تواصل قوات الاحتلال "الإسرائيلي" عدوانها على مدينة طولكرم ومخيمها لليوم الـ263 على التوالي، ولليوم الـ250 على مخيم نور شمس، وسط استمرار الاقتحامات واعتقالات في صفوف الفلسطينيين بينما احتفى الأهالي بالأسرى المحررين الذين خرجوا ضمن صفقة وفاء الأحرار.
وأفادت اللجنة الإعلامية لمدينة طولكرم في بيان اليوم الخميس 16 تشرين الأول/ أكتوبر أنه رغم الدمار والمعاناة اليومية، خرجت العائلات في شوارع المدينة ومخيماتها لتستقبل أبناءها المحررين، حيث عانق الحرية عدد من الأسرى الذين أمضوا أكثر من عشرين عامًا خلف القضبان، منهم يحيى حمارشة، عمر بسيس، بهاء شبراوي، رشيد عمر، وسامي عوفي.
وقد عبّر الأسرى المحررون عن فرحتهم الغامرة بهذه اللحظة التاريخية، مؤكدين أن الحرية تحققت بفضل صمود الشعب والمقاومة، وأن تضحيات الأسرى لم تذهب سدى.
وفي تلك الأثناء واصلت قوات الاحتلال عدوانها على طولكرم ومخيميها، في مشهدٍ يعكس سياسة العقاب الجماعي التي ينتهجها الاحتلال منذ بدء العدوان قبل أكثر من ثمانية أشهر.
ووفق بيان اللجنة الإعلامية شنت قوات الاحتلال "الإسرائيلي" حملة اقتحامات واعتقالات واسعة طالت عدداً من المناطق في المحافظة، لا سيما بلدتي علار وصيدا شمال المدينة، حيث تم اعتقال خمسة شبان هم: محمد سفيان شديد، جبر نضال بركات، مالك جعار، عماد أبو عصبة، وصابر هيثم أبو سعدة.
وأكدت اللجنة الإعلامية أن قوات الاحتلال اقتحمت منزل الشاب عماد أبو عصبة بعد عملية تفتيش دقيقة وتحطيم محتوياته، فيما انتشرت القوات بكثافة في البلدة، وأطلقت قنابل الصوت والغاز المسيّل للدموع في حارة الرباعية، ما أدى إلى اندلاع مواجهات عنيفة مع الشبان.
كما دفعت قوات الاحتلال بتعزيزات عسكرية وجرافات إلى محيط مخيم طولكرم، في الوقت الذي امتدت فيه الاعتداءات إلى بلدتي عنبتا وفرعون شرقي المدينة.
وفي بلدة فرعون، أفاد بيان اللجنة بأن قوات الاحتلال اقتحمت منزل الأسير المحرر رشيد عمر، بينما شهدت عنبتا اعتداءات على منازل أسرى محررين، بينهم منذر نور وسلام زغل، وأصيب شاب بالرصاص خلال مواجهات شهدتها البلدة.
كما أصيب عدد من المزارعين بالاختناق في بلدة النزلة الشرقية شمال طولكرم، بعد أن قمعت قوات الاحتلال فعالية شعبية لقطف الزيتون نظمها أهالي البلدة تضامنًا مع المزارعين في موسمهم السنوي.
وفي سياق متصل، ذكرت اللجنة الإعلامية حالة الاستنكار التي عمت الأوساط الصحفية والحقوقية جراء استمرار أجهزة أمن السلطة في اعتقال الصحفي همام عتيلي، رغم صدور قرار قضائي يقضي بالإفراج عنه، معتبرة أن استمرار اعتقاله يمثل انتهاكًا صارخًا لحرية الرأي والتعبير.
ووفق إحصاءات اللجنة الإعلامية في طولكرم، أدى العدوان "الإسرائيلي" المتواصل إلى تهجير أكثر من 5 آلاف عائلة من مخيمي طولكرم ونور شمس، أي ما يزيد على 25 ألف فلسطيني، فيما تم تدمير أكثر من 600 منزل بشكل كامل، وتضرر 2573 منزلًا جزئيًا، في ظل استمرار إغلاق مداخل المخيمين بالسواتر الترابية وتحويلهما إلى مناطق شبه خالية من الحياة.
وأشارت اللجنة إلى أن حصيلة العدوان حتى اليوم بلغت 14 شهيدًا، بينهم طفل وامرأتان، إحداهما كانت في الشهر الثامن من الحمل، إضافة إلى عشرات الجرحى والمعتقلين، وتدميرٍ واسعٍ للبنية التحتية، والمحال التجارية، والمركبات.