وسط معاناة متواصلة

أهالي حيّ المغاربة في مخيم اليرموك يطالبون بتركيب محولات كهرباء

السبت 18 أكتوبر 2025
ما تبقّى من غرفة محوّل الكهرباء في حيّ المغاربة داخل مخيم اليرموك
ما تبقّى من غرفة محوّل الكهرباء في حيّ المغاربة داخل مخيم اليرموك

يشكو سكان حيّ المغاربة في مخيم اليرموك من أزمة خانقة في التيار الكهربائي، وسط بنية تحتية متهالكة وانعدام شبه تام للمحولات والخزانات التي تنظم استجرار الكهرباء إلى المنازل. وتتفاقم المعاناة مع ارتفاع التكاليف التي يتحملها الأهالي لتوصيل التيار من مناطق بعيدة، في وقت تواصل فيه مئات العائلات عودتها إلى المخيم الذي ما يزال بحاجة ماسة إلى إعادة تأهيل شاملة للخدمات الأساسية بعد سنوات الدمار التي خلّفها قصف النظام السوري السابق.

"بوابة اللاجئين الفلسطينيين" رصدت المشكلة ميدانياً، واستطلعت آراء عدد من السكان الذين عبّروا عن استيائهم من غياب الاستجابة الرسمية لمطالبهم المتكرّرة، مؤكدين حاجتهم العاجلة إلى محولات وخزانات كهرباء قريبة تعيد الحياة إلى الحيّ.

يقول محمد الخطيب، أحد سكان المخيم:"نعاني من مشكلة كبيرة في الكهرباء، نمدّ الأسلاك من مناطق بعيدة جداً، وكل يوم تنقطع الكهرباء، فنضطر إلى إصلاح الوصلات أو تغييرها باستمرار. أغلب السكان يحتاجون فقط إلى خزان كهرباء قريب يغذي هذه المنطقة، ولو وُفّر لانتهت معظم المعاناة".

ويشير الخطيب إلى أن الأهالي يسحبون التيار من أماكن تبعد مئات الأمتار، ويدفعون مبالغ طائلة لقاء ذلك دون أي تجاوب من الجهات المعنية، مضيفاً "كل يوم نواجه الانقطاع أو السرقة أو تلف الأسلاك. نأمل أن يتم تركيب خزان قريب يخدم سكان الحي، فعددهم كبير ومعاناتهم مستمرة".

أما أم علي، وهي لاجئة تسكن شارع المغاربة، فتقول:"نعيش بلا كهرباء ولا ماء، وهذا أكثر ما نعاني منه. الكهرباء مقطوعة منذ أربعة أيام ولدينا أطفال صغار، كما أن مياه الشرب غير متوفرة إطلاقاً. وعدونا بأن الأمور ستتحسّن بعد العودة، لكن لا شيء تحقق حتى الآن".

وتضيف: "نريد فقط كهرباء وماء وخزانات تزوّدنا بهما بانتظام، لأن الوضع الحالي لا يُحتمل. الردم والغبار يملأ الشوارع، والمخيم بحاجة إلى إعادة تأهيل كاملة".

وفي شهادة أخرى، تقول أم أحمد منوّر إن الأهالي يضطرون لإصلاح الأعطال بأنفسهم: "أحياناً ينقطع الكابل الرئيسي، ومن يملك أبناء شباب يذهبون لإصلاحه، أما من لا يملك فيبقى بلا كهرباء. لا تمرّ ساعات حتى تنقطع مجدداً، وكل مرة ندفع بين عشرة وخمسين ألف ليرة للإصلاح دون فائدة".

وتضيف: "نرجو من الجهات المسؤولة أن ترحم الناس، وتوصل الكهرباء والماء بشكل منتظم. حتى المياه نذهب لجلبها من الدوّار، واليوم تُركّب المواسير وغداً تُزال. حياتنا صعبة جداً بلا كهرباء ولا ماء".

ويؤكد أبو علي من سكان الحي أن المشكلة تتفاقم بسبب بعد مصدر التيار: "الخط ينقطع كل يومين تقريباً، والمسافة بيننا وبين مصدر الكهرباء نحو 600 متر. نحتاج إلى محولة قريبة، فالوضع نفسه ينطبق على المياه التي نسحبها من منطقة الجعونة".

ويضيف أن الجهة المسؤولة على علم بالمشكلة دون أي تحرّك، موضحاً أن المصدر الوحيد الفعّال في شارع صفد يبعد كيلومتراً واحداً: "نحن نسحب الكهرباء بخط ضعيف لا يتجاوز 125 فولت، ونطالب بتركيب محولة في المكان القديم عند موقع الإعاشة لتغذية المنطقة المأهولة".

WhatsApp Image 2025-10-17 at 4.57.46 PM.jpeg
          غرفة محوّل الكهرباء في حيّ المغاربة داخل مخيم اليرموك

من جهتها، تقول أم بسّام من سكان حارة المغاربة: "التيار ضعيف جداً وأحياناً يحرق البرادات والغسالات. كل شخص يمدّ الكهرباء على نفقته، وقد تصل الكلفة إلى مليون ليرة، ومع ذلك لا نحصل إلا على إنارة بسيطة. وعند تشغيل أي جهاز، ينقطع التيار فوراً".

وتضيف: "قدّمنا طلبات لتركيب العدّادات ودفعنا المستحقات، لكننا ننتظر التنفيذ. نريد استجراراً نظامياً يخفف الكلفة ويضمن الأمان".

ويختتم فضيل أبو خليفة بالقول: "الكهرباء لا تكفي إلا للإنارة فقط، لا تعمل الغسالة ولا البراد بسبب ضعف التيار والانقطاع المستمر. نرجو من الجهات المختصة تركيب خزان كهرباء أو محولة تغذي المنطقة، وتساعد الناس على العيش بكرامة".

ويتفق الأهالي على أن الحلّ الوحيد هو تركيب محولات جديدة قرب أحياء المغاربة والإعاشة لتخفيف الضغط عن الشبكات القديمة. ويشرح أحمد الشيخ (أبو فادي): "أقرب مركز تحويل موجود في حي الجاعونة، ويبعد نحو 800 متر، ولا يخدمنا بشكل كافٍ. نحتاج إلى مركز تحويل جديد عند موقع الإعاشة، حيث كانت توجد سابقاً محولتان كبيرتان تخدمان أحياء جادات سعيد العاص والقدس والشوام، وإذا أُعيد تشغيله، فسيخدم مساحة واسعة حتى حيّ العروبة".

ويضيف: "كل كابل جديد نمدّه يكلّف أكثر من ثلاثة ملايين ليرة، ومع ذلك تبقى الكهرباء ضعيفة جداً. نحن لا نريد الاستجرار غير النظامي، بل نطالب بتركيب محولات وعدّادات رسمية، وسندفع التكلفة لأننا نريد حلاً دائماً يضمن وصول الكهرباء بأمان إلى بيوتنا."

ويشكل مشهد حيّ المغاربة نموذجاً لمعاناة أهالي مخيم اليرموك الذي يرزح تحت وطأة الدمار والإهمال، فيما يواجه العائدون واقعاً قاسياً من انعدام الخدمات وغياب البنية التحتية. وتتواصل المطالبات العاجلة للجهات الفلسطينية والسورية بإطلاق خطة شاملة لإعادة تأهيل المخيم تبدأ بإصلاح شبكات الكهرباء والمياه والصرف الصحي، وتستكمل بترميم المنازل والمؤسسات، لضمان عودة آمنة وكريمة للأهالي.

بوابة اللاجئين الفلسطينيين

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد