كشف مدير عام وزارة الصحة في قطاع غزة، منير البرش، عن تفاصيل صادمة تتعلق بالجثامين التي أفرجت عنها سلطات الاحتلال "الإسرائيلي" ضمن صفقة تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار مع حركة حماس، مؤكدًا أن الجثامين تحمل آثار تعذيب وحروق بشعة تُظهر حجم الجرائم التي ارتُكبت في الخفاء ضد الأسرى الفلسطينيين.

وقال البرش، في تصريح مقتضب: "هكذا أُعيدت إلينا جثامين أسرى غزّة، مقيّدون، معصوبو الأعين، وعليهم آثار تعذيب وحروق بشعة تكشف حجم الإجرام الذي ارتُكب في الخفاء. هؤلاء لم يكونوا تحت التراب، بل معتقلين في ثلاجات الاحتلال لشهور طويلة، تركت أجسادهم البريئة شاهدة على وحشية الجلادين. لم يموتوا موتًا طبيعيًا، بل أُعدموا بعد أن قُيّدوا".

وأكد البرش أن ما كشفته الفحوصات الأولية على الجثامين يشير إلى تعرض الأسرى لعمليات تعذيب مروّعة قبل استشهادهم، مشيرًا إلى أن تلك الجرائم لا يمكن إخفاؤها أو إنكارها، فهي موثقة على أجساد الشهداء.

 

وأفادت الوزارة بأن حصيلة الشهداء منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 ارتفعت إلى 67,967 شهيدًا، إضافة إلى 170,179 مصابًا، وكانت قد وثقت ارتقاء 29 شهيدًا خلال الساعات الـ24 الأخيرة، بينهم 22 جثمانًا تم انتشالهم من تحت الأنقاض، إلى جانب 4 شهداء قضوا جراء استهداف مباشر من قبل قوات الاحتلال.

حماس تسلمت 45 جثماناُ من عناصر النخبة في كتائب القسام

وفي سياق متصل، نقلت صحيفة العربي الجديد عن مصدر قيادي في حركة حماس مشارك في المفاوضات، قوله: إن أزمة تسلم جثامين عناصر النخبة من كتائب القسام انتهت رسميًا بعد أن سلّم جيش الاحتلال "الإسرائيلي" 45 جثمانًا، أمس الأربعاء، ضمن المرحلة الأولى من تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الجثامين.

وأوضح القيادي أن الجثامين التي سُلّمت تعود لعناصر من نخبة كتائب القسام الذين استشهدوا خلال عملية "طوفان الأقصى" في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، أثناء اشتباكات داخل المستوطنات المحاذية لقطاع غزة.

وأضاف: أن حركة حماس اشترطت إجراء فحوصات دقيقة للتأكد من هوية الجثامين، خشية تلاعب الاحتلال أو تسليمه جثامين مدنيين تمت سرقتها من مقابر في القطاع، مشيرًا إلى أنه تم الاتفاق على قيام اللجنة الدولية للصليب الأحمر في القدس بإجراء الفحوصات المخبرية اللازمة بالتنسيق مع أهالي الشهداء، وقد جرى تنفيذ ذلك أمس الأربعاء.

 

وفيما يتعلق بجثماني القائد العام السابق لحركة حماس في غزة يحيى السنوار وشقيقه محمد السنوار، أكد المصدر أن الحركة تميل إلى دفنهما داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة، موضحًا أن "القرار جاء انطلاقًا من قناعة راسخة لدى الحركة بأن دفن السنوار في أرض فلسطين المحتلة يُعد تكريسًا للرسالة التي عاش واستشهد من أجلها وهي تحرير كامل التراب الفلسطيني."

من جانبها، أكدت وزارة الصحة في غزة، في بيانها الصادر أمس، أنها استلمت رسميًا 45 جثمانًا لشهداء تم الإفراج عنهم بواسطة منظمة الصليب الأحمر الدولية، ليرتفع بذلك إجمالي عدد الجثامين المستلمة إلى 90 جثمانًا خلال الأيام الأخيرة، مشيرة إلى أن جميع الجثامين نُقلت إلى المستشفيات لاستكمال الإجراءات الطبية الشرعية وتوثيق الانتهاكات بحقهم.

وأكدت الوزارة أنها تعمل على توثيق الأدلة الطبية كافة التي تثبت تعرّض الشهداء للتعذيب والإعدام الميداني، تمهيدًا لتقديمها إلى المنظمات الحقوقية الدولية، داعية المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته القانونية والإنسانية تجاه ما وصفته بـ"جرائم الحرب" التي ارتكبتها إسرائيل بحق الأسرى الفلسطينيين.

بوابة اللاجئين الفلسطينيين

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد