الاحتلال يرتكب مجزرة بحق عائلة في غزة مع مواصلة خروقات اتفاق وقف النار

السبت 18 أكتوبر 2025

ارتكب جيش الاحتلال "الإسرائيلي" مجزرة مروّعة بحق عائلة شرقي مدينة غزة، بعد استهداف مركبة تقلّهم إثر تجاوزها ما يعرف بـ"الخط الأصفر"، ما أدى إلى ارتقاء 11 شهيداً، فيما تتواصل خروقات اتفاق وقف إطلاق النار الذي يدخل يومه التاسع على التوالي، وسط مطالبات باستكمال انسحاب الاحتلال من المواقع المتفق عليها.

وقال الدفاع المدني في غزة إن الجيش "الإسرائيلي" استهدف مركبة مدنية تقل أفراد عائلة أبو شعبان أثناء محاولتهم تفقد منزلهم في حي الزيتون شرق المدينة، ما أسفر عن ارتقاء جميع من كانوا على متنها وعددهم 11 شخصاً، بينهم 7 أطفال وسيدتين.

وأوضح المتحدث باسم الدفاع المدني محمود بصل في بيان، أن القصف وقع من دون أي تحذير مسبق بعد تجاوز المركبة ما يعرف بـ"الخط الأصفر"، مؤكداً أن ما جرى "يؤكد أن الاحتلال ما زال متعطشاً للدماء، ومصراً على ارتكاب الجرائم بحق المدنيين الأبرياء".

وأضاف بصل أن "المركبة لم تكن تشكّل أي تهديد، وكان بالإمكان تحذيرها أو التعامل معها بطريقة لا تفضي إلى القتل"، مشدداً على أن استهداف المدنيين يشكّل "انتهاكاً صارخاً لكل القوانين الإنسانية الدولية".

وفي سياق متصل، فتحت زوارق الاحتلال الحربية مساء الجمعة نيرانها تجاه مجموعة من الصيادين الفلسطينيين في محيط ميناء غزة، ما أجبرهم على مغادرة البحر.

حماس تدين المجزرة وتدعو للتحرك الدولي

من جانبها، أدانت حركة "حماس" المجزرة، مؤكدة أن الضحايا كانوا يحاولون العودة إلى منازلهم التي دمّرها القصف في حي الزيتون.

ودعت الولايات المتحدة والوسطاء الإقليميين والدوليين إلى تحمّل مسؤولياتهم وإلزام الاحتلال باحترام اتفاق وقف الحرب، كما طالبت المجتمع الدولي بمحاسبة قادة الاحتلال على جرائم الحرب والإبادة الجماعية بحق الشعب الفلسطيني.

وكان مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية "أوتشا" قد سجّل عودة أكثر من 390 ألف نازح من الجنوب إلى شمال قطاع غزة منذ وقف إطلاق النار.

وأكد المكتب الأممي تكثيف جهوده لتوسيع نطاق المساعدات في غزة، مشدداً على ضرورة فتح المزيد من المعابر وضمان دخول الوقود بشكل مستدام وحماية عمال الإغاثة.

تحذيرات أممية من مخاطر الذخائر غير المنفجرة

وفي غضون ذلك، حذر رئيس بعثة دائرة الأمم المتحدة المتعلقة بالألغام (UNMAS) لوك إيرفينغ، من أن مخاطر الذخائر غير المنفجرة في قطاع غزة تتزايد بعد وقف إطلاق النار، مشيراً إلى أن إزالة هذه الذخائر ستستغرق وقتاً طويلاً، لكنها ضرورية لإعادة الحياة تدريجياً إلى طبيعتها في القطاع الذي أنهكته حرب مدمّرة استمرت عامين.

وقالت دائرة الأمم المتحدة للإجراءات المتعلقة بالألغام في رد على وكالة الصحافة الفرنسية، إن القيود التي فرضت خلال العامين الماضيين منعت إجراء عمليات مسح واسعة النطاق، وإنها لا تملك صورة شاملة لحجم التهديد الذي تمثله المتفجرات في غزة.

وأضافت الدائرة أن لديها عدداً محدوداً من المركبات المدرّعة في الميدان، مما يجعلها قادرة على تنفيذ "عدد محدود فقط من تقييمات المخاطر يومياً"، في وقت تتطلب فيه الكثافة العالية للدمار جهداً هندسياً واسعاً ومستمراً.

مخاطر هائلة على النازحين

وحذّرت منظمة هانديكاب إنترناشونال (Handicap International) من أن الذخائر غير المنفجرة في غزة تشكّل خطراً "هائلاً" على النازحين العائدين إلى منازلهم، مطالبة بالسماح الفوري بإدخال المعدات اللازمة لإزالة الألغام.

وقالت آن كلير يعيش، مديرة المنظمة في الأراضي الفلسطينية: إن "المخاطر هائلة، والتقديرات تشير إلى أن حوالي 70 ألف طن من المتفجرات سقطت على غزة منذ اندلاع الحرب في تشرين الأول/أكتوبر 2023".

وأضافت في بيان أن "طبقات الأنقاض ومستويات التراكم كبيرة جداً، ونحن أمام مخاطر بالغة في أرض معقدة للغاية؛ بسبب محدودية المساحة والكثافة السكانية العالية"، مشيرة إلى أن إزالة المتفجرات ستكون "عملية معقدة وطويلة الأمد".

170 ألف جريح بحاجة إلى عمليات جراحية عاجلة

وفي السياق الإنساني، قال مدير جمعية الإغاثة الطبية في مدينة غزة إن هناك نحو 170 ألف جريح بحاجة إلى عمليات جراحية عاجلة لا يمكن إجراؤها بسبب النقص الحاد في المعدات الطبية والأدوية الأساسية.

وأضاف أن معظم المستشفيات تعمل بطاقة منخفضة للغاية، وأن مئات المرضى يموتون يومياً بسبب انقطاع الكهرباء ومنع دخول الوقود اللازم لتشغيل المولدات الطبية.

وتواصل "إسرائيل" إغلاق جميع معابر قطاع غزة بشكل كامل منذ الثاني من آذار/مارس الماضي، مانعة دخول الغذاء والدواء وجميع مستلزمات الحياة.

وتتكدّس آلاف الشاحنات عند الجانب المصري من معبر رفح البري بانتظار السماح بدخولها، لكن الاحتلال يرفض فتح المعبر، ويربط ذلك بإعادة جثامين الأسرى الإسرائيليين المتبقية لدى المقاومة الفلسطينية.

"أونروا": الحاجة ماسة وإدخال المساعدات مسألة إرادة سياسية

وفي بيان آخر، أكدت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" أن سكان قطاع غزة بحاجة ماسة إلى إمدادات الإيواء والمساعدات الإنسانية، مشيرة إلى أن الوكالة تمتلك هذه الإمدادات على بعد ساعات قليلة بالسيارة، وأن فرقها والبنية التحتية اللازمة لتوزيعها جاهزة بالكامل.

وشدّدت "أونروا" على أن الوقت قد حان للسماح بإدخال المساعدات الإنسانية الضرورية إلى غزة لمئات الآلاف من الناس المنهكين جراء الخسائر الفادحة والدمار والنزوح والجوع، مؤكدة أن الأمر "لا يتعلق بالإمكانات، بل بالإرادة السياسية"، مضيفة: "دعونا نقم بعملنا الإنساني".

بوابة اللاجئين الفلسطينيين- وكالات

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد