثامين المحتجزين "الإسرائيليين" داخل الأنقاض؛ بسبب نقص المعدات اللوجستية والتقنية اللازمة، في ظل الظروف الإنسانية والأمنية المعقّدة التي يعيشها القطاع.

في المقابل، نقلت الإذاعة "الإسرائيلية" الرسمية عن مصدر حكومي قوله إن "إسرائيل" لن تبدأ المرحلة الثانية من اتفاق وقف الحرب إلا بعد استعادة جثامين جميع المحتجزين "الإسرائيليين".
وأضافت أن الحكومة قررت عدم فتح معبر رفح، حتى تقوم حركة حماس بتكثيف جهودها لإعادة الجثامين.

وكان جيش الاحتلال "الإسرائيلي" قد أعلن في وقت سابق اليوم أن الاستعدادات لفتح معبر رفح أمام حركة الأفراد ما زالت جارية، مشيراً إلى أن العمليات تتم بالتنسيق الكامل مع السلطات المصرية، في إطار جهود تهدف إلى تسهيل حركة المدنيين بعد وقف إطلاق النار وضمان تدفق الأشخاص والمساعدات وفق ترتيبات أمنية مشتركة.

الأغذية العالمي يعيد فتح المخابز و"أونروا" تدعو للسماح بدخول المساعدات

وأعلن برنامج الأغذية العالمي (WFP) عن إعادة افتتاح المخابز التي كانت مغلقة منذ آذار/مارس الماضي في مختلف مناطق قطاع غزة، في خطوة تهدف إلى توفير الخبز بشكل مستمر للسكان في ظل الظروف الإنسانية القاسية ونقص الموارد الأساسية.

وأوضح البرنامج أن الخطوة تأتي لتخفيف معاناة السكان وضمان وصول الغذاء إلى أكبر عدد ممكن من الأسر المحتاجة.

من جانبها، ذكرت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" أن لديها ما يكفي من المواد الغذائية خارج غزة لتلبية احتياجات السكان لمدة ثلاثة أشهر، مؤكدة استعدادها لإيصالها فور السماح بالدخول.

وأشارت "أونروا" إلى أن سلطات الاحتلال ما تزال تمنع إدخال أي إمدادات إلى غزة منذ أكثر من سبعة أشهر، رغم اتفاق وقف إطلاق النار، وشدّدت على ضرورة إدخال المساعدات بالحجم المطلوب فوراً لتلبية الاحتياجات الإنسانية العاجلة.

وفي السياق الصحي، أكد مدير مجمع الشفاء الطبي في غزة، محمد أبو سلمية، في تصريحات صحفية، أن الوضع الصحي لا يزال مأساوياً، ولم يشهد أي تحسن ملموس سواء في توفر الأدوية أو الخدمات الطبية.

وأضاف أن الأسرى الفلسطينيين المفرج عنهم حديثاً بحاجة إلى رعاية طبية ونفسية خاصة نتيجة ما تعرضوا له من تعذيب وسوء معاملة في السجون "الإسرائيلية".

بوابة اللاجئين الفلسطينيين- وكالات

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد