شهد مخيم البداوي للاجئين الفلسطينيين في طرابلس شمال لبنان، اليوم الخميس، اشداًعتصاماً حا شارك فيه العشرات من اللاجئين الفلسطينيين المهجّرين من سوريا، طالبوا خلاله وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" بإعادة الدعم المالي والإغاثي ورفعه بما يتناسب مع الظروف المعيشية الكارثية التي يمرون بها، مؤكدين رفضهم لبرامج العودة الطوعية إلى سوريا من دون توفير ضمانات حقيقية لإعادة إعمار منازلهم المدمّرة، وقاموا بتسليم مذكرة مطلبية إلى إدارة الوكالة.
ورفع المعتصمون شعارات تطالب بإنهاء ما وصفوه بـ"سياسة المماطلة والتأجيل والتمييز" التي تنتهجها "أونروا" بحق اللاجئين الفلسطينيين القادمين من سوريا، مؤكدين أنهم يتعرضون لـ"شكل جديد من أشكال الحرب" على الفلسطيني، "شعباً وكرامة وحقاً".
وقال أحد المشاركين: "نحن الشعب نفسه، تحت العلم نفسه، نقول اليوم من مخيم البداوي، كفى وعوداً، كفى تأجيلاً. الناس لم تعد قادرة على التحمل، والكرامة ليست منّة من أحد، بل حقّ لا ينتظر."
وأشار المتحدثون إلى أن "أونرو" التي أنشئت لحماية اللاجئين والدفاع عن حقوقهم، باتت اليوم تمارس سياسة تمييز غير مبررة، إذ تتعامل مع اللاجئ الفلسطيني القادم من سوريا وكأنه عبء لا كصاحب حق. وتساءل أحدهم: "أين العدالة في المساعدات؟ وأين المساواة في المعاملة؟ لماذا الفلسطيني السوري دائمًا في آخر القائمة؟ ولماذا هذا التهميش المستمر؟"
وأكد المعتصمون أنهم لا يطلبون المستحيل، بل الإنصاف والكرامة والمعاملة العادلة، مشددين على أن وكالة "أونروا" مسؤولة عن كل لاجئ فلسطيني أينما وُجد، وأن واجبها تقديم الخدمات دون تمييز أو إهمال.
وسلم المعتصمون مذكرة رسمية تضمنت جملة من المطالب الأساسية، أبرزها: تسديد الأشهر المتأخرة من المساعدات المالية فوراً دون أي تأخير، رفع بدل الإيجار الشهري إلى 100 دولار أمريكي على الأقل بدلاً من 60 دولاراً، نظراً للارتفاع الكبير في الأسعار، وتحديد موعد ثابت وواضح لصرف المساعدات الشهرية لتجنّب حالة الانتظار والمعاناة الدائمة، وتحسين آلية التواصل مع اللاجئين وتوضيح أسباب أي تقصير أو تأخير في تقديم الخدمات، إضافة إلى ضمان استمرار المساعدات الغذائية والنقدية دون تقليص أو تمييز بين اللاجئين الفلسطينيين القادمين من سوريا والمقيمين في لبنان.
وأكد اللاجئون في مذكرتهم أن هذه المطالب ليست ترفاً، بل "حقوق أساسية بعد سنوات طويلة من النزوح والمعاناة"، داعين إدارة "أونروا" إلى النظر العاجل في تنفيذها.
وعبّر المشاركون عن رفضهم لما يسمّى بـ"العودة الطوعية" إلى سوريا، معتبرين أنها عودة قسرية دون ضمانات حقيقية. وقال أحدهم: "لن نعود إلا إلى حياة كريمة. لا نريد أن نُعاد إلى بيوت مهدّمة أو أراضٍ محروقة. العودة دون تعويض وإعمار مرفوضة تماماً."
وشدد آخرون على أن المساعدات التي تقدمها "أونروا" حق قانوني وإنساني مستمد من قرارات الأمم المتحدة، مؤكدين أن "من يحصل على 45 دولاراً لا يستطيع أن يشتري بها خبزه، ومن يدفع 60 دولاراً إيجاراً لا يجد سقفاً يؤويه"
