يدخل اليوم الجمعة 17 تشرين الأول/أكتوبر، اليوم الثامن على التوالي من اتفاق وقف إطلاق النار، بعد 735 يومًا من حرب الإبادة "الإسرائيلية" على الفلسطينيين، في ظل استمرار الخروقات وعمليات القصف وإطلاق النار.
وأفادت مصادر محلية بأن قصفًا مدفعيًا "إسرائيليًا" استهدف صباح اليوم مناطق شرقي حي الشجاعية شرق مدينة غزة، في خرق جديد لاتفاق التهدئة المؤقتة. كما أعلن مستشفى العودة في شمال القطاع أنه استقبل خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية عشر إصابات جراء إطلاق قوات الاحتلال النار شرق مخيم البريج، إضافة إلى إصابات ناجمة عن انفجار جسم مشبوه في مخيم النصيرات وسط القطاع.
ويأتي القصف بالتزامن مع تحركات عسكرية محدودة لجيش الاحتلال في محيط ما يعرف بـ"الخط الأصفر"، الذي يغطي أكثر من نصف مساحة قطاع غزة.
وفي هذا السياق، قال وزير الحرب "الإسرائيلي" يسرائيل كاتس إن الجيش وضع علامات واضحة على طول الخط الأصفر بهدف "التحذير من أي انتهاك لتلك المنطقة"، مشيرًا إلى أن تل أبيب تعتبر هذا الخط جزءًا من ترتيبات أمنية مؤقتة لمراقبة الوضع الميداني في القطاع.
من جهتها، اتهمت حركة حماس رئيس وزراء الاحتلال "الإسرائيلي" بنيامين نتنياهو بعرقلة الجهود الإنسانية ومساعي المقاومة في الوصول إلى جثامين "الإسرائيليين"، مؤكدة التزامها الكامل باتفاق وقف إطلاق النار وحرصها على تسليم الجثامين المتبقية، رغم صعوبة الظروف الميدانية وتعذر الوصول إلى بعض المواقع.
في المقابل، دعا المكتب الإعلامي الحكومي في غزة الأطراف الضامنة للاتفاق إلى الضغط على الاحتلال من أجل إدخال المساعدات الإنسانية وفق ما تم التوافق عليه، محذرًا من أن "الاحتلال يتملص من التزاماته المنصوص عليها في اتفاق وقف إطلاق النار".
وأوضح المكتب أن هناك نحو 55 مليون طن من الركام تغطي مناطق القطاع كافة، وأن الوصول إلى جثث الأسرى "الإسرائيليين" ليس عملية سهلة في ظل نقص المعدات، مشيرًا إلى تلقي تطمينات بخصوص إعادة تشغيل معبر رفح خلال الساعات المقبلة.
وفي تطور خطير، كشفت وزارة الصحة في غزة عن جرائم بشعة ارتكبها الاحتلال بحق الشهداء الذين تسلمت جثامينهم ضمن صفقة التبادل الأخيرة، مؤكدة أن "الاحتلال نهب أعضاء بشرية من بعض الجثامين".
وقالت الوزارة إن الجثامين التي تسلمتها تظهر آثار تعذيب شديد وبعضها مقيّد بالأغلال، فيما أظهرت نتائج التشريح أن عددًا من الشهداء أُعدموا ميدانيًا من مسافة قريبة، بينما تُرك آخرون ينزفون حتى الموت.
كما بينت أن الاحتلال نهب أعضاء بشرية من أجساد الشهداء مثل القرنية والكلية والكبد، مشيرة إلى أن الأهالي تعرفوا حتى الآن على ستة شهداء فقط من أصل 120 جثمانًا تسلمتها الوزارة.
وأضافت الوزارة أنها أمهلت الأهالي عشرة أيام للتعرف على الجثامين قبل دفنها، مطالبةً بتشكيل لجنة أممية مستقلة للتحقيق في جرائم التنكيل وسرقة الأعضاء، مؤكدة أن كلاب قوات الاحتلال نهشت أجساد العديد من الشهداء الذين انتشلوا من تحت الأنقاض.
وفي السياق ذاته، دعا المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان إلى فتح تحقيق دولي عاجل في الجرائم التي ارتكبها الاحتلال، وظهرت على جثامين الفلسطينيين المسلمة إلى وزارة الصحة عبر اللجنة الدولية للصليب الأحمر.
وأكد المرصد أن الحالة المروعة للجثامين تُظهر دلائل واضحة على تعرض العديد من الشهداء لـ"تعذيب وتنكيل وحشي ومتعمّد"، أدى إلى انتهاكات جسيمة للقانون الدولي الإنساني، مشيرًا إلى أن بعضهم أُعدم بعد احتجازه، في خرق صريح لاتفاقيات جنيف.
وشدد على أن هذه المعطيات تتطلب تحقيقًا دوليًا مستقلاً يضمن محاسبة المسؤولين وإنصاف الضحايا، في ظل غياب الوسائل التقنية في غزة لتوثيق هويات الشهداء أو فحص ظروف احتجازهم قبل وفاتهم.
في الأثناء، أكدت وكالة "أونروا" أن جميع الأراضي الزراعية في غزة تقريبًا دمرت أو أصبح الوصول إليها متعذرًا، مشيرة إلى أن آلاف العائلات التي كانت تعتمد على الزراعة فقدت مصدر رزقها بالكامل.
وأضافت أن سكان القطاع لا يستطيعون شراء الطعام من الأسواق، ما يجعل إدخال المساعدات الغذائية أمرًا عاجلًا وضروريًا حتى يتعافى القطاع الزراعي.